دلالة صور السيسي وبن زايد في المركز التجاري!
لماذا تعمدت أجهزة البلدين نشر الصور لزيارة الزعيمين للمركز التجاري؟ هل للإعلان عن إجراء مباحثات سرية؟ جانب من الحوار سري طبعًا لكن ليس هذا سببًا لإجراء الحوار في هذا المكان.. إذ كان يمكن أن تتم المباحثات سرية أيضًا في إحدى الغرف بواحد من القصور الفخمة الكبيرة وما أكثرها في أبو ظبي ودبي وباقي الإمارات الأخرى!
هل هي حتى لا يتجسس أحد من أي دولة أخرى خصوصًا الولايات المتحدة على الاجتماع عبر أجهزة متطورة حديثة؟ لا نعتقد.. فما ينطبق على القصور ينطبق على غيره من الأماكن ولا نعتقد أن دولة ما تقر هكذا وببساطة بالاعتراف بإمكانية التنصت عليها وعلى أكبر مسئوليها! وأيضًا لو كان الأمر كذلك لما تم الإعلان عن الاجتماع!
هل هي للإعلان عن أن الزيارة تتم للتخفيف من أعباء المسئولية العامة وأنها تتم بعيدًا عن العمل وللتنزه؟ لو كان الأمر كذلك لرأينا مسئولين آخرين من البلدين على الأقل في الصور والفيديو!
هل هي ليثبت الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات آمنة وأن زعيمين كبيرين يتجولان في عاصمتها؟ نقول: لا تحتاج الإمارات لذلك فنظامها الأمني مصنف عالميًا وحكامها وشيوخها يفعلون ذلك يوميًا!
إذن.. ما دلالة نشر صور للزعيمين وهما في أحد المراكز التجارية بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي؟ اعتقادنا أن الأمر مرتبط بالظروف التي تتم فيها الزيارة.. من اتفاق استراتيجي خطير وقعته الولايات المتحدة مع قطر الأسبوع الماضي، وهو يقترب من اتفاق وقعته في الماضي الولايات المتحدة مع العدو الإسرائيلي.. ويأتي في ظل مطالب قطرية وليست إيرانية بتدويل الحج!
ويأتي في ظل الإعلان عن استمرار المؤامرة الأمريكية على سوريا بإعلان أمريكا احتمال توجيه ضربة للجيش العربي السوري بحجة استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة وهو الاتهام القديم الذي تجدده أمريكا كل حين وكما تأتي الزيارة في ظل أسلحة متطورة حصلت عليها قطر ينبغي أن تقلق منها الإمارات، كما تتم الزيارة في ظل تهديدات تركية بالبحث عن الغاز في المتوسط ورفض الاتفاقية المصرية القبرصية بترسيم الحدود البحرية، كما تأتي في ظل استحقاق انتخابي يخوضه الرئيس السيسي!
فالصور المنشورة بعد موافقة الأجهزة المختصة في كلا البلدين تنفي -أولا- اقتصار الزيارة على تقديم واجب العزاء في وفاة المغفور لها والدة الشيخ خليفة وحرم المغفور له الشيخ زايد رحمه الله.. إنما تؤكد أن الزيارة امتدت للعمل وللسياسة ولبحث ملفات مهمة وأن تعاونًا متزايدًا سيتم بين مصر والإمارات ربما يتم الإعلان قريبًا عن بعض نتائجه خاصة في الملف القطري وعدد من الأزمات الأخرى المشتعلة كما نراها إعلانًا عن الثقة بالنفس وفي القدرة على مواجهة أي صعاب أو تحديات إقليمية أو دولية وكأن شيئًا لا يقلق كلا البلدين!