كاتبة كويتية: الحقيقة دوما تحت الطاولة في المجتمعات البوليسية

قالت الدكتورة عاليا شعيب أستاذ فلسفة الأخلاق في جامعة الكويت سابقا: أنحني لمصر بكل وجداني، لأنني حُورِبت في وطني الكويت، وأعتبر مصر هي وطني، فوطني هو الذي يرحب بي ويُصدِر أعمالي.

وأضافت أن الوطن ليس بطاقة هوية أو جواز سفر، بل احترام فكر، وعدم تضييق الحريات ومضايقة الكاتب، وعدم ملاحقته في أروقة المحاكم والنيابة لمجرد اجتهاده وبحثه عن الحقيقة.

وأشارت الكاتبة إلى أن الحقيقة في المجتمعات البوليسية دائما مكانها تحت الطاولة، ومن يتجرأ ويضعها فوق الطاولة ويسلط عليها الضوء في محاولة للتنوير يُحاصر ويُمنع ويعاقب.

وأكدت عاليا شعيب أنه يشرفها دوما أن تُرفع القضايا عليها، فهذه الملاحقات تثبت أن الكاتب على حق، وحكت عن بعض المواقف التي تعرضت لها في الكويت أمام المحاكم قائلة لقد سرت في ممر طويل مليء بالمجرمين والمرتشين والمغتصبين حتى وصلت لغرفة النائب العام، ليبدأ تحقيق من ثلاث إلى أربع ساعات حول ماذا كتبت وماذا قصدت في كتاباتها، دون السماح لها بالجلوس، كما أشارت إلى معاملة الأمن معها بإهانة كتلاميذ المدرسة.

وحكت أيضا عن معاملة القاضي لها باستعلاء قائلةً بأنه كان يلوح لها بالكتاب سائلا إياها هل هذا كتابك؟ فتجيب نعم، وأشارت إلى أنها لو قالت له لا لانتهت القضية وسقطت، ولكنها تأبى أن تتبرأ من كتابٍ كتبته أو من علم قامت عليه، ثم لوح لها القاضي بالكتاب لاقيا إياه على الأرض وطالبا منها أن تنزل وتأتي به بكل مذلة كما قالت.

جاء هذا في مناقشة كتاب "رفيقة الدرب" لعاليا شهيب، والصادر حديثا عن دار بتانة للنشر، وهو دراسة تتحدث عن السحاق والعلاقات الجنسية بين الفتيات، وممنوع من النشر في الكويت، والذي تسبب في رفع 6 قضايا على الكاتبة، مما دعاها تنشره خارج الكويت في مصر.

وشارك في المناقشة الشاعر أحمد الشهاوي مع الناشر الدكتور عاطف عبيد، ضمن فعاليات مخيم أحمد فؤاد نجم في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعين، التي تحل الجزائر ضيف شرف هذا العام، والكاتب الروائي عبد الرحمن الشرقاوي شخصية المعرض.