رئيس التحرير
عصام كامل

أبو الغيط يوضح 3 نقاط هامة بشأن القدس

فيتو

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الموقف العربي المُشترك من قضية القدس بات واضحا للجميع.


جاء ذلك خلال الاجتماع المستأنف لوزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة لبحث خطة التحرك وآخر تداعيات قرار الرئيس الأمريكي حول إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

وأوضح أبو الغيط أنه لا حاجة لتكرار القرار 8221، الصادر في 9 ديسمبر الماضي، وما نص عليه القرار من مبادئ وما اشتمل عليه من إجراءات، وعليه فإنني أتناول ثلاث نقاط مختصرة في هذا الصدد:

أولا: إن اجتماعنا اليوم فُرصة لإعادة تقييم الوضع، والوقوف على مستجداته، وأقول من دونِ مبالغةٍ أو تهويل: إن الزخم الذي تحقق على الصعيد الدولي، بدايةً من التصويت برفض القرار الأمريكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 128 دولة، وليس انتهاء بالمواقف الدولية المختلفة وآخرها الموقف الأوروبي الإيجابي والمحمود كما عبرت عنه موجريني لدى لقائها الرئيس أبو مازن بالمجلس الوزاري الأوروبي في 22 الماضي، أقول إن هذا الزخم الدولي يُمثل أرضيةً يُمكن -بل ويتعين- البناء عليها، بتوسيع دائرة الدول الرافضة للقرار الأمريكي، والسعي إلى تطوير مواقف هذه الدول وحشدها لتأييد الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وتابع: أُشدد على أن عملنا في مواجهة هذا القرار الأمريكي الباطل، وحصار تباعته، والحد من آثاره السلبية هو عملٌ طويل الأمد، ويرتكز على إستراتيجية توظف نقاط القوة في الموقف العربي، وتوزع الأدوار بين الدول العربية على نحو يُفضي إلى الحصول على أكبر تأثير ممكن على مواقف الدول وعواصم القرار.. وقد تناولنا بعضًا من الأفكار والخطط  في هذا المجال خلال لقائنا في لجنة مُصغرة في عمّان في 6 يناير الماضي.. وأتطلع إلى الاستماع إلى المزيد من الأفكار والرؤى اليوم.

ثانيا: أحسبُ أننا نرصد جميعًا دلالات تؤشر على أن الأمر لا يتعلق بملف القدس وحده، وإنما بموقف الجانب الأمريكي من قضايا الوضع النهائي كافة، وبمدى التزامه من الأساس بحل الدولتين كصيغة لإنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقد تابعتنا، بمزيد من القلق والانزعاج، قرار الولايات المتحدة تخفيض مشاركتها السنوية في ميزانية الأونروا بمقدار 65 مليون دولار، علمًا بأن الحصة الأمريكية تُمثل ثُلث ميزانية الوكالة، ولا يخفى ما يُمثله هذا التوجه من تهديد لقضية اللاجئين، وهي واحدة من قضايا الحل النهائي الأساسية، فضلًا عما ينطوي عليه من تبعاتٍ سلبية لن تطال الدول المستقبلة للاجئين الفلسطينيين فحسب، وإنما ستنال من الاستقرار والأمن في الإقليم.

لهذا، رأينا أن نستمع اليوم إلى كلمة من السيد "بيير كرينبول" المفوض العام لـ "أونروا"، يشرح فيها الوضع المالي الدقيق للوكالة، ويطرح أمام السادة الوزراء بصورة واضحة تبعات هذا الأمر على أدائها لمهامها ومباشرتها لعملياتها.

وأكد أن ملف اللاجئين، مثله مثل ملف القدس، يُمثل قضيةً من قضايا الحل النهائي لا تقبل المصادرة أو التفتيت أو التصفية والمسئولية الأخلاقية العالمية عن مأساة اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 ثابتةٌ ولا مجال للتنصل منها أو التحلل من التزاماتها.

ثالثًا: التأكيد بأن الجهد العربي كله، سياسيًا كان أو مُجتمعيًا، رسميًا كان أو شعبيًا، موجه لغايةٍ أساسية هي مساندة الموقف الفلسطيني، ودعم القرار الفلسطيني، والشد على أيدي القيادة الفلسطينية التي نثق في قدرتها وحكمتها، ودقة إدراكها للمصالح الفلسطينية والعربية.. فضلًا عن إسناد الشعب الفلسطيني، وبخاصة المقدسيين، الذين لولاهم ولولا صمودهم ونضالهم اليومي، ما كان للعرب أو المسلمين وجودٌ في هذه البقعة المقدسة.

واختتم: إنه بقدر الوحدة في رؤيتنا والتنسيق في تحركاتنا.. يكون نجاحنا في التصدي لهذا التحدي الخطير الذي لا يواجه دولة عربية أو مجموعة من الدول، وإنما يضرب في القلب من كياننا الجامع، إذ يستهدفنا في هويتنا وديننا وتاريخنا وثقافتنا.. وهي أسمى ما يحوز شعب، وأثمن ما تملك أمة.
الجريدة الرسمية