النائب طارق الخولي: قوة المعارضة ليست بالعدد.. ونوابها في البرلمان «واخدين حقهم وزيادة»
- نائب واحد معارض "ممكن يقلب الدنيا"
- مجلس النواب ليس برلمان الحكومة ولا مجرد ديكور
- قلة من النواب انزلقوا إعلاميا وقدموا صورة سلبية عن المجلس
- دعم مصر يعارض الحكومة في الغرف المغلقة والبرلمان فشل في تسويق نفسه
قال النائب طارق الخولي، القيادي بائتلاف دعم مصر، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن مجلس النواب الحالي، ليس برلمانا للحكومة أو مجرد ديكور، فالحكومة لم تعينه أو تأت به، ولكن من جاء به هو إرادة المواطنين.
وأضاف الخولي في حوار لـ"فيتو" أن البرلمان الحالي أنجز في أول دور انعقاد له، أكثر مما أنجزه برلمان ٢٠٠٥، وأنه ليس غائبا عن قضايا المواطن.
وحول شكل البرلمان أمام الرأى العام، أكد عضو ائتلاف دعم مصر، أن قلة من النواب أبدو صورة غير جيدة عن المجلس أمام الرأي العام بسبب افتقارهم للقدرة على التعامل مع القضايا.
وأوضح، أن تحميل تكتل المعارضة، مسئولية الإخفاق لنواب الأغلبية أمر طبيعى، مؤكدا أن نواب المعارضة يحصلون على كلمات داخل البرلمان أكثر من نواب الأغلبية.
*في البداية ما هو تقييمك لأداء البرلمان خلال الفترة الماضية؟
أريد أن أقيم أداء المجلس من أكثر من اتجاه، أولا: أداؤه كسلطة. فوفقا للأرقام هو أنجز في دور الانعقاد الأول فقط أكثر مما أنجزه برلمان عام ٢٠٠٥، سواء من ناحية السلطة التشريعية أو السلطة الرقابية. ثانيا: بالنسبة للتقييم السياسي، فأرى أن هناك قلة من النواب أبدو صورة غير جيدة عن المجلس أمام الرأي العام، وذلك جاء نظرا لأن المجلس في بدايته كان أغلب نوابه من المستقلين وحديثى التجربة البرلمانية، الأمر الذي تسبب في افتقار بعضهم القدرة للتعامل مع القضايا أمام الرأى العام، وأدى ذلك إلى انزلاق البعض إعلاميا وتقديمهم خطاب وصورة سلبية عن البرلمان عبر وسائل الإعلام، كانت مدخلا لتشويهه أمام الرأي العام، وهنا أوضح أن هناك فرقا بين البرلمان كمؤسسة لها موقفها الرسمي، وبين رأي وأداء عدد من النواب.
*ولكن هناك من يرى أن البرلمان الحالي غائب عن دوره تجاه قضايا المواطن، كيف ترى ذلك؟
البرلمان ليس غائبا عن قضايا المواطن، فالنواب يحضرون باجتماعات الجلسات العامة واللجان لمناقشة قضايا المواطن وينقلون غضبه، كما أنهم يحضرون في الدوائر ويعيشون أوضاع المواطنين، وكثير منهم يتحرك لمجابهة تلك القضايا، ولكن الظرف العام الذي تمر به البلاد حاليا صعب، حيث تمر البلاد بمرحلة صعبة، بها "إصلاح اقتصادى"، والذي أدى لرفع الدعم عن بعض السلع والخدمات وغيرها من إجراءات صعبة على المواطنين، وفي ظل ذلك كانت هناك إجراءات قام بها المجلس مع الحكومة لحماية المواطن منها شبكة الضمان الاجتماعي لحماية محدود الدخل، والأكثر احتياجا، وغيرها من إجراءات، وبالتالي أرى أن كل مؤسسات الدولة كانت أمام مسئولية كبيرة، وبالتالي الأمر ليس تقاعسا أو عدم سعي من البرلمان بقدر أنها طبيعة مرحلة.
* وهل طبيعة المرحلة تتطلب ألا يعارض البرلمان الحكومة وأن يكون في خدمتها كما يرى البعض؟
بالطبع لا، فالبرلمان الحالي يعارض الحكومة في بعض المواقف التي تتطلب ذلك، وهنا أريد أن أشير إلى ما سبق، وتحدث عنه رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال، عن الفصل المرن بين السلطات، والتكامل بينهم للقدرة على معالجة الأوضاع السياسية والاجتماعية، كما أذكر كلمة لرئيس ائتلاف دعم مصر النائب محمد السويدي، الذي قال فيها إن الائتلاف ليس من الضروري أن يعارض الحكومة علنا أو عبر وسائل الإعلام، وإنما يعارضها في كثير من الأحوال داخل الغرف المغلقة.
* وما هي تلك الغرف المغلقة، ولماذا تكون المعارضة داخلها فقط؟
الغرف المغلقة مثل اجتماعات اللجان المغلقة، أو اللقاءات التي تتم بين قيادات البرلمان أو ائتلاف دعم مصر وأعضاء الحكومة، للتفاوض والتوصل إلى حلول مناسبة في القضايا الرئيسية، وأرى أن ذلك يحدث بهدف قطع الطريق على من يتربص بالدولة المصرية؛ لأنه باستمرار يكون هناك أطراف تنتظر طرف خيط للوقيعة بين مؤسسات الدولة بهدف زعزعة استقرارها.
