رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل استعانة قطر باللوبي اليهودي للضغط على ترامب بشأن دول المقاطعة

فيتو

كشفت مصادر أمريكية مطلعة أن زيارة الوفد الوزاري القطري إلى الولايات المتحدة، كانت تهدف إلى استخدام ورقة تطوير العلاقات الثنائية القطرية الأمريكية من أجل التأثير على الموقف الأمريكي بشأن المقاطعة التي تفرضها السعودية ومصر والإمارات والبحرين على قطر.


وقالت المصادر بحسب " العرب" اللندنية: إن الدوحة تحاول الاستعانة باللوبي اليهودي للضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقلب موقف واشنطن جذريا لصالح قطر.

وكانت صحيفة هارتس الإسرائيلية نشرت أن "السفارة الإسرائيلية في واشنطن رفضت سعي شخصيات قطرية للقاء شخصيات يهودية أمريكية، واستكمال زيارات قد نشرت تقارير أن شخصيات يهودية أمريكية قامت بها مؤخرا إلى قطر".

ونقلت الصحيفة، عن إتاي بار دوف، المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن، أن "قطر تقود منذ منتصف العام الماضي، حملة لتحسين صورتها في المجتمع اليهودي الأمريكي المؤيد لإسرائيل (اللوبي اليهودي)، ونحن نعارض هذه الحملة".

وفي منتصف عام 2017، بدأت قطر باستخدام خدمات نيك موزين، مستشار العلاقات العامة اليهودية الأمريكية، الذي كان يعمل سابقا لسيناتور الجمهوري تيد كروز، ذكرت صحيفة هارتس.

نظم "موزين" اجتماعات بين القيادة العليا في قطر، بما في ذلك أمير البلاد تميم بن حمد آل ثاني، وشخصيات بارزة في المجتمع اليهودي.

وحققت جهود التواصل القطري نجاحا خاصا بين الأحزاب اليمينية في المجتمع، وشملت أيضا أنصار إسرائيل من اليمين غير اليهود، مثل حاكم أركنساس السابق مايك هوكابي.

وقال عدد من الذين زاروا قطر أو اجتمعوا مع قادتها في الولايات المتحدة: إنهم "التقوا عددا من المسئولين الإسرائيليين".

وأوضح رد السفارة على سؤال حول هذا الموضوع من صحيفة هارتس أن السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر لم يعرب عن تأييده لتلك الاجتماعات والزيارات.

ومنذ الصيف الماضي زار ما لا يقل عن خمسة من قادة المنظمات اليهودية الأمريكية قطر واجتمعوا مع قادتها، وكشفت صحيفة "هارتس" يوم الإثنين أن مورت كلاين رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية زار قطر في مطلع يناير الماضي.

قضى كلاين خمسة أيام في الإمارة واجتمع مع الأمير ومع كبار المسئولين الآخرين، على الرغم من أنه في العام الماضي فقط ندد علنا ​​قطر لدعم الإرهاب ودعا إدارة ترامب لحظر طيرانها الرسمي، الخطوط الجوية القطرية، من تعمل في الولايات المتحدة.

كما زار قطر مؤخرا مالكولم هونلين، نائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى.

وقد واجهت زيارات القادة اليهود إلى قطر انتقادات قوية من داخل الطائفة اليهودية.

ونشر الحاخام شمولي بوتاخ، وهو زعيم أرثوذكسي من نيو جيرسي، عددا من المقالات التي تنتقد القادة اليهود الذين ذهبوا إلى قطر، وحملت واحدة منها، نشرت في نوفمبر في بريتبارت، عنوان "الجماعة اليهودية للبيع إلى قطر".

وكتب بوتيش أنه "كان يشتت لمشاهدة كيف يبدو البعض في مجتمعنا للبيع، ولم يكن هناك أي طلب قبل أن تتبنى قطر أنها توقف أولا تمويل الإرهابيين لحماس، وهؤلاء الأفراد اليهود الذين استأجرتهم قطر وقبول الأموال القطرية لا شك في أن احتضانهم سيقلل من الضغط على قطر التي تعاني حاليا من مقاطعة شديدة بسبب نشاطاتها في تمويل الإرهاب".

كما قالت مصادر خاصة، واكبت زيارة الوفد القطري إلى العاصمة الأمريكية: إن الدوحة تعتبر أن قيام ترامب بما رفض رؤساء أمريكيون سابقون القيام به بشأن القدس يعكس حجم التأثير الذي يمارسه اللوبي اليهودي وخصوصا بعض الشخصيات اليهودية الثرية النافذة على الرئيس الأمريكي، كما يعكس أيضا حجم تأثير جاريد كوشنر مستشار الرئيس وزوج ابنته، وهو المعروف بتديّنه اليهودي ودعمه لإسرائيل، على ترامب في الكثير من القضايا في الشرق الأوسط.

وكشفت مصادر صحفية في سبتمبر الماضي أن ميزانية خاصة تدفع من قبل قطر إلى نيكولاس موزين المتخصص في الشئون اليهودية من صحيفة أودوير، وهي نشرة إخبارية تغطي قطاع العلاقات العامة.

ورأت مراجع أمريكية أن الأنشطة القطرية باتجاه اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة أظهرت استماتة قطرية لاستخدام كافة الأوراق المتاحة بأي ثمن للخروج من المأزق الذي بات يثقل وضع قطر الداخلي كما يؤثر على سمعتها في العالم وعلى مستقبل علاقاتها الدولية.

