"جارديان": وقف بريطانيا لمساعدة جنوب إفريقيا لن يصب في مصلحتها
رأت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية أن قرار الحكومة البريطانية وقف تقديم مساعدات إلى جنوب أفريقيا والتي تصل إلى 19 مليون إسترليني في العام، بدأ من عام 2015، لن يصب في مصلحة البلاد.
وأوضحت الصحيفة البريطانية -في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- أن هذا القرار ستكون له أيضا عواقب إنسانية على جنوب إفريقيا، حيث تشير بيانات البنك الدولى إلى أن ثلاثة أرباع الفقراء في العالم يعيشون في الدول ذات "الدخل المتوسط" كجنوب أفريقيا، وهناك 7 ملايين نسمة يعيشوون على أقل من 25ر1 دولار يوميا،و15 مليون يعيشون على أقل من 2 دولار يوميا.
كما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف الأطفال في جنوب أفريقيا لايزالون يعيشون في فقر مدقع،وبالرغم من أنه يمكن اعتبار جنوب أفريقيا من الدول ذات الدخل المتوسط،إلا أن إرث الفصل العنصري لايزال يقسم البلاد بين الاقلية من الأثرياء
والأغلبية الفقيرة الشاسعة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المساعدات ساهمت في تحقيق تقدم هائل على مدى العقدين الماضيين في الحد من فيروس نقص المناعة كالإيدز والسل، كما أن المؤتمر الوطني الأفريقي استطاع توصيل الكهرباء والمياه والصرف الصحي للملايين،وبناء أكثر من 3 ملايين منزل جديد،وازدادت أعداد المدارس التي تمول بعضها من المعونة البريطانية.
ومع ذلك،أشارت الصحيفة إلى أنه لاتزال هناك معدلات مرتفعة من البطالة بين ذوى اللون الأسود،سواء بسبب سياسة الفصل العنصري،أو التوقع بأن السود ليس لديهم من المهارات ما يؤهلهم للوظيفة؛ إضافة إلى ذلك، ترتفع الكثافة السكانية في البلاد،الأمر الذي يعنى ازدياد الطلب على الاحتياجات الأساسية للحياة.
ورأت صحيفة "ذي جارديان" أنه بغض النظر عن الدور التاريخي لبريطانيا في سياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا،وتوقيت قرار وقف مساعدات بريطانيا لجنوب افريقيا،فضلا عن الهجوم المتزايد على الميزانية المخصصة للمساعدات البريطانية لصالح الدفاع والأهداف الأخرى،وحتى كيف تحولت تلك المساعدات الى مجرد أداة للتجارة وفقدت معناها الحقيقي كأداة للقضاء على الفقر في العالم،إلا أن اتخاذ قرار بوقف المساعدات سيكون كارثي بالنسبة لبريطانيا.