رئيس التحرير
عصام كامل

خيمة مطروح بمعرض الكتاب.. هنا البادية في قلب القاهرة

فيتو

"تعالي معايا خيمة مطروح نرسم حنة"، عبارة ألقتها فتاة عشرينية على صديقتها بينما كانتا تنعطفان جهة بوابة رقم 6 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الصخب يتعالى بفعل رواد خيمة بابا شارو المتاخمة لخيمة البادية، لكن موسيقى بدو غرب مصر تحتل مكانتها بقوة، حين تكسر ضجيج الأطفال بصحبة ندوة تلقيها إحداهن داخل الخيمة عن قيم بدو صحراء مصر وكيف يمكن نقلها لقلب العاصمة!


"دي السنة الخامسة نتواجد هنا ومستمرين لمواسم قادمة لنشر قيم البادية بين أبناء العاصمة، من خلال ندوات تثقيفية ومسابقات وبيع منتجات صنعت في قلب الصحراء!" يتحدث صلاح الدين محمد، أمين صندوق القبائل العربية المصرية للخدمات التنموية، بينما يتابع في دأب التحركات الدائرة داخل الخيمة، يقطع حديثه مكالمات تليفونية متتابعة، "الكل هنا مبسوط من وجودنا ومن التوسع اللي حصل السنة دي عن الماضية".

الأجواء داخل خيمة مطروح تختلف عن مثيلاتها بخيام المعرض، الموسيقى البدوية، وملابس الفتى العشريني الذي يجوب المحيط المخصص لهم منذ العاشرة صباحًا وحتى تمام السادسة، حينما تبدأ الزيارات في الانحسار، يقول صلاح "من عشرة الصبح لحد دلوقتي الخيمة مزدحمة، الناس شدتها فكرة إننا لابسين لبس بدوي وبنبيع منتجات بدوية، لأننا هنا نحاكي البادية المصرية بحدودها الشرقية والغربية".

فكل يوم تأتي السيدة ذاتها، تجلس في منتصف الخيمة، صوتها يأتي في خلفية المشهد البدوي الحافل، وهي تتحدث عن عادات بدو سيوة، أو سيناء، "التثقيف هنا مش معلومات فقط، لكن أفعال أيضًا!"، يتحدث صلاح وهو يشير إلى طاولة منتجات يدوية تتوسطها سيدات حضرن خصيصًا لعرض سلع دأبن على صناعتها قرابة الستة أشهر، "الخيمة دي في إطار المعرض ليس هدفها التثقيف فقط، ولكن أيضًا مساعدة سيدات مطلقات وأرامل في الترويج لمنتجاتهن".

قبل موعد افتتاح المعرض بثلاثة أيام، كانت الأفواج البدوية في طريقها إلى العاصمة، "إحنا بنتقسم لأفواج وكل فوج بيسكن في شقة بالإيجار بالقرب من أرض المعارض"، فمعظم من حضروا إلى الخيمة هذا الموسم، لأول مرة تطأ أقدامهم أرض قاهرة المعز!، "معظمهم أول مرة ينزلوا مصر خاصة السيدات اللي بيبيعوا المنتجات اليدوية"، يتحدث صلاح الدين، مشيرًا إلى شاب عشريني يرتدي الملابس البدوية التقليدية، "ده ابني عايش هنا بالقاهرة من سنين علشان بيتعلم، لكنه ما زال محتفظًا باللكنة البدوية".

على هامش الخيمة التي تعج بالتفاصيل البدوية بداية من المحاضرات التي تلقى على الحضور والمنتجات البدوية، حتى الحوار الجانبي بين بدوي وزميل له، تجلس منى وشقيقتها الأصغر مايسة، سيدتان كسرتا القاعدة داخل الخيمة، "إحنا من الخرطوم بالسودان، جينا مصر من نحو عشر سنوات"

تتلفت مايسة حولها قائلة، "أول مرة بحياتي أزور معرض الكتاب حين جاءت لنا دعوة من هيئة الكتاب، نقعد بخيمة مطروح"، كل ما في الأمر أن منى ومايسة، تزينان مدخل الخيمة بجِلسة عربية وفتيات تحلقن حولهما، انتظارًا لدورهن في رسم الحناء السودانية، التي اتقنتها منى منذ كانت في العاشرة.
الجريدة الرسمية