رئيس التحرير
عصام كامل

المشاي «عمر خالد» يحكي لـ«فيتو» كواليس رحلته سيرا على الأقدام من القاهرة إلى الأقصر: تستغرق 21 يوما كاملا.. وصلت إلى المنيا في 10 أيام.. الصعايدة أهل كرم وأمان.. وهدفي جنوب أفريقيا

فيتو

"اللي بتعلمه ده مش ليه أي لازمة.. أنت مجنون.. براحتك مسيرك هتتسرق في الطريق"، تلك الكلمات التي يسمعها طالب الهندسة عمر خالد محمد، 22 عاما، قسم "عمارة"، حينما قرر أن يترجل مصر بأكملها، سيرا على الأقدام، وصل "عمر" إلى محافظة المنيا، بعدما خرج من محطة مترو المنيب، منذ 10 أيام، سيرا على أقدامه، قطع مسافة 314 كيلو مترا، لحين وصوله إلى المحافظة، وأن خطته هي التوجه من القاهرة إلى الأقصر سيرا على الأقدام، في رحلة تستغرق 21 يومًا، ليقطع مسافة 670 كيلو مترا أخرى حتى يصل إلى الأقصر؛ لتطلق عليه مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا اسم "المشاي".


الفكرة
قال عمر خلال لقائه "فيتو"، حينما وصل إلى محافظة المنيا، إن الفكرة بدأت حينما تعمق في القراءة حول التعامل في الصحراء، وكيف يتم التخييم، وكيف تستطيع أن تسير على الأقدام لمسافات بعيدة، من خلال جروبات على موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، مؤكدا أن الهدف من ذلك ليس تحقيق رقم قياسي، رغم أنه لم يقم أي مصري بالسير على الأقدام من القاهرة إلى الأقصر، ولكن التعليم والتعرف على ثقافات المحافظات، والاحتكاك بهم أكثر، والتعرف على الطبيعة من قرب، فلك أن تتخيل أن تكون في صحراء، وتعيش بها ثلاث ليال بأكملها.

رحلة سيناء 
وأضاف، "رحلتي سيرا على الأقدام إلى محافظة جنوب سيناء كانت ممتعة للغاية، وخاصة وأنني حاولت أن أتعلم كيفية ثقافة البدو وكيفية التعامل، وكيف تتعامل القيادات الأمنية مع أهلها والوافدين إليها، قمت في البداية باستخراج تصريحات من قوات حرس الحدود، تحدثت مع أكثر من مواطن في تلك المحافظة؛ لكي يكون دليلا لي لمعرفة أماكن المحميات الطبيعية من طابا إلى جنوب سيناء في 9 أيام، قمت بزيارة جميع المحميات الطبيعية، قمت بعمل استراحات داخل خيم البدو هناك، وكانوا جميعهم أهل كرم، ناهيك عن معاملة قوات حرس الحدود وقوات الأمن وقيادات الجيش، جميعًا كانوا يعاملونني بأفضل المعاملات.. لم أتعرض لأي مضايقات سواء من قبل الأمن أو من قبل أهل سيناء... كانت أفضل التجارب لي شخصيًا رحله سيناء... أول محمية قمت بزيارتها سيرا على الأقدام كانت "وادي دجلة"، استغرقت يوما كاملا".

ويتابع: "والدي كان دائم التشجيع لي، كان دائما يقول: انزل.. روح.. اتعلم.. اعرف ثقافات جديدة، على عكس والدتي، كانت دائما كثيرة الخوف علي".

رحلة الصعيد 
وأوضح: «الأكثرية في مصر لديهم جذور صعيدية، ولكن أنا لم أكن من ضمن من كان لهم أي جذور في الصعيد، ولم أعرف أي شخص على الإطلاق نهائيًا، قررت أن أقوم برحلة منفردًا سيرا على الأقدام، تبدأ من محافظة القاهرة، وتنتهي في مدينة الأقصر، وحين قررت أن تكون رحلتي على طول الطريق الزراعي مستخدما الـ"جي بي أس"، لاحظت اعتراضات كثيرة وتحذيرات من أصدقائي، منهم من كان يقول لي "أنت مجنون طريق الصعيد كله مخاطر"، وآخر يقول لي: "هيطلعوا عليك بالسلاح.. هتموت رميا بالرصاص.. الصعيد مش أمان". ورغم كل هذه التحذيرات قررت أن أتوجه إلى الأقصر سيرا على الأقدام بالطريق الزراعي؛ لكي أشاهد بعيني حقيقة الصعيد وأهل الصعيد».

أجانب
ولفت "عمر" أثناء حديثه لـ"فيتو"، "لم يقم أحد في العالم بقطع تلك المسافات إلا شاب وزوجته، جنسيتهما تونسية، قاما بالسير على الأقدام من الإسكندرية إلى أسوان، هما فقط من قاما بالسير على أقدامهم، وجنسيتهما أجنبية، وليسوا مصريين، حاولت التواصل معهما على موقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل تواصلت معهما، وحددا خطة سير لي على الطريق الزراعي.

أهل كرم
واستطرد "تعاملات الصعايدة كذبت جميع من قالوا من أصدقائي أن "الصعيد مش أمان"، فالصعيد طوال رحلتي فيه، وخاصة لحظة وصولي إلى محافظة المنيا، لم يتعرض لي أحد على الإطلاق نهائيا، بل كانوا أهل كرم كما نسمع عنهم في الأفلام والمسلسلات الدرامية، لم أشعر لحظة واحدة بأنني غريب عنهم، لم يطلق علي أي شخص رصاصة واحدة، ولكن كل من قابلتهم لم أشاهد منهم إلا حسن المعاملة وكرم الضيافة".

واختتم "عمر": "سأستكمل رحلتي من المنيا إلى أسيوط إلى سوهاج حتى أصل إلى محافظة الأقصر، سيرا على الأقدام، وهدفي الذي انتظره هو السفر سيرا على الأقدام من مصر إلى جنوب أفريقيا، وتستغرق منى عام كامل".
الجريدة الرسمية