رئيس التحرير
عصام كامل

د. فتحي الشرقاوي: المشككون في إنجازات السيسي أقلية.. ويختزلون المسألة في الأكل والشرب

فيتو


  • التركيز فقط على السكر والزيت وتجاهل المشروعات العملاقة.. ظلم للأجيال القادمة
  • الرئيس لم يكذب على شعبه وأكد منذ البداية بصراحة أنه سيتعب معه
  • السيسي هو الوحيد الذي حول الكلام إلى فعل ويفعل أكثر ما يتكلم
  • كل من يمارس العمل السياسي لابد أن يكون هدفه مصلحة مصر وليس شق الصف
  • البرلمان ليس مسئولا عن غياب الحياة السياسية
  • الولاية المقبلة لـ السيسي ستشهد طفرة سياسية ومؤسسية كبيرة
  • السيسي بدأ بالصعب وسنجني ثمار المرحلة الأولى في ولايته الثانية
  • إنجازات الرئيسي لم يصنعها أحد منذ الستينات


صارح الرئيس عبد الفتاح السيسي شعبه منذ بداية توليه فترة الرئاسة الأولى بخطورة الوضع في مصر وطالبه أن يتحمل من أجل العبور بالبلاد إلى بر الأمان، ومع انتهاء الفترة الأولى واقتراب موعد انتخابات مقبلة محسوم أمرها للسيسي نظرًا لعدم وجود منافسين أقوياء بحجمه فإن الشعب يريد أن يعرف أبرز التوقعات لملامح ولاية السيسي الثانية، وحول تلك التوقعات حاورت "فيتو" الدكتور، فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس السياسي في جامعة عين شمس، الذي أكد أن الولاية المقبلة لـ السيسي ستشهد طفرة سياسية ومؤسسية كبيرة.

الشرقاوي أضاف أن الولاية القادمة للسيسي ستشهد حراكًا سياسيًا كبيرًا لأنه سيكون انتهى تقريبًا من الملف الاقتصادي والمشاريع الضخمة التي بدورها تساعد في تعافي الحياة السياسية بقوة الدفع، مؤكدًا على ضرورة الاتفاق على أن مصالح البلد العليا لا يوجد فيها خلاف لأن ذلك هو أول درجة من درجات النضج السياسي، وأن تتاح إمكانية الممارسة السياسية بما يخدم المجتمع وليس بما يخدم أحزاب أو تيارات أو مصالح شخصية.. وإلى نص الحوار:


*ما توقعاتك لأبرز ملامح الولاية الثانية للسيسي من الناحية السياسية والمؤسسية؟
يجب أن نكون واقعيين، ومن سمات الشعب المصري أنه يلجأ لاختيار من يرى أنه الأصوب وبالتالي يختار الذي يقدم له نتائج حقيقية على أرض الواقع، وما قدمه الرئيس السيسي خلال أربع سنوات خير ما فعل. الولاية القادمة للسيسي ستكون مرحلة جني ثمار المرحلة الأولى. كمواطن مصري أرى أن الفترة القادمة ستشهد مرحلة انفراجة وستشمل إتمام المشروعات العملاقة التي بدأت في فترة ولايته الأولى، ووصول مصر لهذه المرحلة يعني طفرة لمصر سياسية ومؤسسية. خبرتنا بالرئيس أنه حينما يوعد يوفي، حينما قال فوضوني وفوضناه أصبح لنا قيمة بالفعل وأصبح لنا وجود سياسي ودولي ومحلي وإقليمي، الدول التي صدقت الدعاوى الكاذبة تفتت، كما الحال مع ليبيا وسوريا على سبيل المثال وتلك الدول لم تتفتت فقط بل فقدت جغرافياتها. وعود الرؤساء السابقين مثل مبارك والسادات كانت كلها ذات نزعة استهلاكية أما السيسي يركز على النزعة الإنتاجية والاستهلاكية معًا. أتوقع أن الولاية القادمة ستكون استمرارية للولاية الأولى وستشهد المضي قدما في إحداث تعديلات جوهرية على شكل وطبيعة المجتمع المصري.

