رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل الصراع بين إخوان اليمن والتحالف العربي.. «الجماعة» تنسق سرا مع الحوثيين «إعلاميا وميدانيا».. ترفض التصدي لهم عسكريا.. تحاول زرع فتنة بين السعودية والإمارات.. وتتبرأ من «

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تصاعدت أزمة الحراك الجنوبي اليمني؛ اتضح بجلاء، تشابه الخطاب الإعلامي للإخوان، «حزب الإصلاح»، وجماعة الحوثيين، لدرجة أن هناك ما يشبه الاتحاد بين الجماعتين، بعد أشهر من محاولات تقريب النظر بينهما، وباتت قنوات الإخوان والحوثيين، ومنشورات نشطاء الطرفين، على درجة أكبر من التوحد، ضد الجنوب والتحالف العربي، بما يعكس العمل الميداني والسياسي بينهما.


تنسيق سري
كانت الإخوان ترفض منذ انقلاب الحوثيين، على الرئيس هادي في صنعاء، التصدي عسكريا لمليشيا الحوثيين، بالرغم من توقيعها، اتفاق شمل دعم متبادل من التحالف العربي للإخوان والعكس، خلال الثلاث سنوات الماضية، إلا أن الجماعة لم توفي بتعهداتها، وهو الأمر الذي تعتبره مصادر انعكاس لاتفاق بين الإخوان والحوثيين، بشكل خفي وغير معلن بينهما، لمواجهة التحالف العربي، وشركائهم الحقيقيين بالجنوب، وكذلك المقاومة الشعبية بالشمال ورجال القبائل.

ورغم كشف العديد من الأجهزة الأمنية في بلدان التحالف العربي، لروابط العلاقة الوطيدة بين إخوان اليمن والحوثيين، إلا أن التحالف لا يزال غير قادر، على إنهاء سيطرة الإخوان على قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يؤكد مراقبون محليون وعرب، أن قراراته أصبحت بيد الإخوان المسلمين، سواء بسبب ضعفه، أو بسبب قوة الإخوان في الجنوب، والتي عملت على مضاعفتها منذ ثلاث سنوات.

زرع فتنة بين السعودية والإمارات
تحاول الإخوان اللعب، على تفجير حالة من الصراع، بين القوى الجنوبية وحكومة الرئيس هادي، وهو الأمر الذي نفاه السياسي اليمني عمر العبد، مؤكدا أن حقيقة الجماعة انكشفت تماما، ولو هناك صراع، فهو يدور بالطبع، بين القوى الوطنية، وتنظيم الإخوان الإرهابي، بحسب وصفه.

وقال "العبد" إن الصراع في عدن، "وطني" ضد تنظيم الإخوان، موضحا أن الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي والمعترف به دوليا، خارج الأزمة، وليس لها علاقة بها.

ويرى السياسي اليمني، أن اتهام قيادات إخوان اليمن، للتحالف العربي من على المنابر القطرية، إشارة صريحة على التعاون بين جماعة اليمن المتنفذة في حكومة بن دغر ودولة قطر، لإفشال مهمة التحالف العربي باليمن، مضيفا: الإخوان تعمل بكل طاقتها حاليا لتفجير الموقف من خلال مهاجمة المعتصمين سلميًا في عدن، وهو أمر ستواجه القوى الوطنية بكل قوة وحسم.

الغريب أن الإخوان لا تزال تلعب على كل الحبال، وتراهن على ضرب أسافين بين السعودية والإمارات، لذا قدمت توكل كرمان، الناشطة اليمنية الإخوانية، كبش فداء، وعربون محبة، بحسب نشطاء، وفصلتها من التنظيم ووزعت بيانا يتبرأ منها، بعدما دأبت من خلال تدوينات مستمرة، على حسابها بموقع تويتر، للدعوة إلى انفصال السعودية وتقسيمها إلى عدة دويلات صغيرة، وأقاليم كالمنطقة الشرقية والجنوبية والغربية والشمالية وأقسام أخرى.

كما كانت تدعى إلى استقلالها إداريا، مثل الاتحاد الروسي، وتشكيل حكومة فدرالية مؤقتا، على أن يتم التصويت على الاستقلال لاحقا بحرية تامة من شعوب تلك الأقاليم، وهي التدوينة التي أثارت غضبا إقليميا، لم تقو الإخوان على تحمله، فكان القرار بذبح توكل، ويبقى السؤال: هل تتخذ السعودية إجراءً قويًا ضد إخوان اليمن، أم ستراهن عليهم حتى إشعار آخر؟
الجريدة الرسمية