رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي يفتتح مرحلة الإنتاج المبكر من مشروع حقل ظهر للغاز.. ويؤكد: لولا ترسيم الحدود مع قبرص لما اكتشفنا الحقل.. الدول لا تبنى بالكلام.. و«اللي عايز يلعب في مصر لازم يخلص مني أنا الأول»

فيتو

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، مرحلة الإنتاج المبكر من مشروع حقل "ظهر" للغاز، والذي يعد أكبر حقل غاز في مصر تم اكتشافه في البحر الأبيض المتوسط في عام 2015، من قبل شركة "إيني" الإيطالية.


وأكد الرئيس السيسي أن ترسيم الحدود البحرية مع قبرص واليونان أسهم في سرعة إنجاز مشروع حقل ظهر للغاز.

وقال الرئيس السيسي- خلال مراسم افتتاح حقل ظهر- إنه ما كان لنا إنجاز هذا الحقل دون ترسيم الحدود مع قبرص واليونان، لافتا إلى أن مستقبل الدول لا يبنى بالكلام ولكن بالمجهود والعمل بشرف الكلمة والمسئولية.

ترسيم الحدود
وتابع الرئيس قائلا: "إن ترسيم الحدود أتاح لنا أن نعرض على الشركات العالمية مناطق امتياز لاستكشاف الثروات".. أنا أوضح هذا الكلام للجميع الآن لأنه من الواضح أننا مش عارفين يعني إيه دولة، ده مصير 100 مليون يا جماعة".

وفيما يلي مداخلة الرئيس السيسي خلال افتتاح حقل ظهر - "أقول لكل الناس أن تخلي بالها لأنه ممكن أحد يقول لا داعي لتنفذ هذا المشروع، ولا داعي لأحد أن يقول كلاما يضر به بلده، فلو لم نقم بترسيم الحدود مع قبرص لما كانت تتاح لنا الفرصة لهذا المشروع العملاق، ويجب توضيح الأمور للمواطنين، أنه لو لم ننفذ الترسيم فلن تأتي الشركات معنا للعمل والبحث والتنقيب".

وقال: "إن العمل والاستكشاف في هذه المناطق له قواعد وقوانين دولية تحكم العمل في المياه العميقة المشتركة بيننا وبين الدول التي لها معنا حدود مشتركة، أن هذا الكلام ينطبق على كل الحدود البحرية سواء كان في البحر المتوسط أو البحر الأحمر".

وأضاف: "حين يتحدث أحد عن هذا الموضوع ويضيع علينا 100 مليار دولار فإنه بحديثه يمكن أن يضيع بلدا، وما أقوله الآن لا أقوله لنفسي فقط بل لكل مسئول مصري ولكل مواطن وأدعوه أرجوك قبل ما تتكلم أو تفكر في إجراء ما، أنظر إلى البلد وكيف سيعيش؟، وأقول إنه ما كان لنا أن نطرح الاستكشاف في هذه المنطقة، إلا إذا كنا قد انتهينا من ترسيم حدود".

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مداخلته: "أرغب في أن أوضح هذا الكلام لأن مستقبل الأمم والشعوب وحياتها لا يتم بالكلام فقط، نحن نحتاج لنتعلم كثيرا لمعرفة يعني إيه الدولة، أقول هذا الكلام لي ولغيري فكلنا نحتاج ذلك، لأنه من الواضح أننا لا نعلم ذلك".

مصير 100 مليون مواطن
"بعض الناس يتحدث في أمور ويتصدى لموضوعات لا علم له بها، ولكنه يتكلم دون عمل حساب لمصير 100 مليون مصري، وقد أحببت أن أوضح هذا الكلام تحديدا لأننا ما كنا شهدنا هذا اليوم إلا بعد قيامنا بترسيم الحدود الذي أتاح لنا أن نعمل مع شركات ونقول لها عندنا مناطق بحث واستكشاف وحين أتوا إلى مصر أكرمنا الله سبحانه وتعالى وحدث هذا الاكتشاف الذي سيضر علينا دخلا كبيرا".

