حقيقة صفقة الدجاج المستورد!
فوجئنا خلال الأيام الماضية بتصريحات عديدة متضاربة حول شحنة الدجاج المجمد المستورد من البرازيل، الذي يباع بسعر 12 أو 14 جنيهًا للدجاجة الواحدة.. بين مسئولين يؤكدون أنها صالحة للاستهلاك الآدمي وأن تاريخ صلاحيتها لم ينته بعد وأمامها حتى نهاية مارس المقبل، وبين خبراء ومختصين يؤكدون أن صلاحية هذه الدواجن تتراوح بين أسبوعين وشهر، محذرين من أن بعض المواطنين يقومون بشراء كميات كبيرة قد تستهلك بعد انتهاء مدة صلاحيتها.
ولا تزال الحقيقة بعيدة المنال وخاصة مع غياب دور الدولة في بيع منتج غذائي للمواطنين على الأرصفة وفى الشوارع دون رقيب، ولا شك أن هذا الغياب أمر كارثي، ولعل أبرز تجلياته انتشار شائعات عن بيع دجاج نافق أو مصاب بفيروس غامض وشرائه من قبل بعض ضعاف النفوس من أصحاب المطاعم بسعر زهيد، وتقديمه للمواطنين.
ورغم خروج اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك ليؤكد أن شحنات الفراخ المعروضة دخلت من منافذ رسمية، وأن المعلومات الأولية تقول إنها برازيلية أو أوكرانية، إلا أن ذلك التصريح أيضا لم يحسم الجدل الدائر بين الناس، ولم يوضح الحقائق كاملة خصوصا أن الرجل دعا المستهلكين إلى عدم شراء "الفراخ المجمدة" التي تباع على الأرصفة، مؤكدا أنه لا يمكن ضمان سلامتها بعد خروجها من الثلاجات.
وفيما قالت شعبة الدواجن إن الكميات المستوردة أكثر من احتياج السوق أي أن هناك إغراقا يتم هدفه تحقيق مكاسب خيالية لمافيا الاستيراد، وضرب صناعة الدواجن الوطنية، فإن ممدوح رمضان المتحدث باسم وزارة التموين ظهر في أحد البرامج ليقول إن الدجاج المجمد المنتشر بالأسواق "فراخ برازيلي رونالدو وبتجيب أجوان كمان، ومش صفقة أوفسايد".
ما سبق يؤكد كما قلنا إن الحقيقة غائبة، وإن الدولة مطالبة بحماية الشعب من الشائعات من خلال تقصي الحقيقة وإعلانها للجميع، وتأمين غذائه حتى لا تصل إلى معدة المصريين اللحوم البيضاء الفاسدة، فلم تعد هذه المعدة تتحمل "طحن الزلط" كما يقولون والدليل تزايد حدة انتشار الأمراض في مصر.