فيدرالية أو تقسيم.. مركز بحثي يرسم مستقبل تعيس لليمن السعيد
سنوات طويلة عانت فيها اليمن ويلات الحرب، تشرد مواطنوها، ودفع الكثيرون منهم حياتهم ثمنا للنزاع المسلح، دون أن يدرك أحد أطراف النزاع إلى أين ستصل الأمور، أو متى تنتهي الحرب.
سقوط الحكومة
اندلعت مواجهات مؤخرا في العاصمة عدن، بعد أن حظر الرئيس عبد ربه منصور هادي، المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أعطى الزعيم اليمني مهلة نهائية، تنتهي يوم الأحد؛ ليتولى الحكم بدلا من حكومته أو يواجه ثورة.
بعد وقت قصير، تمكنت قوات الحركة الجنوبية من فرض سيطرتها على عدن، وهو ما وصفته حكومة هادي بـ"الانقلاب" الذي سيؤثر بلا شك على الداخل اليمني، وعلى وضعها دوليا.
كانت الحكومة الشرعية لليمن سبق وطُردت من الشمال على يد الحوثيين في 2015، وهو ما يجعل طردهم من الجنوب يعني عدم وجود أي تمثيل رسمي للحكومة داخل الدولة، وهو ما يمهد الطريق لإعادة تقسيمها لدولتين، كما كانت في السابق.
تدخل خليجي
ووفق مركز «جلوبال ريسيرش» البحثي، فإن الحلفاء الخليجيين سيتولون البحث عن حل الخلافات المتصاعدة في اليمن؛ لخلق مستقبل سياسي أكثر استقرارا، ومن المرجح أن تتولى الإمارات مبادرة الإنقاذ، وتغيير موقفها الحالي، وقبول انفصال الجزء الجنوبي من اليمن بالاتفاق مع السعودية.
واعتبر المركز أن الرياض قدمت الدعم لفرس خاسر في المعركة اليمنية، من خلال دعمها للرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي لا يحظى بشعبية كافية داخل البلاد، وهو ما يحتم عليها، وفق المركز، إعادة النظر في موقفها السياسي، والإدراك بأن مواطني الشمال والجنوب لا يريدونه رئيسا لهم، وهو ما أدى لغياب الوجود الرسمي داخل اليمن.
إنهاء الحرب
حسب المركز البحثي، فإن التخلص من هادي أو إبعاده سيؤدي بدوره إلى إنهاء الحرب في البلاد؛ لأنه يدحض السبب الرسمي للحرب التي تقودها السعودية والتحالف الدولي في اليمن، ويكون سببا كافيا للرياض لتقليص مشاركتها المكلفة للغاية في هذا الصراع.
ورجح الخبراء أن انقلاب الجنوبيين، ربما يكون بداية المرحلة النهائية من الحرب على اليمن، في حال إبعاد حكومة هادي من عدن إلى الأبد، وطرح حل بوساطة روسية تسير وفقه البلاد على أساس "اللامركزية" أو "الهوية الاتحادية"، إما العودة الصريحة إلى تقسيمها، مثلما كان الوضع قبل عام 1990، إلى دولتين مستقلتين بحكم القانون.