«المنافقون» في خطبة الجمعة
وزير الأوقاف المصرى الدكتور مختار جمعة وزير سياسي من الطراز الأول، وهو من أكثر الوزراء قراءة لبوصلة الأحداث، وأكثرهم وعيا بما تتطلبه المرحلة، وقد خصص خطبة الجمعة في موضوع النفاق وخطره على المجتمع، وقال فيما قال إن أخطر أنواع النفاق هو الخداع باسم الدين، ونرى فيما قال أنه أصاب كبد الحقيقة ومعدتها وقلبها النابض في هذا المجتمع، منذ ظهور الإخوان في بدايات القرن الماضي، وإن كان النفاق سابقا لوجود الإخوان بحضوره الطاغى مع أول دولة في التاريخ على أرض مصر.
ومن معانى النفاق إظهار المرء عكس ما يبطن، ويقال نفقت البضاعة أي راجت، وهنا مكمن الخطر إذ إن بضاعة النفاق نفسها قد نفقت إلى الحد الذي أصبحنا معه لا نعرف الحقيقة، وطالت طوابيره لتصل إلى ما لا يمكن قبوله بالعقل المجرد، ولأن الإنسان مخلوق ناقص، لا يمكن أن يصل إلى حد الكمال، فإن القدماء أصبغوا على الحاكم قدسية الإله، بل جعلوه في بعض مواطن التاريخ ذا صفات إلهية أي إنه الإله على الأرض، والله وحده الكامل لا نقصان فيه.
أما البشر فإنهم مخلوقون ومجبولون على النقصان، غير أن الواقع يشير إلى غير ذلك، فالمصرى القديم لا يزال يحيا فينا، لا يزال بعضنا أو معظمنا يظهرون عكس ما يبطنون، ويصبغون على بشر صفات الألوهية والعياذ بـالله، فإذا مدحك الناس، وأمعنوا المديح والإطراء فاعلم أنك ناقص ابن ناقص، ولا تصدق ما يقال من صفات ليست إلا للواحد القهار، وإذا أردت أن تنأى بنفسك عن وساوسهم، فلا تقرأ الصحف ولا تتابع برامج الفضائيات!!