رئيس التحرير
عصام كامل

دهانات طلاء المنازل فيها سم قاتل.. الصحة العالمية تحذر من تأثيرها على الأطفال.. المواد الملونة تصيب مصريين بالكويت بالإغماء.. نقل مسنين للعناية المركزة بسبب الرائحة النفاثة.. ومؤشر الخطر يرتفع بدمياط

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يتسارع الجميع في اختيار أحدث طلاء منازل، ليضفوا على مساكنهم مظهر جمالي لا يضاهي غيرهم، ولكنهم أغفلوا أن بعض دهانات المنازل عبارة عن سم قاتل، تسلب الحياة من صاحبها، باحتوائها على مواد سامة أبرزها الرصاص، تلك المواد لا يظهر تأثيرها في الغالب إلا على المدى البعيد.


مخاطر الطلاء
وحذرت منظمة الصحة العالمية من التسمم بالرصاص والذي يؤدى إلى عواقب مدمرة على الصحة وبخاصة لدى الأطفال، مشيرة إلى أن تعرض الصغار في مرحلة الطفولة للرصاص الموجود في الطلاء يسفر كل عام عن 600 ألف حالة جديدة من الإعاقة الذهنية.

ولفتت المنظمة في تقرير أصدرته عام 2013 في جنيف بمناسبة الأسبوع العالمي للوقاية من التسمم بالرصاص إلى أن الغالبية العظمى من الأطفال المتضررين من التعرض الشديد للتسمم بالرصاص يعيشون في البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل، مناشدة كافة دول العالم إلى تعزيز الإجراءات الوطنية الرامية إلى القضاء على الطلاء المحتوى على الرصاص.

التحالف العالمي
وهو ما دفع المنظمة لتدشين التحالف العالمي للتخلص من الطلاء المحتوى على الرصاص هو مبادرة تعاونية بقيادة مشتركة من قبل منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تركز على تحفز الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف الدولية الرامية إلى منع تعرض الأطفال للرصاص من الدهانات المحتوية عليه، وتقليل التعرض المهني للطلاء المحتوى على الرصاص.

مصريين بالكويت
آخر ضحايا تلك المواد الملونة مصريان يقيمان في الكويت، فقدا الوعي أثناء قيامهما بطلاء غرفة مضخات حوض سباحة قيد الإنشاء في منطقة الخالدية، وأصيب ثلاثة إطفائيين أحدهم ضابط.

وأوضحت الصحيفة الكويتية أن عمليات الإدارة العامة للإطفاء تلقت بلاغًا عما تعرض له العاملان المصريان، فتوجهت فرق الإطفاء ورجال الطوارئ الطبية إلى موقع الحادث، وعند وصولها اتضح لعناصرها أنهما فقدا الوعي في غرفة كائنة في سرداب المنزل تستخدم لمضخات حوض سباحة، حيث كانا يقومان بطلائها بمواد إنشائية تستخدم في العزل لمنع تسريب المياه.

إصابات المصريين سببها التركيز العالي للمادة المستخدمة في العزل، حيث أنه بعد فحص «رجال فرقة مركز مبارك الكبير» المادة المستخدمة، وقياس تركيز المادة في المبنى، اتضح أنها مواد إنشائية تحوي مركبات كيماوية ذات تركيز عال، وضارة جدا على الصحة.

المسنون
تسببت الدهانات أيضا في نقل مسنين للمستشفى في السعودية عام 2016 حيث قسم العناية المركزة، وذلك بعد دهان جدران غرفة.

لم يستطع المسنون تحمل الدهانات من رائحة نفاثة وقوية تستمر لفترة طويلة، خاصة إذا كانت الغرفة لا تتعرض لتهوية كبيرة، وهذا بالطبع أثر سلبًا على صحتهم، مما دفع رجال الإسعاف لنقلهم للعناية المركزة.

المصريون

أما "المصريون داخل مصر" فتتكلم عنهم الأرقام، فلم تظهر تأثير تلك المواد السامة إلإ على المدى البعيد، فقد أكدت الإحصائيات أن مستشفى الصدر بدمياط يستقبل سنويًا أكثر من 140 ألف مصاب بالنزلات الربوية والتحجر الرئوى من بينهم 20% من الأطفال، نظرًا لما تحتويه دهانات الأثاث والمنازل على مواد حارقة تساعد على تهيج الغشاء، مما يؤدى لانقباض الشعب الهوائية، ومن ثم الإصابة بالنزلات الربوية والتي قد تؤدي عند الأطفال إلى الوفاة، هذا فضلًا عن الإصابة بالتحجر الرئوي المتسبب الأساسي في الموت المفاجئ.
الجريدة الرسمية