رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل ترميم مقبرة «حتبت» المكتشفة بالجبانة الغربية بالأهرامات

فيتو

كشفت مصادر مطلعة بوزارة الآثار، أن فريقا من المرممين عملوا على تجهيز مقبرة "حتبت"، المكتشفة حديثا بالجبانة الغربية بالهرم، قبل الافتتاح، والكشف عنها، حيث عمل الفريق على أعمال الأقلمة اللازمة، وذلك من خلال عدم الكشف عن رسومات المقبرة بالكامل، وذلك حتى لا تتعرض للصدمة البيئية، الأمر الذي يسبب تلفا وبهتانا في الألوان.


وقال المصدر، إن فريق الترميم عمل بعد ذلك على التنظيف الميكانيكي للمقبرة، باستخدام الفرش الناعمة ذات الألياف الطبيعية، ثم قام فريق العمل بتثبيت ألوان ورسومات المقبرة، وكذلك حقن طبقات المُلاط الأبيض الحاملة للرسومات الملونة، والتي كانت عرضة للسقوط، واستخدام مونات آمنة من نفس التركيب الخاص بطبقة الملاط بالمقبرة في أعمال الاستكمال.

وضم فريق الترميم من "أطباء الحضارة" الكثير من أخصائي الترميم، الذين تولوا ترميم مقبرة "حتبت حو"، المكتشفة بالهرم، وهم: رضا صديق مدير ترميم الهرم، والمرممين: "سالي إبراهيم، نهال السيد، حجاجي خميس، هالة محمد، أحمد حسنين رضوان، بوسي محمد، رامي علي، تامر عادل"، وذلك تحت إشراف الدكتور غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم، والدكتور مصطفى أحمد مدير عام ترميم القاهرة والجيزة.

وكان الدكتور خالد العناني وزير الآثار، أعلن عن تفاصيل الكشف الأثري، الذي تم العثور عليه في الجبانة الغربية بمنطقة الأهرامات، وهي لسيدة تدعى حتبت.

و"حتبت" كانت من كبار الموظفين ذات الصِّلة بالبلاط الملكي، خلال نهاية عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، وتم اكتشاف مقبرتها أثناء أعمال التنقيب الأثري، التي قامت به البعثة الأثرية المصرية في الجبانة الغربية بمنطقة آثار الجيزة، برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.

وتضم جبانة الجيزة الغربية مقابر لكبار الموظفين من الدولة القديمة، عثر عليهم بواسطة البعثات الأثرية السابقة التي توالت على الجبانة منذ عام ١٨٤٢.

وتحمل مقبرة "حتبت" جميع سمات عصر الأسرة الخامسة، من حيث التخطيط المعماري والعناصر الفنية، فهي تتكون من مدخل يؤدي إلى مقصورة على شكل حرف "L"، بها حوض للتطهير، حفر عليه أسماء صاحبة المقبرة وألقابها، منها الكاهنة، وأحد كبار الموظفين ذات الصِّلة بالبلاط الملكي.

وفي نهاية ممر المقصورة من الناحية الغربية، يوجد مدخل به درج، اصطف على جانبيه حامل للبخور والقرابين، يؤدي إلى حجرة صغيرة بها ناووس كان يوجد به تمثال لصاحبة المقبرة، لم يتم العثور عليه حتى الآن، وبأرضية المقصورة يوجد مائدة صغيرة للقرابين.

وزُينت جدران المقبرة بمناظر ملونة تصور "حتبت" في وضع الوقوف، تستعرض مناظر صيد الطيور والأسماك، بالإضافة إلى مناظر لصناعات مختلفة كصناعة مراكب البردي والجلود وصهر المعادن، ومناظر للرعي وذبح الأضاحي وجمع الفاكهة وفرق موسيقية ورقص الفتيات، كما تظهر صاحبة المقبرة في مناظر أخرى وهي جالسة أمام مائدة للقرابين تستقبل القرابين المقدمة من أبنائها.

ويوجد أيضا على أحد جدران المقبرة مناظر متميزة لقردين، حيث كانت القردة حيوانات مستأنسة في ذلك الوقت.

ويصور المنظر الأول قرد يجمع ثمار الفاكهة وهو منظر شوهد أيضا داخل مقبرة "خنوم حتب الثاني" بمنطقة بني حسن الأثرية في محافظة المنيا التي ترجع إلى عصر الأسرة الثانية عشرة من الدولة الوسطى.

أما المنظر الآخر فيصور أحد القردة وهو يرقص مع فرقة موسيقية كاملة، وهو منظر مميز، ويوجد مثله بمقبرة "كا عبر"، بمنطقة آثار سقارة من عصر الأسرة الخامسة، وفيه يظهر القرد مع عازف قيثارة وحيد وليس مع فرقة موسيقية كاملة.

جدير بالذكر أن البعثة الأثرية كانت قد بدأ أعمال التنقيب الأثري في أوائل شهر أكتوبر من العام الماضي وقد تم ترقيم المقبرة الجديدة برقم " G 9000 " للحفاظ على تسلسل الأرقام للمقابر الموجودة بالمنطقة.
الجريدة الرسمية