رئيس التحرير
عصام كامل

ابن شقيق «شادية» يروي أسرار حياتها: «ماتت مش ندمانة» (صور)

فيتو

عقد معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته التاسعة والأربعين، ندوة فنية للاحتفاء بالفنانة الراحلة شادية، بحضور الفنان سمير صبري، وخالد طاهر شاكر نجل شقيق شادية، وذلك في مخيم السينما بمعرض الكتاب.


وقال سمير صبري، أن خالد طاهر شاكر تربى في منزل شادية حيث انفصل والداه في صغره، فأخذته شادية لتربيه في منزلها، واعتبرتها ابنها الذي لم تنجبه.

وأوضح صبري أنه تعرف على شادية من خلال عمله المبكر في الإذاعة المصرية، حيث تم اختياره في مسلسل "صابرين" من بطولة شادية، وكان يلعب آنذاك دور "مكوجي" يدعى علام، ويتلخص دوره في أنه يطرق باب شادية في العمل يوميا فتقول له "عايز ايه ياواد ياعلام"، فيجيب "عايز أشوفك" ومن هنا بدأت علاقة صبري بشادية لتبقى جملته الأولى معها هي التيمة الأساسية في محادثاته معها، حيث كان يتصل بها هاتفيًا فتقول له "عايز ايه ياواد ياعلام"، ومن ثم يبدآن الحديث.

وقص صبري بعض كواليس العمل مع شادية، ابتداء من أغنية "سكر حلوة الدنيا سكر" حيث كان أساس الأغنية بالعربية فقط، وكان من المفترض أن يرقص صبري عليها لا الغناء، ولكن خلال بروفات الأغنية كان يدندن صبري بالإنجليزية، فأعجبت شادية بالمقطع وعرضته على بليغ حمدي الملحن واقترحت عليه أن تقوم هي بغناء الأغنية بالعربية، ومن ثم يرد عليها صبري الأغنية بالإنجليزية، لتكون تلك الأغنية فيما بعد إحدى العلامات الفنية الفارقة في مسيرة صبري.

وأكد صبري أن شادية كانت كبيرة على المستوى الإنساني، والدليل على ذلك أن المنتج حلمي رفله وقع في أزمة مالية كبيرة، فطاردته شادية حتى قابلته وكتبت له آنذاك "شيك على بياض" لإنقاذه في أزمته.

وأضاف صبري، أن شادية كانت تتمتع بحس وطني لم يعرف له مثيلا، فحين وقعت مذبحة بحر البقر، الغت البروفات وطلبت من سمير صبري الاتصال بصلاح جاهين وطلبت منه المجيء إلى مقر العرب، لتخرج في هذا اليوم أغنية "الدرس انتهى لموا الكراريس" التي وصفت مذبحة بحر البقر كاملة، فيما كانت شادية صاحبة فكرة أغنية "يا حبيبتي يا مصر" حيث قالت آنذاك لبليغ حمدي: "معقول يا بليغ في يوم ننسى اسم مصر، لازم نعمل أغنية".

ومن جانبه قال خالد طاهر ابن شقيق شادية: "أن شادية كانت تعشق التحدي والتجارب الجديدة، ومرت خلال حياتها بكثير من التحديات التي استطاعت اجتيازها بنجاح"، مضيفا: "كان هناك شجرة أمام المنزل تطل على النيل، وكانت تلك الشجرة هي من تحدثت عنها أغنية "يا حبيبتي يامصر" في مقطع "ولا شاف النيل في أحضان الشجر".

وعن ذكريات الطفولة، قال خالد أن والدة شادية كانت تركية، وكانت اللغة التركية هي اللغة الرسمية في المنزل، مؤكدًا أنه ولد في منزلها وتربى على يدها ويد صلاح ذو الفقار، حيث كانت تميل شادية للجو الأسري والأطفال، كما أشار خالد إلى أن الفنان فريد الأطرش كان عشق حياتها، ولكن اختلاف نمط حياتها هو من أحال دون الارتباط بشكل رسمي، وعندما تزوجت صلاح ذو الفقار كادت أن تصبح "أم" في مرتين إلا أنها كانت تفقد الجنين في الشهر السابع، وكان هذا الأمر يجهدها نفسيا.

أما عن اعتزال شادية، فقال خالد أن سنوات الاعتزال قضتها في الطقوس الدينية، إلا أنها كانت تعكف على متابعة كافة الأحداث الفنية والسياسية الجديدة، حيث يسير طقوس يومها الطبيعي ابتداء من صلاة الفجر التي تستيقظ خصيصًا لأدائها، ثم تعود للنوم، ومن ثم تستيقظ في التاسعة للإفطار وقراءة الجرائد، ومن ثم تمارس يومها بشكل طبيعي بين الأسرة وإطار الصداقات الضيق.

وأكد خالد أنه خلال ثورة ٣٠ يونيو كان يواظب على زيارة ميدان التحرير والاتحادية لتفويض الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفي إحدى المرات عاد خالد إلى المنزل مصطحبًا معه صورة الرئيس، فتناولتها منه وطلبت تعليقها على الحائط مقابلها، وما زالت الصورة في المنزل حتى الآن، مؤكدًا أنها تعرفت على الرئيس عبدالفتاح السيسي حين زارها في المستشفى، إلا انها لم تتمكن من الحديث معه حيث تمكن منها المرض آنذاك.

وأوضح خالد أن الشيخ الشعراوي والمفكر مصطفى محمود لم يكن له علاقة بتدين شادية واعتزالها، ولكنه كان دائم التواصل معها حيث تسترشد بهما في بعض المسائل الدينية، مشيرا إلى أن شادية بعد اعتزالها وتدينها كانت قلقة على أعمالها، فأكد لها الشعراوي آنذاك أن أعمالها الفنية ذات رسالة، وما دامت قد اختارت التدين سيجازيها الله خيرًا.
الجريدة الرسمية