دفاعا عن جامعة المنصورة!
الأشياء الجميلة كثيرة في بلدنا، ولكننا لا نراها أو نتعمد عدم رؤيتها، وأحيانا نتعمد هدمها والإساءة إليها، وجامعة المنصورة من هذه الأشياء الجميلة، وللأسف الشديد تتعرض من حين لآخر إلى هجوم غير مبرر ولأغراض شخصية، والمُحزن في الأمر أن بعض الفاشلين من أبناء الجامعة يقفون خلف حملات التشويه المغرضة.
في التصنيف العالمي الأخير للجامعات (ويبوميتركس) جاءت جامعة المنصورة في المركز الثالث محليا، والرابع عشر على مستوى الجامعات العربية والإسلامية في منطقة الشرق الأوسط، هذا التصنيف يجريه اتحاد الجامعات الإسبانية على 20 ألف جامعة على مستوى العالم.
يجب أن تشعر بالفخر حينما تعلم أن هناك طلابا أجانب فضلوا الدراسة في جامعة المنصورة عن جامعات أوروبا وأمريكا، أكثر من أربعة آلاف طالب يسددون لخزينة الدولة عشرين مليون دولار سنويا، كما تشعر بالفخر حينما تعلم أن مركز الكلى بالجامعة هو قبلة المسالك والكلى في العالم، ويوميا يحج إليه متدربون وباحثون ومرضى من كل دول العالم، كما أن مركز جراحة الجهاز الهضمي والكبد بالجامعة يحتل المركز الأول محليا، والثالث عالميا في مجال زراعة الكبد بين الأحياء، وبنسبة نجاح 85%، وهو الأقل تكلفة في مصر ومعظم مرضاه فقراء وبعضهم تتحمل إدارة الجامعة تكاليف علاجه.
مستشفيات جامعة المنصورة تقوم بجهود جبارة في خدمة محافظات الدلتا، من خلال مراكزها الطبية المتميزة (الكلى، الكبد، الأورام، الأطفال، الباطنة، العيون، الطوارئ، المستشفى الجامعي الأم)، حيث يتردد عليها سنويا 4 ملايين مريض، بالإضافة إلى إجراء 570 زراعة كبد، وثلاثة آلاف زراعة كلى، ومعظمها خدمات طبية مجانية متميزة وفي حدود الموارد المتاحة من ميزانية الدولة (316 مليون جنيه فقط)، وبعض تبرعات أهالي الخير..
وحاليا يتم إنشاء مراكز طبية جديدة لأمراض النساء والتوليد، والمخ والأعصاب، والعظام، ووحدة لزراعة الكبد، بالإضافة إلى افتتاح مركز جراحة القلب والصدر، لاستيعاب تزايد المرضى في هذه التخصصات، ونظرا لثقة المواطنين في جامعة المنصورة وكلياتها هي الأعلى في تنسيق القبول بالجامعات.
كل هذه الإنجازات وهذا المستوى الرائع وراءه رجال مخلصون وإدارة قوية وناجحة.. جامعة المنصورة هي قلعة علمية مفخرة لمصر كلها، والإساءة إليها في وسائل الإعلام هي إساءة لمصر، وقد يؤثر على سمعتها في الخارج، مما ينعكس سلبيا على الطلاب الأجانب الوافدين إليها، وبالتالي خسارة كبيرة للموازنة العامة للدولة.
جامعة المنصورة فيها 18 كلية، و15 مستشفى ومركزا طبيا وعلميا، و7 آلاف عضو هيئة تدريس، و28 ألف موظف، و170 ألف طالب بالكليات والدراسات العليا، والوافدين، بالإضافة للمنشآت الضخمة، ومن الطبيعي أن تكون هناك بعض السلبيات، وتناولها يجب أن يكون في إطار علاجها وليس تشويه سمعتها وإحباط مسئوليها، كما يجب على الدولة أن تحمي مؤسساتها الناجحة، ويكون لها موقف مع برامج الإثارة والتشويه التي تُسيئ إليها.
فكل التحية والتقدير للجامعة والعاملين فيها والمسئولين عنها، فهذا حقهم علينا حتى نحفزهم على الاستمرار في الرقي والنجاح، ومقاومة اليأس والإحباط، وتظل الجامعة شمعة تنير الطريق أمام الطلاب والباحثين، وقلعة علمية نفتخر بها محليا ودوليا.
egypt1967@yahoo.com