رئيس التحرير
عصام كامل

«معلمون يطلقون الدروس الخصوصية».. الأشقاء يعملون في مجال التشييد والبناء.. أستاذ أزهري يبيع الخضراوات بالإسكندرية.. مدرس أول لغة عربية يتخصص في إصلاح اللمبات التالفة

فيتو

نماذج مشرفة تعمل في مهنة التدريس، يرفضون المشاركة في جريمة إعطاء الدروس الخصوصية؛ لقناعاتهم التامة بضرورة تصحيح المنظومة التعليمية في مصر، وأن الدروس الخصوصية هي أهم سبب في انهيار هذه المنظومة؛ لأنها تفرغ المدارس من مهمتها الأساسية، ناهيك عن معاناة الأسر المصرية، التي يتم استنزاف كل طاقتها المادية دون طائل، فاتجهوا إلى مهن إضافية، قد لا تخطر ببالك، بعيدا عن إعطاء الدروس.


الأشقاء الثلاث
الأشقاء الثلاث، أحدهم مدرس فيزياء، والثاني تخصص في الكيمياء، والثالث مدرس لغة عربية، قرروا العمل في البناء، كمهنة إضافية، تدر عليهم دخلا إضافيًا، يساعدهم في تحمل أعباء المعيشة، ورفضوا إغراء الأموال التي تدرها الدروس الخصوصية.

بدأ الأشقاء الثلاثة المقيمون بمنطقة زاوية أبو سويلم بالجيزة، عملهم في مهنة البناء خلال دراستهم بالجامعة، وبعدما جاءهم خطابات التعيين، قرروا الاستمرار في المهنة؛ لأنهم يرون أنها تبعد كل البعد عن ابتزاز المدرسين للطلاب، ومعاناة الأهالي، مؤكدين أنه لولا ظروف الحياة، لاكتفوا بمرتباتهم فقط دون عمل إضافي.

بائع خضار
"بائع خضار" عندما تفاجأ بأن مدرسا يعمل في تلك المهنة، تأخذك حالة من الاندهاش في اللحظات الأولى، وبعد أن تتأكد أن ذلك العمل هو من أجل تحسين دخله، بعد رفضه الدروس الخصوصية، ينتابك شعور ممزوج بالاحترام لهذا النموذج من المدرسين.

"سعيد خليفة" يعمل مدرسًا بالأزهر الشريف، قص حكايته في برنامج «صبايا الخير» الذي تقدمه الإعلامية ريهام سعيد، على فضائية «النهار» في أكتوبر الماضي، قال إنه حضر من سوهاج، وعاش في الإسكندرية، وعمل وهو طالب أثناء دراسته في الأزهر بسوق الخضار، واستطاع من خلال ذلك الإنفاق على تعليمه حتى تخرج في الجامعة.

وتابع أنه بعد انتهائه من الدراسة، تم تعيينه مدرسًا في أحد المعاهد الأزهرية بالإسكندرية، مضيفًا: "تعرفت على إحدى المدرسات وتقدمت لخطبتها وتزوجتها"، مشيرًا إلى أنه رفض إعطاء التلاميذ دروسًا خصوصية، لافتا إلى أنه استمر في العمل بسوق "الخضار"، من أجل تحسين دخله؛ للإنفاق على أبنائه.

إصلاح اللمبات التالفة
تنمية المواهب أفضل بكثير من الدروس الخصوصية، فقد ابتكر معلم لغة عربية بمحافظة سوهاج طريقة جديدة لصيانة وإصلاح اللمبات الموفرة التالفة لأول مرة في المحافظة، بعدما رفض إعطاء الدروس الخصوصية للطلاب، وقرر اقتحام عالم الألكترونيات والصيانة بديلا عن الدروس.

لم يلتفت إبراهيم جاد محمد 41 سنة مدرس أول لغة عربية بمدرسة الحديثة بنات الإعدادية بنات بسوهاج للأقاويل وحديث الناس عنه، بأنه من العيب أن يتجه لإصلاح اللمبات الموفرة بعد تلفها، رغم أنه مدرس أول لغة عربية، وتم انتدابه للعمل في المركز الاستكشافي للعلوم والتكنولوجيا لموهبته.

وبدأ في اتخاذ قرار بإصلاح هذه اللمبات لمساعدته في حياته المعيشية، بعدما رفض إعطاء الدروس الخصوصية للطلاب، وخصص مكانا صغيرا له في منزله لذلك.

الجريدة الرسمية