وقالت المعلومات: إن "موزين" يهودي محافظ، وهو نجم صاعد بين الجمهوريين المحافظين، وعمل كبير المستشارين للسيناتور الجمهوري تيم سكوت في جنوب كارولاينا، وكان مستشارا للحملة الرئاسية للسيناتور تيد كروز من التجمع الجمهوري بتكساس في مجلس النواب الأمريكي.

غير إن جهات أمريكية اعتبرت أن استخدام قطر للمال من أجل انتزاع موقف هنا وتصريح هناك من هذه الشخصية اليهودية أو تلك لا يمكن أن يغير من سمعة قطر لدى اللوبي اليهودي الذي يعتبر أن قطر ضالعة في دعم كافة التيارات والجماعات الإرهابية التي انتشرت في العالم في العقود الأخيرة، بما في ذلك الجماعات التي تحض على قتل اليهود.

وكان "موزين" كتب في تلك الصحيفة مدافعا عن الموقف القطري معتبرا أن "التعاون مع قطر لا يمكن إلا أن يصب في مصلحة الولايات المتحدة والمجتمع اليهودي، لأننا لا نستطيع أن نسمح بنبذ دولة قطر على يد جيرانها ودفعها إلى نفوذ التأثير الإيراني".

وتتحدث المعلومات عن أن جهود موزين قادت إلى قيام عدد من القادة في اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة بزيارة الدوحة منذ الصيف الماضي، واجتمعوا مع قادتها.

وكان من بين الزائرين مورت كلاين رئيس المنظمة اليهودية الأمريكية، الذي اجتمع خلال زيارته التي استمرت لخمسة أيام، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكبار، كما قام مالك المسئولين القطريين، ضمن مساعي الدوحة لاستثمار قوة تأثير اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، ولم هونلين نائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية بزيارة قطر مؤخرا.

وكانت الدوحة لمحت قبل أشهر بإمكانية استخدام نفوذها لدى حركة حماس عارضة على الإسرائيليين مبادلة رفات جنود إسرائيليين بلقاءات مع زعماء اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، في مسعى لممارسة ضغوط من أجل التدخل في حل أزمتها المتفاقمة مع دول المقاطعة العربية.

وكشفت مجلة "فوربس" الأمريكية في سبتمبر الماضي عن الأمر متسائلة عن الأسباب التي تجعل الدوحة تعرض مبادلة رفات إسرائيليين بلقاءات مع قادة يهود.

وأشارت المجلة في مقال كتبه ريتشارد مينتر آنذاك إلى أنه "بعد ثلاث سنوات من مقتل ضابط إسرائيلي تستخدم قطر جثمانه كورقة مساومة من قبل الرجال الذين تستأجرهم الدوحة، في إشارة إلى قيادات بحركة حماس الذين مازالوا مقيمين في قطر".

ونقلت المجلة عن قيادات يهودية أمريكية أنهم تلقوا عرضا يفيد باستعداد الدوحة لمقايضة لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدى زيارته في سبتمبر إلى نيويورك بجثة الضابط الإسرائيلي هادار جولدين الذي اختفى في غزة عام 2014 وأعلنت حماس لاحقا أنها قتلته، وجثمان جندي إسرائيلي آخر محتجز لدى حماس.

ونقلت المجلة عن شمولي بوتيتش أحد الحاخامات اليهود البارزين في الولايات المتحدة تأكيده تلقى تحذير من أن حملتهم الإعلانية قد تنفجر في وجوههم لأن حماس ستعيد فورا جثماني الجنديين الإسرائيليين بضغوط من قطر.

وكان الحاخام بوتيتش قد موّل إعلانات في الصحف الأمريكية وكتب مقالات ينتقد فيها محاولات قطر للتواصل مع اليهود.

ولفتت مصادر مقربة من وزارة الخارجية الأمريكية أن جهات تابعة للوبي اليهودي في الولايات المتحدة ومصادر إسرائيلية أخرى هي التي فضحت الاتصالات التي تقوم بها قطر مع شخصيات ومؤسسات يهودية وإسرائيلية.

ورأت هذه المصادر أن هذه الجهات أرادت رفع الحرج عنها أمام الإدارة الأمريكية وتبرئة نفسها من أي تواصل مع الدوحة قد تفهم الإدارة منه التفافا على السياسة التي تعتمدها واشنطن في هذا الشأن منذ نشوب النزاع مع قطر.

وأضافت أن الكشف عن تفاصيل التحرك القطري باتجاه يهود أمريكا يفصح أيضا عن عدم ترحيب اللوبي اليهودي بالسعي القطري لاستخدامها من أجل غايات لا تدخل ضمن مهمات اللوبي وأهدافه، وتكشف مراجع أوروبية معنية بملفات الإرهاب أن قطر تملك من المعطيات ما يجعلها مدركة لحجم التدهور الذي أصاب موقعها في العالم جراء تراكم التقارير المخابراتية المتخصصة والتي تتناول ضلوع الدوحة في دعم الإرهاب.

وقالت فارشا كودوفايور من مجموعة الضغط المحافظة "فاونديشن فور ديفنس أوف ديموكراسيز": إن "إدارة ترامب يجب أن تقول صراحة إنه لم تتم تبرئة ساحة الدوحة من دعم الإرهاب"، وعلى هذا الخطاب أن يساهم في "تقييم" ما إذا كانت قطر "تقطع فعليا الوصول إلى نظامها المالي أمام الجهات الداعمة للإرهاب".
الجريدة الرسمية