*وما رأيك في بعض المشككين في إنجازات الرئيس؟
بعض المعارضين يشككون في إنجازات الرئيس لكنهم أقلية، حتى الآن البعض يختزل المسألة في توافر السكر والزيت، إلا أن الجموع يرون إنجازاته، وبالمناسبة إنجازات الرئيس على أرض الواقع لم يصنعها أحد منذ 60 عامًا أي منذ عهد عبد الناصر الذي ركز على إحياء الزراعة وصناعة الغزل والنسيج وغيرها من المشروعات العملاقة. أنا كباحث أدرك قيمة الذي يقوم به السيسي، لكن الشاب الصغير ليس مدركًا لذلك، ولا بد أن يعمل الشباب قبل أن يفكر في جني الثمار كى تنهض البلاد، الرئيس رجل محترم لم يكذب على شعبه وأكد منذ البداية بصراحة أن الشعب سيتعب معه. وإلى أولئك الذين يرون أن المشاريع العملاقة ليست ذات جدوى مقابل حصول المواطن البسيط على لقمة العيش أقول لهم أنه لا يمكن لأى دولة في العالم أن تنهض بدون تأسيس بنية تحتية كما فعل السيسي وأنفق المليارات على المشاريع الضخمة، لأن التجارة التي ستنعش حياة المواطن البسيط لن تنهض إلا بشبكة طرق وخلق بنية تحتية غير عادية، فكيف يتم ربط الصعيد بالدلتا لتنمية التجارة بدون شبكة طرق. فكرة التركيز فقط على الأكل والشرب وتجاهل المشروعات العملاقة يعتبر ظلم للأجيال القادمة. الرئيس بدأ بالصعب، والقادم أفضل. السيسي أشبه برب الأسرة الذي يلجأ للحلول الجذرية للنهوض بأسرته، ونحن مع الأسف لم نتعود على المشروعات الضخمة كما كان الحال في الستينات، وكل ما يفكر به الشعب أن يأكل ويشرب فقط. كل الدعاية المغرضة ضد السيسي تعتمد على المستوى اللفظي فقط. لماذا لم يأت الصخب الحالي من بعض قوى المعارضة إلا مع بداية ترشح السيسي؟، لماذا لم يتحدث المعارضون عن الأنفاق والكباري والمشروعات السمكية والزراعية وغيرها؟، لأنهم يريدون التقليل من إنجازات الرئيس.


*هل ستشهد مصر تجربة سياسية حقيقية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية المقبلة أم ستظل في ثباتها العميق؟
الفترة الحالية تشهد حالة تراجع سياسي في مصر لأنه حينما يكون هناك انشغال بالمستوى الاقتصادي يتقلص نسبيا المستوى السياسي. لدينا أمرين في غاية الصعوبة الأول، أزمة الإرهاب والثاني، التنمية الاقتصادية في البلد، وهما ملفان يصعب على أي شخص تجاوزهما، لسنا في رفاهية نعمل أو لا نعمل، الناس نسيت الإنفلات الأمني وفتح السجون نحن في مرحلة حرب، كل أجهزة الدولة مكرسة لذلك، تركيا والسودان من الجنوب، وليبيا من الغرب، يوجد أجهزة استخباراتية عالمية ودول كبري تهدف للنيل من مصر يريدون أن يطوقونا بالتهديدات. السيسي يتولى ملفين من أصعب ما يكون، لكن ستشهد الولاية القادمة للسيسي حراك سياسي كبير لأنه سيكون انتهى تقريبًا من الملف الاقتصادي والمشاريع الضخمة، وخاصة في ضوء تراجع الإرهاب واستقرار مصر بشكل كبير في التصنيفات الدولية، لذا فإن السيسي سيركز في المرحلة القادمة على هذه النقطة. لكن لم يكن منطقي أن نركز على الناحية السياسية في الفترة الأولى ونحن نواجه الإرهاب. حينما توجد مخاطر خارجية ينبغي على الكل أن يكون في خندق واحد. ونأمل في فترة الولاية القادمة أن يشعر المواطن البسيط بالتحسن.

*لماذ أصبح البحث عن مرشح سياسي أمرا صعبا جدًا؟
لأننا تعرضنا منذ ثورة 25 يناير 2011 إلى سلسلة من الصعوبات. الدولة لم تستطع بعدها التعافي وخاصة بعد تولي الإخوان الذين ذهبوا بالبلاد إلى منعطف تاريخي من أخطر ما يكون، لكن السيسي كان يقظًا لمصلحة بلاده في وقت تراخي فيه الجميع الذين اكتفوا فقط بالسياسة اللفظية، لكنه هو الوحيد الذي حول الكلام إلى فعل، وهو عادة يفعل أكثر ما يتكلم، لأن كثرة الكلام بدون فعل نفاق سياسي، في الوقت الراهن كل من قدم نفسه لتولي الرئاسة ليس لديه أي إنجازات على أرض الواقع الوحيد على الساحة الذي يمكن الثقة في وعوده هو السيسي. لم يظهر لدينا مرشحون على قدر المسئولية والكلمة. يتولى السيسي جميع الملفات التعليم والثقافة وغيرها، لا بد أن يكون لدينا وعي حتى نصبح كدول مثل إنجلترا وفرنسا ويجب أن نتعافى تمامًا من آثار الإرهاب المدمرة.


