رئيس التحرير
عصام كامل

رجال أمريكا في مصر!


ليست هذه المرة الأولى التي أكتب فيها عن رجال أمريكا في مصر، والأرجح أنها لن تكون الأخيرة.. أنا منذ أكثر من عشر سنوات أكتب عن رجال أمريكا في مصر الذين اخترقوا- مثل الإخوان- العديد من مؤسسات الدولة وقتها، وها أنا أعود للكتابة مجددا عنهم محذرا..


لأننى أستشعر من خلال مراقبتى لما يحدث في بلادى وخارجها أن رجال أمريكا في مصر قد خرجوا منذ وقت من حالة البيات الشتوى الطويلة، وبدءوا ينشطون بهمة وقوة أكثر من أي وقت مضى، خلال السنوات الأربعة الماضية، من أجل تنفيذ ما كانوا يستهدفونه من قبل، وأخفقوا في تحقيقه، بعد انتفاضة الشعب في يونيو ٢٠١٣، التي أنهت حكم الإخوان الفاشى، وأحبطت مخططا أمريكيا لا ينكره أصحابه، لتقويض كيان الدولة الوطنية المصرية، وسلبنا هويتنا الوطنية.

هؤلاء يحاولون الآن للأسف الشديد اختراق صفوف المعارضة واستثمار تحركاتها، مع التواصل مع الإعلام الخارجى الذي يهاجم الحاكم الحالى، ومده بالمعلومات المغلوطة لكى يستخدمها في هذا الهجوم.. ويروجون لادعاء أن مصر مقبلة على تغيير سياسي كبير، وهذا يفسر سعيهم لتشويه الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتشكيك في نزاهتها وحيدتها، وبالتالى الطعن مستقبلا في نتيجتها، وهؤلاء بالطبع لا يفعلون ذلك كله من تلقاء أنفسهم..

وإنما يقومون به من خلال التنسيق المباشر مع جهات أمريكية تحركهم وتوجههم وترشدهم لما يتعين أن يقولوه ويفعلوه، وهى جهات ترى أن الوقت قد حان لكى تنفذ مخططها القديم في مصر، وذلك لكبح جماح السعى المصرى لانتهاج سياسات مستقبلية تراعى فقط المصلحة المصرية والحفاظ على أمنها القومي، من خلال فرض حكم عليها طيّع وقابل لقبول الإملاءات الخارجية التي تصدرها واشنطن له..

وهؤلاء يمكن معرفتهم بسهولة من خلال مراجعة ما يقولونه، ومواقفهم التي تنطق بعلاقتهم الأمريكية، والأهم بمراجعة كشوف التمويل الأجنبى السرى، والتي نشرت بعضها في كتابى (أسرى المال السياسي).. لكن كما فشل هؤلاء من قبل، فإن الفشل ينتظرهم أيضا هذه المرة، إذا امتلكنا الوعى الكافى لإحباط مخططات من يحركهم ويوجههم ويدفع لهم.
الجريدة الرسمية