رئيس التحرير
عصام كامل

غزوة بحرية للتنين تستهدف أوروبا.. الصين تستحوذ على موانئ القارة العجوز.. مبادرة الحزام والطريق تحقق آمال بكين مرورا بقناة السويس.. والانتقام يقود الإمبراطورية الناشئة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتبع الصين سياسة خارجية غامضة خلال الأونة الأخيرة تسعى من خلالها لبسط نفوذها العسكري والسياسي على القارة الأوروبية عبر الاستيلاء على الموانئ الصاخبة بداية من سنغافورة وحتى بحر الشمال.


استحواذ عدواني
وتحول الشركات الصينية المملوكة للدولة أعمالها إلى سلسلة من عمليات الاستحواذ العدوانية التي تعيد رسم خريطة التجارة العالمية والنفوذ السياسي، عبر التقاط محطات الشحن في المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط ​​وحافة المحيط الأطلسي والتي تضمنت الاستيلاء على زيبروج، ثاني أكبر ميناء في بلجيكا، وهو أول جسر رأسي للشركات الصينية في شمال غرب أوروبا.

جاءت هذه الصفقة بعد مجموعة من عمليات الاستحواذ الأخرى في إسبانيا وإيطاليا واليونان في العامين الماضيين فقط، حيث أصبحت شركات الدولة الصينية تسيطر على نحو عشر إجمالي قدرة الميناء الأوروبي.

صفقات الميناء

وتعتبر صفقات الميناء أحد أوضح مظاهر خطط بكين الطموحة لربط الصين بصريا بأوروبا عن طريق البحر والطرق والسكك الحديدية وخطوط الأنابيب، وتؤمن الموانئ نصف البحرية لمبادرة الحزام والطريق، التي تنطلق من بحر الصين الجنوبي عبر المحيط الهندي، مرورا بقناة السويس، إلى جانب أوروبا الناعمة.

ووفق ما نقلته مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن نيل ديفيدسون، المحلل البارز في الموانئ والمحطات في دروري، وهي شركة استشارية بحرية، فإن الصفقات معقولة من الناحية المالية، ويمكنها أن تجمع القائمين عليها في بكين سعيدة لأنها تتناسب مع سرد مبادرة الحزام والطريق ولها أساسات جيوسياسية.

انتقام صيني

وأرجعت المجلة تحركات الصين لكونها أحد أنواع الانتقام لما شهدته من قرن الإذلال من قبل الدول الغربية، والتي استخدمت الانفتاح القسري للموانئ الصينية بواسطة الزوارق الحربية الأوروبية.

وقال فرانس بول دير بوتن، الخبير الصيني في المعهد الهولندي للعلاقات الدولية أن الهدف الأساسي لتلك التحركات هو تقليل اعتماد الصين على العناصر الأجنبية وزيادة نفوذ الصين في جميع أنحاء العالم.

وأكد الخبراء أن حجم استثمارات الحزام والطريق في البنية التحتية الرئيسية يعني أن التأثير السياسي للصين في البلدان التي يمر بها سيزداد بشكل مضمون.

وتملك الشركات الصينية ما يميزها عن منافسيها الأوروبيين من حيث القدرة على تحقيق صفقات رخيصة الثمن، بالإضافة إلى الحصول على قروض منخفضة الفائدة من بنوك الدولة، والاستفادة من تمويل الحزام والطريق الذي يوفره بنك التنمية الصيني بمليارات الدولارات.

وانطلاقا من ذلك فإن توافر الأموال والدعم الدبلوماسى الجيد يمنح مشغلي المحطات الصينية القدرة على التغلب على المستثمرين المتنافسين واكتساب أصول كبيرة مقارنة بهم.
الجريدة الرسمية