رئيس التحرير
عصام كامل

طرق تلاعب شركات توزيع الأدوية بالأصناف المختفية من السوق.. الفاتورة المضروبة والبيع للصيدليات الوهمية والمغلقة.. و«الدراسات الدوائية»: تطبيق منظومة التتبع ومراجعة الفواتير يحل الأزمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتبع شركات التوزيع طرقا عديدة تتلاعب من خلالها بأصناف مختلفة من الأدوية التي تشهد نقصا في السوق، خاصة وقت الأزمات، مثل اختفاء أدوية علاج الشلل الرعاش، منها عقار السينمت، ونتيجة النقص الحاد الذي شهده السوق، تم توفير كميات قليلة من عقار بديل له، وهو الليفوكار، ويتم صرفه من خلال الكوتة، وصرف عبوات قليلة، وتحديدها بعبوة لكل مريض، وتصرف بروشتة وصورة بطاقة للمريض.


فواتير مضروبة
وقال الصيدلي علي عبدالله، مدير مركز الدراسات الدوائية، إن أحد مرضى الشلل الرعاش ذهب إلى إحدى صيدليات الشركة الموزعة للعقار لصرف عبوتين، إلا أنه حصل على فاتورة مدون عليها صرف 10 عبوات، وحصل على عبوتين فقط، متسائلا أين ذهبت الــ8 عبوات من العقار.

وتساءل عبدالله: كيف في الأزمة واختفاء العقار ووجود تعليمات بصرف عبوة أو عبوتين فقط لكل مريض، أن يسمح أن تخرج روشتة بها 10 عبوات، ومن المفترض وجود صرف محدود بعبوة واحدة للمريض، لافتا إلى أنه طالما تخرج فواتير بعشر عبوات، أي أنه يوجد كميات كبيرة من العقار في السوق، يمكن توزيعها على الصيدليات الأهلية.

ممارسة الاحتكار
وأشار لــــ"فيتو" إلى أن الصيدليات الأهلية لا يوجد بها الأدوية الناقصة بالسوق، وتتوفر في صيدليات الشركات الحكومية، بعد منح الصحة حق صرف الدواء لها؛ لمنع التلاعب والاحتكار من قبل الشركات الخاصة، إلا أن الشركات الحكومية أيضا تمارس هذا النوع من الاحتكار.

وأوضح أن المركز رصد بعض الفواتير التي تصدر من صيدليات شركات التوزيع بعبوات دواء مخالفة لما تم صرفه، وهي بذلك فعلت ما فعلته الشركات الخاصة، مضيفا أن أدوية البنسيلين التي شهدت نقصًا حادًا بالسوق لفترة، وبعد إعلان الصحة توفيرها في شركة توزيع واحدة؛ لإحكام الرقابة عليها- تم الترويج لها على صفحات فيس بوك والبيع بالسوق السوداء.

صيدليات مغلقة
وأكد عبدالله أن طرق التلاعب تتمثل في الفواتير المضروبة والبيع لصيدليات مغلقة، فضلا عن قيام مديرو القطاعات بشركات التوزيع بالمتاجرة بالسوق السوداء، فعند توفير 1000 صنف من أي عبوة دواء، يخرج منها 400 عبوة على صيدلية مغلقة، أو باسم صيدلية يقوم بتأجيرها ويبيعها بالسوق السوداء، أو يخرجون بأسماء مرضى وهميين من الباطن بطرق غير رسمية.

وأكد مدير مركز الدراسات الدوائية أن الحل الأسرع لإحكام تلك المسألة تطبيق نظام التتبع الدوائي وإحكام الرقابة على عمليات البيع والتوزيع والإنتاج ومتابعة ومراجعة الفواتير بجميع المحافظات.

الشركات الأجنبية
وقال الصيدلي وليد عبد القوي عضو مركز الدراسات الدوائية لـ"فيتو" إن الشركات العالمية تعلمت من الشركات المصرية طرق التهرب وتحقيق الأرباح، من خلال تحويل أرباحها بصفة مستمرة أولا بأول، إلى الخارج بالدولار، من خلال كتابة أسعار المواد الخام التي تشتريها بالفواتير بأسعار وهمية مبالغ فيها.

تخزين الأدوية
وأشار إلى أنه حتى الشركات المنتجة تخزن الأدوية المستوردة المهمة، وتفرج عنها عند قرب تحريك سعر الدولار؛ لتستفيد من فرق السعر، فضلا عن ضرب أكواد وهمية للصيدليات للتهرب من الضرائب، التي تحسب على مسحوبات الصيدليات، مشيرا إلى أن حجم البيع للأدوية في السوق، يقدر بـ180 مليار جنيه، بينما وفقا للسوق الرسمي، تقدر بـ40 مليار جنيه.
الجريدة الرسمية