ما علاقة الأوقاف بترشيد المياه؟!

وزارة الأوقاف تم إنشاؤها لكى تدير تلك الأوقاف العديدة المنتشرة في أرجاء البلاد، ثم أضيف لها واجبات أخرى دينية، لعل أهمها الإنفاق على المساجد والقيام بدور في عملية الدعوة الدينية.. ومؤخرًا أضافت وزارة الأوقاف لنفسها واجبا مهما آخر هو مواجهة التطرّف الدينى، الذي يخلق لنا وحوشا آدمية انخرطت في تنظيمات إرهابية وانطلقت تقتل وتدمر وتفجر وتخرب.. وكل هذه واجبات ومهام شديدة الأهمية، نرجو أن تقوم بها وزارة الأوقاف على أفضل وجه، ويتعين أن تتفرغ لها تماما..

ولذلك ليس مفهوما أن تشغل وزارة الأوقاف نفسها بمهام أخرى إضافية خارج نطاق اختصاصها ودورها، مثل مشاركة وزارتى الزراعة والرى في توعية الناس بترشيد استهلاك المياه.

إن ترشيد استهلاك المياه هو أمر دنيوى وليس أمرا دينيا، والرسول سن لنا سنة والأوقاف أولى أن تتبعها، وهى أننا أولى بأمور دنيانا.. لماذا نخلط بين الدين والسياسة أحيانا والدين والأمور الدنيوية أحيانا أخرى؟..

ولماذا تشغل وزارة الأوقاف نفسها بما هو ليس من دورها.. أليس الأجدى أن تتفرغ حقا لمواجهة التطرّف الدينى والجماعات التكفيرية؟.. لقد قلنا من قبل ومازلنا نقول: ابعدوا الدين عن السياسة ولا تكرروا ما فعله الإخوان والسلفيون من خلط الدين بالسياسة وهو ما دفعنا ثمنه كثيرا، حينما سلمنا رقبة مجتمعنا لحكم فاش مستبد، عندما انتفضنا للتخلص منه ومن شروره فرض علينا خوض حرب ضارية ضد الاٍرهاب تحملنا فيها الكثير من التضحيات.