وقال: "إن الأرقام المتوقعة من هذا الكشف حلم، فلا أحد يتصور أن البلاد تكبر بالكلام، ولكنها تتقدم بالعرق والجهد والمسئولية والأمانة والإخلاص والشرف، أي بشرف الكلمة والمسئولية، كلمة شرف ليست بالبسيطة ولكنها كلمة سيحاسبنا عليها الله سبحانه وتعالى الذي يعلم الشر وأخفى ولا أحد يستطيع خداعه سبحانه وتعالى".

وأضاف "أنا إنسان في ثانية أروح عند ربنا لكن البلد متروحش، عشان كده محدش يعبث بأمن مصر يا جماعة، وافهموا يا مصريين محدش ياخدكم في سكة ويضيع بلدكم وهو مش فاهم حاجة في الدنيا".

أرض الواقع
وقال: "قسما بالله أن ما ترونه الآن على أرض الواقع لم يكن ليتحقق أبدا بغير الاستقرار والأمن وثباتكم يا مصريين، من فضلكم لا أحد يأخذكم للضياع، هذا الحقل سينتج 60% من طاقة الكهرباء في مصر، "الدنيا مش بتشتغل لوحدها والدنيا بتشتغل لأن وراها دولة بتشتغل ووراها بلد بتعيش وناس مسئولة بتحافظ عليها ومحدش يتكلم على بلده ويبقى عايز يضيعها وينسى حقوق الـ100 مليون مصرى".

وقال: وهنا حذر بعبارات قوية، وتابع قائلا: "أي أحد يفكر في أن يلعب فيما يتعلق بأمن مصر واحنا موجودين فيها أنا أروح أموت الأول قبل ما حد يلعب في أمنها، ويضيع ال 100 مليون لازم أنا أكون مت الأول، اسمعوا اللي بقولكم عليه اللي عايز يلعب في مصر ويضيعها لازم يخلص مني أنا الأول، لأن أنا لن أسمح والله العظيم لن أسمح، أنا أروح بس الـ100 مليون يعيشوا، أروح بس الـ100 مليون يعيشوا".

7 سنوات
وحذر الرئيس السيسي من أن ما حدث منذ 7 سنوات لن يتكرر ثانية في مصر، قائلا: "إللى منجحش ساعتها هتنجحوه دلوقتي انتوا باين عليكم متعرفونيش صحيح، والله أمنك واستقرارك يا مصر ثمنه حياتي أنا وحياة الجيش، محدش يفكر يدخل معايا في الموضوع ده أنا مش سياسي بتاع الكلام أنا لم أتحدث أبدا بهذه الطريقة لكن الواضح إن الناس مش واخدة بالها احنا مش بنبي البلد بالكلام، البلد دي علشان ترجع كدة تاني ربنا وحده فقط الذي يعلم هي رجعت كدة إزاي".

تفويض جديد
وأضاف: "إن من يفكر في أن يقترب من مصر سأقول للمصريين انزلوا تاني لمنحي تفويضا أمام الأشرار، وهقول للمصريين تاني لو الأمر استمر على هذا النحو وفكر أحد أن يضر بمصر وأمنها سأطلب منكم تفويضا ثانيا لأنه ستكون هناك إجراءات أخرى ضد أي أحد يعتقد أنه من الممكن أن يعبث بأمنها ونحن موجودون.. أنا لا أخاف سوى من الله ولا أخاف إلا على مصر".

وتابع: "إن ما أورده المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية عما حدث في 2011 بشأن توقف الإنتاج وتناقص الاحتياطي مما اضطر الحكومة لاستيراد منتجات بترولية بقيمة 2. 1 مليار دولار شهريا، ولم تكن الناس واعية لكيفية سير هذه الأمور وإنفاق هذا المبلغ الكبير شهريا حتى يمكن لهم أن يجدوا الوقود اللازم لسياراتهم والبوتاجاز اللازم لبيوتهم، فضلا عن أننا لم نكن نبيع الوقود بثمنه الحقيقي بل نبيعه مدعوما لأنه ضروري لتحقيق الاستقرار والأمن".

