رئيس التحرير
عصام كامل

خلاف في الأزهر حول زيارة الأقصى.. «أبو مازن» يوجه الدعوة في مؤتمر نصرة القدس.. «زقزوق وجمعة» أبرز المؤيدين.. «الطيب» ضمن قائمة الرافضين.. و«شومان»: يجب عدم الاع

فيتو

«أرجوكم لا تتركونا وحدنا، فزيارة السجين ليست تطبيعًا مع السجان، ونطالبكم جميعًا بالتواصل مع أهل القدس وأن تزوروا القدس، وأنها ليست تطبيعًا مع إسرائيل..»، بهذه الكلمات دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، خلال مشاركته في مؤتمر «نصرة القدس» الذي عقده الأزهر مؤخرًا، لزيارة القدس وعدول الأزهر الشريف عن رفضه لتلك الزيارة.


وأثارت تلك الدعوة حالة من الجدل والأخذ والرد في الأوساط الدينية ومؤسسة الأزهر، بين مؤيد لتلك الدعوات بهدف دعم صمود ومساندة أهل القدس ورافض لتلك الدعوات حتى لا يعتبر ذلك شكل من أشكال التطبيع مع سلطات الاحتلال.

واقرأ أيضًا:
الرئيس الفلسطيني: «لا تتركونا وحدنا واذهبوا لزيارة القدس»

شيخ الأزهر
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، كان له العديد من المواقف التاريخية والبطولية لنصرة القضية الفلسطينية لعل آخرها هو المؤتمر العالمي «لنصرة القدس» الذي عقده الأزهر مؤخرًا بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين بالقاهرة والذي ضم وفود من 86 دولة من مختلف قارات العالم والذي مثل قبلة الحياة لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العربى بعدما تراجعت بشدة خلال العقود الماضية، واقترح من خلال المؤتمر أن يكون 2018 عام للقدس، وسبق ذلك رفضه للقاء نائب الرئيس الأمريكى «مايك بينس» اعتراضا على القرار الأخير الذي اتخذه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة للكيان الصهيوني.

إلا أن موقف شيخ الأزهر من زيارة القدس معلن منذ بداية توليه المشيخة وهو رفضه الزيارة للقدس بتأشيرات سلطات الاحتلال؛ لأن ذلك يمثل نوعا من أنواع الاعتراف والتطبيع مع الكيان الصهيوني وإضفاء نوع من الشرعية عليه.

وطالع أيضًا:
نص كلمة شيخ الأزهر في مؤتمر نصرة القدس

موقف مؤيد
من جانبه أكد حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء خلال مشاركته في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس أن القدس من القضايا الأساسية التي تهم الأمة الإسلامية كلها ولا يمكن اختزالها كقضية تخص الفلسطينيين وحدهم، فالمسلمون في كل مكان يقرءون في سورة الإسراء: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، مما يعني أننا جميعا مسئولون أمام الله عن القدس.

وأكد عضو هيئة كبار العلماء أن القدس من القضايا الملحة التي لا يجوز التفريط في أي جزء منها، فالاحتلال يشرع دوما في بناء مستوطنات جديدة بتأييد ودعم أمريكي لم يقدم عليه أي رئيس آخر من قبل، فيجب أن نتعامل بقدر الحدث، وعلينا دعوة كل مسلمي العالم لزيارة القدس لتحقيق شعيرة إسلامية أمرنا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه بقوله: "لا تشد الرحال إلا إلى المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا"، مؤكدا أنه ليس تطبيعا، إنما هو إثبات أحقيتنا في المسجد الأقصى والقدس وإرسال رسائل إلى العالم تؤكد هذا الحق.

وأوضح عندما طالبت بذلك منذ 20 سنة بالذهاب للبيت المقدس، أُتهمت بالتطبيع، لكن لو حدث هذا وقتها، فسيكون المسلمون المحيطون ببيت المقدس، ولكان هذا خلق واقعًا جيدًا للدفاع عن الحق الإسلامي في القدس.

واجبة على القادر
من جانبه أكد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء أن زيارة القدس والأقصى واجبة على كل قادر، لإشعار المقدسيين بأن هناك من يساندهم.

وأضاف «جمعة»، في تصريحات له أن الصهاينة لديهم آمال بأن ينسى المسلمين والعرب القضية الفلسطينية وألا نذهب إلى زيارة القدس، منوهًا إلى أن قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة دولته إلى القدس مجرد بالونة اختبار صهيونية لكي يعلموا مدى حرصنا على القدس، وهل سننتفض أم لا؟

وطالب المفتي السابق، المصريين بزيارة القدس، قائلًا: «زوروا القدس، واملؤها مسلمين ومسيحيين»، مؤكدًا: «نحن أولى بزيارتها، فمن يقوم بزيارة القدس من المصريين عدد محدود رغم أنها أرضنا، فقطاع غزة كان تابعًا لنا».

واقرأ أيضًا.. عمرو موسى: يجب دراسة قرار زيارة القدس بشكل دقيق

محل دراسة
وكانت آخر التصريحات في هذا الشأن هو ما أعلنه الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر في تصريحات له، أن قرار زيارة القدس لا يجب أن يعتمد على العاطفة فقط، ويجب دراسته بشكل جيد لتحديد مدى الاستفادة والمصلحة التي تحققها تلك الزيارة لدعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه يجب دراسة هذا الأمر والتواصل مع كافة الجهات والهيئات المعنية بذلك.
الجريدة الرسمية