مصر تستحق مشهدا انتخابيا.. أفضل!
«البحث عن مرشح يخسر أمام السيسي» كان هذا هو العنوان الذي اختارنه صحيفه «القبس الكويتية»، لوصف معركة الانتخابات الرئاسية، ولا يمكن اعتبار «القبس» صحيفة معادية لمصر، ولا الدولة الشقيقة التي تصدرها وهي الكويت، تسعي للتشهير بها، إنما كانت ترصد ما يجري على الأرض، وتحصل على المعلومات من التصريحات التي يدلي بها العديد من المسئولين المصريين.
وإذا كانت «القبس» حرصت على تناول الحدث بموضوعية، ومن موقع الحرص على سمعة الدولة المصرية، فإن التناول العالمي لمشهد الانتخابات لم ينحاز في أحيان كثيرة إلى الموضوعية، بل اعتبرها البعض فرصة مواتية للهجوم على مصر، ولم تقتصر تلك الحملة على أجهزة الإعلام، إنما امتدت لتشمل تصريحات مسئولين في المنظمة الدولية، والعديد من السياسيين في أمريكا وأوروبا.. ومنظمات حقوقية عالمية، أجمعت على أن ما يجري في مصر، استفتاء..
لا انتخابات يخوضها أكثر من مرشح يتنافسون من خلال برامجهم المختلفة، لنيل شرف الحصول على منصب رئيس الجمهورية من خلال انتخابات حرة نزيهة، يتوفر لها الشفافية الكاملة، وتخلو من شبهات التزوير وتراقب من هيئات دولية لها احترامها، متجاهلين أن كل مواطن مصري سواء كان له حق المشاركة في الانتخابات أو ليس له هذا الحق لسبب من الأسباب، كأن يأمل أن تجري في مصر انتخابات تنافسية تتوفر لها كل الظروف التي تضمن نزاهتها وتعبر نتيجتها عن إرادة الشعب المصري.
وليس من الإنصاف تحميل النظام الحاكم وحده المسئولية عن عدم إقبال العديد من المرشحين لخوض المعركة، وإنما تتحمل المعارضة الجانب الأكبر من المسئولية إما لعدم المشاركة.. أو للانسحاب من المعركة قبل أن تبدأ.
أما القشة التي قصمت ظهر «البعير» كما يقولون في الأمثال المصرية، فهي الإصرار على أن يخوض المعركة.. منافس «مصطنع» حتى للرد على الأصوات التي تردد أن ما يجري على أرض مصر، استفتاء لا انتخابات، والمصيبة أن واحدا من أبرز أعضاء مجلس النواب وقيادة تيار دعم مصر لا يري عيبا في أن تبحث الدولة عن شخص يقبل القيام بهذا الدور «الوطني» وأكد هذا التصريح ما يتردد عن أن النظام يبحث عن شخص يخسر أمام السيسي، ما يدل على أن من يتصدرون للعمل السياسي تنقصهم الخبرات التي تؤهلهم للقيام بهذ الدور.
وكان لابد أن يرفض حزب الوفد القيام بدور الكومبارس، والمشاركة في تلك المسرحية الرديئة، مضحيا بتاريخه الطويل في النضال من أجل الوطن. وكان من الأفضل أن يخوض الرئيس عبدالفتاح السيسي الانتخابات منفردا، كما ينص الدستور وساعتها كانت مصر ستنجنب تلك الحملات الشرسة، والتي يمكن الرد عليها من بنود الدستور المصري، ولكن ما العمل «والدبب» التي تعوق صاحبها مازالت تسئ إلى سمعة مصر.. ورئيس مصر!