*وهل يلجأ السيسي لخطوات جديدة تساعد على فتح المجال السياسي الذي تم انسداده في السنوات الأخيرة؟
نعم لأنه نتيجة التقدم في المجال الاقتصادي ومكافحة الإرهاب، سيكون هناك حراك سياسي إيجابي بالتأكيد في الملف السياسي الذي من المتوقع أنه سيبرز بقوة الدفع.

*في ظل وجود 106 أحزاب ما الخطوات الواجب اتخاذها لإصلاح الحياة السياسية في مصر؟
كل ما هنالك أن يبقى في نوع من الاتفاق على أن مصالح البلد العليا لا يوجد فيها خلاف لأن ذلك هو أول درجة من درجات النضج السياسي، وأن تتاح إمكانية الممارسة السياسية بما يخدم المجتمع وليس بما يخدم أحزاب أو تيارات أو مصالح شخصية، لأن الحزب الذي لا يأتي بالخير للمجتمع فبئس هذا الحزب. احترام رأى الأغلبية، والسماح للمعارضة الحقيقية بممارسة دورها الذي يجب أن يكون محوره هو خدمة الوطن. ولا بد أن كل من يمارس العمل السياسي يكون هدفه مصر ومصلحتها وليس شق الصف.

*وما سبل تعظيم دور المؤسسات بالدولة؟
أن تقوم كل مؤسسة بدورها فيما يتعلق بالتعديل الإيجابي بما يخدم المجتمع، يعني أن كل مؤسسة سواء دينية، تربوية، سياسية، اقتصادية، إعلامية تضع في حسبانها مصر وتقوم بدورها المنوط به.

*وماذا عن توسيع صلاحيات رئيس الوزراء؟
يعتمد على طبيعة الحكم سواء كان حكما جمهوريا أم رئاسيا، لكنني أرى أن الفترة الحالية شهدت نشاطا حكوميا جيدا مقارنة بالسابق لأن كافة المشروعات التي تم تدشينها لم تكن تتم إلا بوجود أداء حكومي جيد، يعني المشروعات الزراعية لا بد أنها حصلت على دعم وزارة الزراعة، تطور أداء البحث العلمي أكيد ممثل في وزارة التعليم العالي وهكذا.

*ما رأيك في فكرة تعيين نائب للرئيس؟
المسألة تعتمد على طبيعة المرحلة السياسية.

*بعض الأحزاب السياسية قررت مقاطعة الانتخابات. تعليقك؟
جميعها أحزاب كرتونية هم أعداء النجاح ويقفون ضد كل ما هو مثمر لصالح مصر، العالم كله القاصي والداني يشهد للسيسي بنجاحه في ريادة مصر والدليل كم التعاقدات والتحالفات والمشروعات الدولية، لأن السيسي منفتح على العالم كله، وطد العلاقات مع الغرب وروسيا والصين واليابان وكثير من دول العالم.

*عدم وجود منافسين أقوياء بالانتخابت يخدم السيسي أم يضره؟
هذا دليل على أنه الرجل المناسب للمرحلة الحالية. السيسي هو الرجل المناسب في الوقت الراهن، مصر في فترة ولايته الأولى أخذت دورها وأصبح لنا كيان ووجود دولي وخاصة أنه في مرحلة معينة لم يكن لدينا وجود في التاريخ أو الجغرافيا، تخلصنا من معاناة الكهرباء، افتتحنا مشروعات بالمليارات وحققنا إنجازات غير عادية. وعلى الجميع الاعتراف بأننا في خندق واحد. ويعد خيار التوحد خلف السيسي هو الأفضل من أجل مصلحة مصر ومواجهة قوى الشر.


*هناك من يقول إن البرلمان هو المسئول عن غياب الحياة السياسية. ما رأيك؟
لا أتفق، لأن البرلمان لا يمنع أي حزب عن الكلام أو التعبير عن أهدافه، التراخي نابع من الأحزاب والأعضاء نفسهم وخاصة أنهم ليس لهم أي ممارسات سياسية لافتة للنظر.

*متى ستواكب مصر دول العالم في إصلاح العملية السياسية؟
حينما نحقق كل أهدافنا الاقتصادية، وحينما نصل إلى النقطة التي نشعر فيها أننا لسنا محتاجين أي شئ من أحد، وقادرون على أن نحصل على كل شئ من صناعة بلدنا سيتقدم الملف السياسي بشكل غير مسبوق. السيسي يسعى إلى ذلك بشكل منقطع النظير ويريد أن يحقق اكتفاء ذاتيا في كل شئ.

*هل تتوقع أن يكون للمرأة دور فعال في إثراء الحياة السياسية خلال الولاية الثانية للسيسي؟
طبعًا لأن السيسي منح المرأة خلال فترة ولايته الأولى أهمية كبيرة ولن يختلف الأمر في المرحلة القادمة.
الجريدة الرسمية