رئيس التحرير
عصام كامل

طالبة في بني سويف تتحدى العادات وتقتحم البيزنس برأسمال 100 جنيه (صور)

فيتو

"بدأت مشروعي بـ 100 جنيه".. بهذه الكلمات بدأت (بسنت حميدة)، الطالبة بالصف الثالث الثانوي بمركز ببا التابع لمحافظة بني سويف، أصغر مديرة مشروع ربحي تجربتها في الاعتماد على النفس منذ سن مبكرة.


وتحدت "بسنت"، عادات وتقاليد بلدتها وعائلتها، السالبة لحقوق المرأة لكن تشبثها بالأمل وطموحها جعلاها تتحدى كل ظروف مجتمعها؛ لتثبت لهم أنها تستطيع النجاح كونها أنثى وصغيرة السن أيضًا.

وبدأت "بسنت" حياتها العملية نهاية المرحلة الإعدادية حينما خطت قدمها أول وظيفة لها "جرسونة بمطعم"، والتي اعترض عليها والدها وعائلتها، مؤمنين بمقولة "البنت لتعليمها وبيت جوزها"، لكن الأم هي المشجع الوحيد لإبنتها فهي سيدة مازالت تعمل رغم العادات والتقاليد، وترى أن المجتمع أصبح متفتحًا الآن أكثر من الماضي.

أما عن الأب فقد استسلم لإصرار ابنته ورغبتها في إثبات ذاتها، طالما أن هذا العمل لم يؤثر بالسلب فى دراستها وأنها مازالت متفوقة وتحصد أعلى الدرجات.

لم تتوقف الكلمات الجارحة والعبارات المسيئة عن "بسنت" وعملها ونظرة المجتمع لها، مما اضطرها لترك العمل فترة، لكن شغفها بالعمل جعلها سرعان ما تقرر العودة للعمل مرة أخرى، فحاولت البحث عن وظيفة سهلة ومربحة، لا تأخذ الكثير من الوقت فهي في مرحلة الثانوية العامة التي لم تقف عائق أمام حبها للعمل، فقررت منذ خمسة أشهر أن تنفذ مشروع خاص بها ولا يكلفها الكثير، ويعود عليها بربح وفير، وذلك دون علم أحد منعًا لسماع الكلمات المحبطة.

واتجهت "بسنت" إلى السوق واشترت كميات من الثوم بمائة جنيه، وقشرته ووضعته في أكياس بشكل جيد وعرضته على جروب "فيس بوك" الخاص بقريتها ومحيطها، ولاقت هذه الفكرة استحسان الجميع، وطالبها الكثير بشراء الثوم، مما جعلها تقرر توسيع الفكرة وتذهب لشراء مستلزمات البيت الأسبوعية مثل" الكوسة والباذنجان والفاصوليا" وتجهيزها للطبخ مباشرة، وشجعها على ذلك السيدات اللاتي لا تمتلكن الوقت بسبب العمل أو الأطفال.

وأوضحت بسنت أنها واجهت صعوبات في بداية هذا المشروع مرددة: "الصعوبة كانت في إني أوصل الطلبات للناس بيتهم أنا مش عارفة كل الناس على إيه، والدليفري غالي جدًا، بس الحمد لله عدت على خير وعرفت الناس وهما كمان عرفوني وبقوا يقولوا لصحابهم عليا لغاية لما بقا معنديش وقت من كتر الشغل".

وأضافت: "بشتري الخضار المطلوب من السوق يوم الاثنين والجمعة، وبجهزه أنا وماما بالليل وأوصله يوم السبت والثلاثاء"، مشيرة إلى أنها تعمل بهذه الطريقة من خمسة أشهر دون علم أحد من عائلتها سوى والدها ووالدتها.

وعن كيفية التواصل إليها فأوضحت أن طريقة التواصل تتم عن طريق الجروب خاص بها بـ "فيس بوك" أو رقم هاتفها، وازدادت شهرتها من خلال "فيس بوك"، حيث كان متابعوها يجمعون لها إعلانات كثيرة.

وتمنت "بسنت" أن ينجح مشروعها أكثر ويصبح شركة كبيرة لتكمل جملتها "مشروع ربحي بـ100 جنيه"، وأن ينظر لها المجتمع كفتاة تحب الاستقلال وتكره الاعتماد على غيرها، ويغيروا نظرتهم للبنت.
الجريدة الرسمية