رئيس التحرير
عصام كامل

حائط الذكريات بوسط القاهرة.. سيب ذكرى وتعالى بعد سنين واتصور معاها

فيتو

على بعد عشرة أمتار من مبني الجامعة الأمريكية بوسط القاهرة، يقع كافيه "أولديش"، الذي صمم خصيصا لمحبي الأصالة والفخامة الخاصة بالزمن الجميل.


قررت مي فتحي وزوجها محمد، بمساعدة صديقه، افتتاح كافيه يحمل على جدرانه ذكريات الزمن الجميل، فهو يعتمد على البساطة والموسيقي الهادئة، وهو مكان يستطيع الشخص الجلوس فيه بحرية، واختيار موقع يستقطب جميع الجنسيات المختلفة، فحرصوا على اختياره بالقرب من مجمع التحرير الذي يأتي له المواطنون من الشرق والغرب لإنهاء أوراقهم، وحين الحاجة إلى القليل من الراحة يجدون هذا الكافيه الذي يعيد الذكريات المصرية الأصيلة التي يود الجميع العودة لها.

أما عن الاسم فقرروا اختيار اسم يجمع بين الماضي والحاضر، ليستقر بهم الحال على اختيار "أولديش" و"الذكريات" بسبب رغبتهم في الربط بين الكافيه وزواره، ليعودوا مرة أخرى، فمنهم من يعود مرة أخرى، ليتأكد أن ذكراه التي وضعها منذ مدة مازالت موجودة، وعندما يجدها يشعر بالسعادة ويرغب في وضع ذكرى أخرى.

وتابعت مي: "الكافيه ده كان حلم قديم اوي كان نفسنا نحققه بسبب إننا لما كنا محتاجين نروح مكان هادي ونقعد فيه كان لازم نلاقي عنصر مفقود، قررنا أنا وجوزي نفتح حاجة زي ماإحنا عايزين تعتمد على البساطة ومتكنش غالية والناس تحب القعدة فيها وكمان نعيد ذكريات الزمن الجميل المليان بالأصالة والمحبة".

لوحة الذكريات
بمجرد الدخول من باب الكافيه الخشبي الذي صمم على طراز أبواب السبعينيات، مع بعض اللمسات البسيطة الخاصة بزمننا الحالي، تجد ثلاث لوحات كبيرة ممتلئة بالذكريات تركها زوار الكافيه في كل مرة، فهنا من اعترف لحبيبته بحبه لها أول مرة، وهنا من اجتمع مع أصدقائه بعد فراق عدة أعوام، كما كان لخريجي الجامعات مشاركة أيضا تزامنا مع آخر امتحان في آخر يوم بالجامعة، كما كان للأصدقاء الذين فرقهم الزمان أن يلتقوا هناك.

لم يتوقف ارتياد الكافيه على المصريين فقط، بل امتلأت لوحة الذكريات بالعديد من العملات التي تركها أصحابها كتعبير عن بلادهم مثل: السعودية وسوريا وفرنسا ولبنان وأمريكا.

دولاب الذكريات
وقالت مي فتحي: حرصنا على توفير أبواب قديمة، وحوائط وبلكونات على نفس الطراز وملابس لفنانين قدماء مثل "أم كلثوم وإسماعيل يسن"، كما كان "الطربوش" أبرز الحضور في دولاب الذكريات، وأيضا أغلبنا لم يعد يتذكر شكل التليفونات القديمة بسبب تطور التكنولوجيا وتعدد أنواع وسائل الاتصال، فحاولنا وضع التليفون القديم في نفس الدولاب.

مكتبة مجانية
لم نتعود على وجود مكتبات للقراءة داخل الكافيهات والمطاعم المصرية، لكن الغريب هنا وجود مكتبة مجانية للزوار "خد كتاب ولو عندك كتاب مش محتاجه حطه مكانه" للتشجيع على القراءة، فالموسيقى الهادئة بالكافيه تشجع الطالب على المذاكرة بتركيز، وعاشق القراءة أن يسرح في روايته دون مقاطعة أحد له.

ديكورات مختلفة
وعلي غرار الغرف الثلاث الموجودة، فمنها الحديقة المفتوحة لتري السماء من فوقك والأشجار الكثيرة من حولك لتشعرك وكأنك وسط جنة ورود حقيقية جميلة ممتلئة بالورود، ومنها المغلق لمحبي الأماكن المغلقة التي تتميز بإضاءة صفراء هادئة آتية من نجف معلق بالسقف، وكراسي تحمل اللونين "البيج واللبني" للإحساس بالراحة النفسية، وأما عن الجزء الثالث فهو كافيه فقط يطل على الشارع، أبوابه من الزجاج الشفاف لمحبي تناول المشروبات الدافئة خلال مشاهدة المارة في الشوارع.

حائط لوحات فنية وجلسات تصوير
تميز حائط كافيه الدور الثاني بالعديد من اللوحات الفنية التي تحمل معاني كثيرة، وغيرها ممن كُتب عليها عبارات وحكم للاستفادة منها في الحياة.
وبسبب تميز حديقة الكافيه بالأصالة والديكورات المختلفة، دفعت العديد لعمل جلسات تصوير بها، وأعياد ميلاد، كما كان لبرامج التليفزيون الخاصة بالأكل المشاركة أيضا في الظهور وسط هذا الديكور الرائع.
الجريدة الرسمية