رئيس التحرير
عصام كامل

بديهيات غائبة عن خصوم الإسلام!


كثيرة هي اتهامات خصوم الإسلام للإسلام.. يقولونها ويَرددونها بغير وعي في أغلب الأحيان.. وبحقد أسود في بعض الأحيان.. وبِغشاوة في كل الأحيان.. ومن أشهر الاتهامات أن الإسلام دين بشري لم ينزل من السماء!!


ومن يقول بذلك يعلم أن أي عمل بشري يتطلب منفعة خاصة من القائمين عليه، وبالتالي فمن المنطقي أن يسعى إلى الترويج لما صنعه أملا في العائد السريع ولما كنا نتكلم عن دين جديد وقتها في مواجهة ديانات موجودة، منها عبادة الأصنام في مكة وما حولها فبالتالي ففي الأمر مغامرة كبرى وليس منفعة وصدام وليس مغنم.. ومواجهات وليس مكاسب من أي نوع..

لكن ربما قالوا إن الطموح يقف وراء ذلك، وهنا نقول إنه لو كان ذلك صحيحا لقدم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الإسلام للناس بالشكل الذي يشجع على القبول به والإقبال عليه، وليس لإبعاد الناس عنه أو وضع شروط قاسية للالتحاق بالإسلام وبالمسلمين.. وعند هذه الشروط الصعبة حدث ولا حرج.. لم تبدأ فقط في الضرب في الصميم في ثوابت مستقرة في البيئة التي ظهر فيها الإسلام..

إنما ذهبت أيضا إلى مشقه يومية.. فالإسلام الذي ظهر في مكة التي تقع في قلب صحراء شديدة البأس والبؤس، لا زرع ولا وادي.. لا نهر ولا بحر.. يكون من فروض الدين الجديد الاغتسال والتطهر ثم الصلاة لله وليس لروله خمس مرات يوميا! خمس مرات يوميا يحتاج المسلم وتحتاج المسلمة للمياه! وقد كانت وقتها السلعة الأكثر غلوا ولا مرونة فيها.. فلا بديل لها لا في الحياة ولا في الوضوء.. وإن كانت هناك ينابيع وآبار تم حفرها إلا أن نقلها إلى البيوت كانت عملية شاقة جدا، فما بالنا باستهلاكها واستعمالها خمس مرات يوميا؟!

ولم يكن شرط كهذا الشرط من بين تسهيلات تقدم للتشجيع على الدخول في الدين الجديد.. بل كانت عائق على الإقبال عليه وهو ما يتعارض مع فكرة السعي للترويج له بل كان العكس التام هو الصحيح.. وذلك لسبب بسيط جدا وهو أن هذا الدين لم ينزل لأهل مكة وحدهم ولا لمكة وقتها بظروفها فقط إنما أرسل للبشرية كلها وبتطوراتها عبر الأزمان.. وبالتالي نزل بشروط ممكنة جدا فيما بعد.. ذلك أن الذي أنزل الإسلام خبير عليم يعلم السر وما أخفى.. ولم تكن به شبهة بشرية على الإطلاق! وللحديث بقية.
الجريدة الرسمية