رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمد الحريرى رائد ومؤسس فرقة الفنون الشعبية

فيتو

انسحب الفنان محمد عبدالوهاب يونس الشهير بـ" محمد الحريرى" بهدوء من الحياة التى ملأها رقصا وفنا، دون أن يشعر به أحد سوى أبناء فرقته، والقليل من المقربين له ولم يلق التكريم المناسب له بعد وفاته وخاصة من قطاع الفنون الشعبية بوزارة الثقافة، بعد أن وضع هذا الرجل بقيادته لفرقة الفنون الشعبية ببنى سويف الفن الشعبى على قمة المهرجانات العالمية.

واستطاع هذا الفنان بمجموعة من الهواة أن يحصل على الأفضلية بين نخبة الفرق العالمية للفنون الشعبية، فى الاثنى عشر مهرجانا التى خاضها منافسا مشرفا من أقصى الشرق للغرب، ممثلا لحضارة وفن الشعب المصرى فأصبح سفيرا عالميا، لجلب السياح ومطالعى الحضارات لمصر.

ولد محمد الحريرى فى حى الرحبة ببنى سويف سنة 1962 ومنذ نعومة أظافرة كان منتظما فى حضور الحفلات التى تقام بقصر ثقافة بنى سويف، ملاحقا للفنون الشعبية أيضا بالموالد، وحفلات الزفاف الشعبى حتى التحق بفرقة الفنون الشعبية ببنى سويف، بعدما أنهى تعليمه وأصبح مهندس زراعة وتغذية سنة 1982 وأخذه الواجب الوطنى بالجيش المصرى ثلاث سنوات، عاد بعدها لفرقة الهواة بقصر الثقافة كراقص بها.

وفى إحدى الحفلات التى حضرها الفنان علاء أبوليلة مدرب ومصمم الرقصات بفرقة رضا، أعجب بأداء محمد الحريرى وعرض عليه الذهاب للقاهرة للعمل معه فى فرقة رضا ودراسة هذا الفن بشكل يتناسب مع موهبته الفذة، وبالفعل سافر "الحريرى" وانضم لفرقة رضا، وكان ذلك سنة 1987 بعدما ترك عمله كموظف بمديرية الشباب والرياضة لإشباع هوايته وفنه، كما عمل مع الفنانة لوسى ونجوى فؤاد وميرفت بدر.

وله تجربة زواج بالقاهرة باءت بالفشل الدافع للنجاح حيث عاد بعدها لمحافظة بنى سويف 1994 ليقف على قدمه من جديد، واستطاع أن يكوّن فرقة للفنون الشعبية بمجموعة من الراقصين الشباب الذى قام بجمعهم من فرق الزفاف "الشمعدان" كما قام بعمل إعلانات داخل المحافظة يطلب فيها راقصين وراقصات وموسيقيين، واستعان محمد الحريرى فى تكوين الفرقة التى استغرق تجميعها 3 شهور بالمرحوم سيد سلام قائد الأوركسترا والموسيقى محمد نادى مدير الفرقة الحالى، وأسامة محمود مدرب رقصات، وبعد جهد وعرق من الفرقة ومدربها العام محمد الحريرى، وفى أقل من عام اعتمدت وزارة الثقافة الفرقة سنة 1995، بعدما شاهدت براعة فرقته فى التابلوه الفرعونى والفلاحى ورقصة الغوازى مرورا بـ "السحجة"... والشمعدان والتنورة.

تزوج بعدها الفنان من محافظة بنى سويف، وكان الزواج بمثابة دفعة أخرى للأمام فى حياته، حيث ظهرت الفرقة فى مهرجان الإسماعيلية سنة 1996 مع 16 فريقًا من دول مختلفة وكانت وزارة الثقافة اختارت وقتها فرقة الإسماعيلية للفنون الشرقية، مع فرقة بنى سويف للفنون الشعبية لتمثيل مصر فى هذا المهرجان، تبع ذلك رحلة العالمية لفرقة "الحريرى"، حيث حصلت الفرقة على المركز الأول من بين 25 دولة مشاركة فى مهرجان الفنون الشعبية ببلغاريا سنة 1998، ومنها إلى مهرجان "ميرندا دى ايبرو" بإسبانيا سنة 1999 وبعد العروض القوية هناك حصلت فرقة الفنون الشعبية ببنى سويف على المركز الأول بين أفضل ثمان فرق، على مستوى العالم وكانت الفرقة وقتها حريصة على تقديم العروض الخاصة داخل المعهد الإسلامى بإسبانيا للجاليات المصرية والعربية والأفريقية.

ومن إسبانيا إلى اليونان سنة 2000، حيث أبت الفرقة أن تتنازل عن مستواها الرفيع وحصدت أيضًا المركز الأول فى مهرجان "دراما للفنون الشعبية" وسافرت بعدها الفرقة بقيادة العالمى "الحريرى" للمجر وحصدوا أيضًا المركز الأول فى مهرجان "سازاس هيلومبيتا".

حصل الفريق على استراحة من التمثيل الدولى لمدة عامين قام فيهم "الحريرى" بزيادة قدرة الراقصين الفنية والبدنية والظهور برقصات جديدة بألحان وملابس تزيد من عالمية الفريق ومكانته، عاد بعدها لمهرجان "فلكوتارنوفو" ببلغاريا وحصل على المركز الأول دون منافس أو منازع سنة 2004، 2006.

وفى بطولة العالم لكرة اليد التى أقيمت بإيطاليا سنة 2005 تم الاستعانة بفريق بنى سويف للفنون الشعبية لتقدم عروضها المبهرة على هامش البطولة، لتزيد من نجاح إيطاليا على مستوى التنظيم وزيادة أعداد السياح الوافدين اليها.

وفى 2009 شارك محمد الحريرى بفرقته دولة المغرب فى أسبوعها الثقافى بمدن "الرباط" و"فاس" و"الجديدة" و"خريبكة".
وقامت الفرقة فى سنة 2010 بالمشاركة فى مهرجانين معًا، وهما: مهرجان "ميرندا دى إيبرو" بإسبانيا، ومهرجان "سوجو" بالصين وحصلوا أيضا على المركز الأول.

توفى الفنان الكبير محمد الحريرى على خشبة المسرح وسط تلاميذه عن عمر يناهز 49 سنة، أثناء التدريب الأخير مع فريقه ليمثل وطنه بالمهرجانات الخاصة بالعيد الوطنى للإمارات برقصة ثورة يناير، والتى كانت بمثابة مسك الختام لهذا الفنان الأسطورة.

Advertisements
الجريدة الرسمية