رئيس التحرير
عصام كامل

«فقرة فنية ومشاهد تمثيلية».. داعش في بيوت المصريين.. «الذبح» آخر افتكاسات الأفراح.. طلاب مدرسة يجسدون الحوادث الإرهابية.. وخبراء علم نفس: عدوانية مكبوتة تنمي الأفكار المتطرفة

فيتو

صحيح أن الشعب المصري قادر على تحويل أعظم كوارث التاريخ إلى مادة للثرثرة، تلك عادتنا، ورغم أن علماء الاجتماع يعتبرون أن ذلك دليل صلابة هذا الشعب، فمن ناحية أخرى يرى البعض أن تناول تلك الكوارث هو بشكل أو بآخر تذكير بها وفي بعض الأحيان كما هو الحال مع الجماعات الإرهابية يصبح الأمر أخطر بكثير.


الأفراح الشعبية
ينطبق الأمر على تنظيم داعش الإرهابي، الذي حوله المصريون إلى فقرة في الأفراح الشعبية تحت عنوان «ضحايا داعش»، وتتمثل في تأدية مشاهد قتل على طريقة تنظيم داعش الإرهابي.

ومنذ أيام عرض الإعلامي وائل الإبراشي خلال برنامجه «العاشرة مساء» المذاع على فضائية «دريم»، مشاهد تمثيلية لإحدى الفرق الفنية التي تقدم بعض الفقرات الفنية في الأفراح الشعبية بمشاهد قتل على طريقة تنظيم داعش الإرهابي، وأكد أحد أعضاء تلك الفرق أن مشاهد الذبح تمثيلية، وهناك إقبال كبير عليها في الأفراح الشعبية، وتبث حالة من السعادة بين المشاركين في تلك الأفراح.



المدارس
«داعش» أصبح لقطة فنية أيضا في المدارس، كما حدث في المنصورة نوفمبر الماضي، حيث جسد طلاب مدرسة «الشهيد يحيى الأدغم» بإدارة كوم النور التعليمية في المنصورة داخل حرم المدرسة، محاكاة للحادث الإرهابي الذي وقع بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد في شمال سيناء.

وقسّم الطلاب أنفسهم لمجموعتين، إحداهما تمثل إرهابيي داعش، مرتدين الملابس والأقنعة السوداء، ويحملون أسلحة تقليدية التي يستخدمها التنظيم الإرهابي، والأخرى لمجموعة من المصلين بالملابس البيضاء، ويؤدون الصلاة بفناء المدرسة وسط جموع الطلاب والمعلمين.

وأثار الأمر غضب العديد من نشطاء التعليم، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين ذلك سببا لتعليم الطلاب العنف ويساهم في نشر أفكار التنظيم المتطرفة.


ألعاب الأطفال
كما أصبحت تلك الفقرات جزءا متأصلا في ألعاب الأطفال في الشارع، ففي مقطع الفيديو الذي تم تداوله على «فيس بوك» و«تويتر» العام الماضي، لأطفال بأحد شوارع المحلة، وهم يمثلون مشهدًا من مشاهد ذبح تنظيم داعش لضحاياه وأسراه، بلغ عددهم 7 أطفال، مثل أحدهم دور القائد الذي يتلو بيانات التنظيم والذي يوجه بعملية الذبح قائلًا وهو ممسك في يده بعصا وكأنها سلاح «نحن تنظيم داعش.. نحن الذين لا دين لنا ولا وطن.. نذبح النساء والأطفال والشيوخ.. قررنا الآتي ذبح جميع شباب مدينة.. اذبحوهم».

نمو السلوك
في نفس السياق، يقول أنور حجاب، أستاذ الطب النفسي، إن تلك الوقائع مؤشرات خطيرة حتى وإن كانت على سبيل التنكير، فتقليد الطفل لداعش في الصغر أو مجرد مشاهدته أحد معارفه يمثل مشاهد الذبح الداعشي، ينمو معه هذا الشعور لا إراديا في الكبر، ومن الممكن أن تتسبب في أن يصبح سلوكه عدوانيا.

وأكد «حجاب» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن مشاهدة الطفل لتلك المقاطع وتمثيلها بمسك المصحف وربط مشاهد الذبح به، تجعل الذهن يكون صورة تقائية بربط الأمرين سويًا، وتنمو معه تلك الصورة في الكبر، بما ينمي عنده الأفكار المتطرفة والمتشددة.

عدوانية مكبوتة
ومن جانبه، يقول ماهر الضبع، أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية إن تلك الوقائع مخيفة للغاية، حيث تعكس أنه من الممكن أن يكون هناك تعاطف من الشعب المصري مع داعش، مشيرا إلى أن تمثيل مشاهد ذبح داعش يعبر عن عدوانية مكبوتة لدى الشخص القائم بهذا الفعل.
الجريدة الرسمية