* وهل ترى أن تلك المعارضة داخل الاجتماعات المغلقة تأتي بنتيجة جيدة؟
بالفعل، فالبرلمان استطاع فرض وجهة نظره في قضايا كثيرة والمشاركة في رسم ما يحدث بالبلاد، كما أن التشريعات التي تخرج منه تكون مغايرة لشكلها الذي جاء من الحكومة، وهنا أرى أن رغم أن المجلس كان له دور بارز الفترة الماضية، إلا أنه لم ينجح في تسويق نفسه بالشكل الكافي وتسويق ما يقوم به.
* وكيف يتم التسويق الجيد للمجلس من وجهة نظركم؟
عرض ما يقوم به المجلس بشكل مستمر، عبر وسائل الإعلام المختلفة، سواء كانت تشريعات أو دورا رقابيا، ليتم توضيح مدى أهمية تلك التشريعات وانعكاسها على المواطنين.
* أين المعارضة بمجلس النواب الحالي، وهل تراها جيدة؟
تكتل ٢٥ - ٣٠ يطرح نفسه ممثلا للمعارضة ويقدم نموذجا لذلك، وأداؤه يدل على ذلك فعلا، وأنا شخصيا مؤمن بوجود المعارضة؛ لأنها تنعكس على أداء المجلس، وبالتالى لا بد أن تكون المعارضة قوية، ولكن يجب أن تحمل وجهة نظر وليست مجرد معارضة.
* ولكن تكتل ٢٥-٣٠ يضم ١٦ نائبا فقط، فهل من الطبيعي، أن يكون ذلك هو عدد المعارضة في برلمان عدد أعضائه ٥٩٥؟
أولا: قوة المعارضة ليست بالعدد، من الممكن أن يكون هناك عضو واحد معارض ولكنه مؤثر جدا، ويستطيع أن يقلب الدنيا، فهى ليست بالكم، ولكن بالكيف، ثانيا: أرى أن البرلمان الحالى يعد تجربة جديدة، فهو أول برلمان حقيقى ليس كرتونيا، وبالتالي فأداؤه سيتطور بالممارسة، وسيكون أفضل في المستقبل من الآن.
* نواب ٢٥ - ٣٠ يحملون ائتلاف دعم مصر، مسئولية أي إخفاقات لعدم استخدامه الأدوات الرقابية ضد الحكومة، كيف ترى ذلك؟
أراه طبيعيا جدا في إطار الأداء السياسي العام، فذلك هو وضع المعارضة في كل دول العالم والعكس هو الأمر الغريب، حيث من الطبيعى أن يحمل تكتل المعارضة المسئولية لائتلاف دعم مصر، "لو معملش كده ميبقاش معارضة، فهو لا بد أن يأخذ خطا معاكسا للأغلبية طول الوقت، ويكون لديه تحفظات، ولكن لا بد أن يكون لديه مشروع سياسي ورؤية بديلة طوال الوقت.
* ولكن هناك شكاوى من نواب المعارضة لعدم حصولهم على مساحة كافية للتعبير عن رأيهم داخل المجلس، هل تتفق مع ذلك؟
لا أتفق مع ذلك، لأن العكس هو الصحيح، فنواب المعارضة "واخدين حقهم وزيادة" في التعبير عن رأيهم، وذلك وفقا لبيانات مركز المعلومات التابع لمجلس النواب، والذي كشف عن أن نواب المعارضة هم أكثر النواب الذين حصلوا على كلمات داخل المجلس، وذلك رغم قلة عددهم.
* البعض يرى أن البرلمان الحالي ممثلا عن الحكومة أكثر من أنه ممثل عن الشعب، وآخرون يعتبرونه ديكورا، كيف ترد على ذلك؟
مجلس النواب الحالي ليس برلمانا للحكومة أو مجرد ديكور، فالحكومة لم تعينه أو تأت به، ولكن من جاء به هو إرادة المواطنين عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وبالتالي فهو يعد ممثلا عن الشعب ومرجعيته الشارع وليس الحكومة، وهنا لا بد أن نعي أننا أمام تجربة حديثة، ومن الوارد أن يكون بها تحفظات ولكن في النهاية التجربة ستطور نفسها بنفسها، لتكون الأفضل.
* وهل تعني أن الفترة الثانية من ولاية الرئيس السيسي، ستشهد تغيرا أفضل في أداء المجلس لصالح المواطن؟
بالفعل هناك تطلع كبير لأداء افضل، وأن يكون هناك انعكاسات إيجابية وتحسنا في الأوضاع المعيشية للمواطنين، وذلك من خلال مساهمة البرلمان بسن التشريعات اللازمة، مثل قانون التأمين الصحي الذي أقره البرلمان مؤخرا، والذي يشكل جانبا إيجابيا وثورة في مجال الخدمة الصحية للمواطن، وكذلك قانون التأمين الاجتماعي والإدارة المحلية والعمل وغيرها من القوانين المهمة التي يستعد المجلس لإقرارها في الفترة المقبلة، ولها انعكاسات إيجابية على المواطنين.
* هل تتوقع أن يكون هناك استجوابات للحكومة في الفترة القادمة؟
أتمنى بالفعل تفعيل كافة الأدوات الرقابية للبرلمان ليكون الأداء أفضل، وأنا من المؤمنين بتعظيم أدوات الرقابة؛ لأن ذلك يرتقي بأداء الحكومة، وأشير إلى أنني سبق وتقدمت باستجواب للحكومة ولكن تم حفظه.