رئيس التحرير
عصام كامل

رشاوى جنسية.. ورشاوى دينية!


يندهش البعض عندما يتابعون قضايا الفساد ويتوقفون أمام وقائع الرشوة التي يتدنى فيها طالبو الرشوة إلى حد مثير.. حيث يطالبون على سبيل الرشوة مأكولات وياميش وبدل وأيضًا رحلات حج وعمرة !.. 

لكن الأمر بقليل من المتابعة لقضايا الفساد لا يدعو للاندهاش أو التعجب.. فمن يقبل أن يتورط في فساد كبر أو صغر فهو يقبل أن يبع ضميره ويرمى في البحر كل القيم ومنها القيم الدينية، ولكنه مثل كل فاسد يسعى دوما لإخفاء فساده بادعاء التدين والطهارة والأخلاق..

ولذلك لا يخجل في أن يحج بالرشوة مثلا، لأن الحج في هذه الحالة بالنسبة له هو مجرد غطاء وإخفاء لفساده لاستمرار تضليله للناس، وأيضًا لاستمراره في ممارسة الفساد.

وهكذا من يقبل بالرشوة لا يفرق معه أن تكون هذه الرشوة نقدية، أي أموالا، أو تكون عينية، أي في شكل مأكولات أو ملابس، أو حتى تكون رشوة جنسية، أو رشاوى دينية، لتمويل رحلات حج وعمرة..

من يتورط في ممارسة الفساد لا يخجل من شىء أو يستحى من أحد.. فقد باع ضميره وقيمه وأهدر الأخلاق.. لذلك لا مجال للاندهاش أو التعجب.. ولذلك فإن مقاومة الفساد يجب ألا تفرق بين أي نوع من الفساد، كما يتعين ألا نستهين بالفساد العينى حتى ولو كان صغيرا، فإن حرامي الغسيل هو في كل الأحوال حرامي يستحق العقاب، ولا ننسى أنه قابل لأن يكون حراميا كبيرا.
الجريدة الرسمية