تداعي انهيار البورصات وتراجع «البيتكوين» في الأسواق المالية
توقع خبراء أسواق المال ومحللين اقتصاديين أن يكون للعملات الافتراضية ومن بينها البيتكوين دورا في الانهيار الكبير للبورصات العالمية التي أصابت العالم هذا الأسبوع، مشيرين إلى أن الانهيار الحاد لبورصات الدول الكبرى وعددا من البورصات الناشئة ربما يعود لتحركات الدول؛ للحد من التعامل بالبيتكوين أو حظر التعامل بها بين مواطنيها ما أدى إلى تراجعها بقوة خلال الساعات الماضية.
وقال عيسى فتحي، نائب رئيس شعبة الأوراق المالية بالغرفة التجارية، إن ما حدث للبورصات العالمية من انهيارات وتراجعات بالجملة في أسبوع وصف بالأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية، ربما يرجع إلى الخسائر التي منيت بها عملة البتكوين الافتراضية.
وأضاف أن هذه العملة وغيرها من العملات الافتراضية منيت خلال الأيام الأخيرة بالعديد من الخسائر، حيث تراوح سعرها بين 5000 دولار و6000 دولار بعد أن حققت أرباحا في السابق تجاوزت 20 ألف دولار.
وأوضح أن انهيار البورصات في «وول ستريت وطوكيو وهونج كونج»، تباعًا، والخسائر التي مني بها مؤشر داو جونز الصناعي ليفقد 4.60% من قيمته، كذلك تراجع بورصة طوكيو بأكثر من 4% عند افتتاح جلسة التداولات الثلاثاء، لتلحق بذلك بنظيرتها النيويوركية التي خسر مؤشرها الأساسي ناسداك خلال جلسة الإثنين نحو 1600 نقطة، في حدث غير مسبوق، قبل أن يحدّ خسائره عند الإغلاق عند 4،60%، ربما يكون للعملات الافتراضية دورا بارزا فيها، حيث لجأت خلال هذا الأسبوع العديد من الدول لحظر التعامل بها، ووضعت البنوك المركزية والبورصات ضوابط قاسية تمنع التعامل بها، ما أدى إلى تراجعها بشكل لافت للنظر خلال الأيام القليلة الماضية بالتزامن مع انهيار البورصات.
ومن جانبه يرى حسام الغايش خبير أسواق المال، أن العملة الافتراضية المعروفة بــ«البيتكوين» هي نوع من الأموال الإلكترونية لكنها مستقلة عن النظام المصرفى التقليدى، بدأ تداولها عام 2009 وتعتمد على شبكة من الحواسب التي تتحقق من تفاصيل كل معاملة بالبيتكوين وتسجلها.
وأشار إلى أن العملة الافتراضية البيتكوين تبلغ عددا من الوحدات هو 16 مليون وحدة، وابتكر هذه العملة عالم الحاسب الاسترالى كريج رايت، ومع الوقت ظهرت عملات أخرى تنافس البيتكوين وكانت أقوى هذه العملات خلال الأشهر القلية الماضية هي مونيرو والريبل.
وأضاف "الغايش" أنه تتم عمليات التداول للعملة الافتراضية عن طريق الحفظ في محافظ افتراضية لها مفاتيح مميزة وترسل العملات من إحدى المحافظ إلى المفتاح المميز لمحفظة أخرى ويمكن حفظ محافظ العملات الافتراضية بعض البورصات، لافتا إلى أن هناك عدة دول اعترفت بها كوسيلة دفع مثل روسيا واليابان واستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أن مصرف الإمارات المركزي سبق أن حظر استخدام كل «العملات الافتراضية» في الإمارات، ومن أشهرها «بيتكوين»، ويهدف ذلك لحماية المتعاملين من أي عمليات احتيال، قد يتعرّضون لها نتيجة استخدام هذا النوع من المدفوعات غير الآمن في التعاملات عبر الإنترنت.
وأشار إلى أن من عيوب هذه العملة أن هناك صعوبة كبيرة في تتبع العملات الرقمية وأبرزها «بيتكوين» من قبل السلطات الرقابية الدولية والمحلية عربيا وعالميا، وبالتالي فإن أبرز المخاطر المرتبطة بتداولها هو إمكانية استخدامها في تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة وغسل الأموال.
ومن جانبه قال الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادى، إن الدافع وراء انتشار عملة البيتكوين بهذه السرعة هو شهية المضاربة حيث أن بها نوع من أنواع المضاربة، لافتا إلى أن عدد المضاربين في العالم وصل لنحو 1.600 مليون مضارب في حين بلغت عدد الوحدات نحو 17 مليون وحدة بيتكوين، برأس مال يقدر بــ 220 مليار دولار.
وأضاف أن الخطورة في التعامل بالبتكوين هو انتقالها بقوة إلى دول الخليج أو تركيا حيث أن هناك تقارب في البعد الجغرافى والسياسي ومن الممكن أن يكون هناك أفرادا لديهم علاقات بآخرين في تلك الدول ويمكن تحويل الأموال إليهم من مصر من خلال هذه الوسيلة أو الاستفادة بها من جانب الهاربين بسبب أحكام قضائية أو قد تستخدم في تمويل الإرهاب.
وأوضح أن هذه العملة هي عملة الند للند، حيث أمكن منذ نحو 4 أشهر التحويل من خلالها باستخدام الفيزا كارت حيث كانت أحد منصات التمويل، لافتا إلى أن من يشتري هذه العملة الافتراضية لا يمكن له استرجاع أو رد أموالهم مرة أخرى، وهى أهم شروط الاتفاق بين الأطراف المشتركة بها، مضيفا أن الميزة التي تسهل إجراءات التحويل بها هو أن التحويل لا يتم من خلال دفع رسوم وبالتالى تزداد فرص التعامل بها حيث تحولت من عملة بيتكوين إلى بيتكوين كاش.
وأضاف أنه يجري الآن التجهيز بالولايات المتحدة الأمريكية لما يسمى بعمله «الريبل» التي تخطت المرتبة الرابعة أصبحت الآن تحتل المرتبة الثالثة، وتصارع الحكومة الأمريكية لتكون الأولى بين العملات الافتراضية، حيث سيتم التعامل بها من خلال البنوك المركزية من خلال اتفاق ضمني وفقا لمواصفات الأمن القومي لكل دولة لمنع تمويل الإرهاب وذلك اعتبارا من منتصف 2018.
يذكر أن شركة لامبورجينى هي أول شركة تبيع سيارتها مقابل البيتكوين ولعملة البيتكوين شفرة برمجية من 131 ألف سطر.
ومع تواصل نجاحات العملات الافتراضية، وفيما تتربع بيتكوين على العرش، وهي الأشهر فإن الكثير من بدائلها توفر للمستثمرين فرصة ضخمة لتحقيق أرباح جيدة مستقبلية، لكن مع مخاطرة كبيرة لخسارة المال.
وخلال صيف 2014 بدأت هذه العملة مسيرتها وخلال عامين من بداية تاريخها تمكنت من الوصول إلى 2.6 دولار، وكأي عملة أخرى تعرضت لتذبذبات قوية وتراجعت نحو الوراء لكن العام الماضي وصلت إلى 5 دولارات، ثم إلى أكثر من 13 دولار خلال سبتمبر 2016، ومع تسارع الإقبال على بيتكوين ركز الكثير من المستثمرين على شرائها كونهم يعرفون أن لديها مستقبلا ويمكن أن تصل إلى مئات الدولارات.