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي :"لقد شرعنا في إنشاء أكاديمية يتم فيها تعلم معنى كلمة دولة ؛ حتى لا يكون هناك اليوم من يتصدى لشأن عام دون أن يكون قد حصل على القدر المناسب من المعرفة بمعنى هذه الكلمة..وبالمناسبة أنا أتعلم وأعلم نفسي معنى كلمة دولة منذ نحو 50 عاما وهي مسألة صعبة جدا..فهناك أناس يفتقدون للحد الأدنى من المعرفة الضرورية لمعنى الدولة ويتكلمون كثيرا ويتصدون لقضايا الشأن العام دون إدراك..وأرجو ممنا يتحدثون في الإعلام أن يكونوا متعلمين وواعين لهذه الأمور جيدا حتى لا يؤدي ذلك لإحداث أية هزة أو يغيب الحقيقة عن أبناء الشعب.

وتعقيبا على ما جاء في كلمة وزير البترول طارق الملا بشأن استعداد الوزارة لتزويد مليون و350 ألف وحدة سكنية بالغاز الطبيعي إذا ما توافر التمويل اللازم وهو 2.5 مليار جنيه .. وجه الرئيس السيسي ، رئيس الوزراء بضرورة العمل على تدبير هذا المبلغ بأسرع وقت ممكن والرجوع إليه في حالة وجود أية مشكلة في هذا الخصوص .

وعاود الرئيس الحديث عن موضوع ترسيم الحدود البحرية والذي كان ضروريا لتمكين مصر من حقل ظهر ولدوره في تحقيق الأمن الاستقرار المهم للمصريين .. قائلا : "نحن لا نريد أن نخوف الناس ولكن على الجميع وعلى الإعلام بشكل خاص أن يعي تماما أنه يتحدث عن دولة بكل ما في الكلمة من معنى وعليه أن يراعي وهو يتحدث عن فكرة أو مشروع تقوم الدوله بتنفيذه أن يعرض هذا الأمر بطريقة بسيطة يمكن إيصالها إلى رجل الشارع ببساطة ووضوح وإلا فسوف تصل إلى المواطن رسالة مغلوطة ومحبطة".

ونبه إلى أن التحدي الموجود ليس في مصر فقط بل في كل البلاد التي حدث بها عدم رضا الناس ، لأن أحدا لم يصف للناس توصيفا دقيقا لحقيقة وأسباب مشاكلها ، فالحقيقة تتطلب عملا وجهدا شاقين حتى يمكننا الخروج مما نحن فيه لنتجاوز هذه التحديات.

وتحدث الرئيس السيسي عن القوة السياسية الحقيقية التي ستكون مسئولة عن الدولة في مصر ، قائلا : "لابد لهذه القوة السياسية أن تكون قد أعدت وتعلمت معنى الدولة بشكل تام بحيث لا يمكن لشخص أن يتحدث على ميكروفون كلاما مرسلا من شأنه يمكن أن يضيع بلدا ، عندما تتكلم مع بلدك أو شعبك عبر وسيلة عامة يجب أن تكون حذرا وعليك أن تفكر مليا في كل كلمة تقولها حتى لا تتسبب في إحداث فتنة يمكن أن تؤدي إلى ضياع دولة بما يترتب على ذلك - لا قدر الله - من تكرار تجربة شعوب أخرى أصبح يتم تحديد مصيرها خارج بلادها ويكون مصيرها البحار ومعسكرات اللاجئين.

مصر وإيطاليا
وقال الرئيس السيسي اليوم الأربعاء: "إن مصر لن تنسى وقفة إيطاليا إلى جانبها خاصة بعد حادثة جوليو ريجيني"، مؤكدا أن هناك أطرافا عمدت إلى إفساد العلاقات بين البلدين.

وأضاف السيسي: "إن البعض كان يريد أن يفسد العلاقات بين مصر وإيطاليا لتتوقف علاقات المودة والمحبة بينهما نتيجة هذا الحادث، وحتى لا نصل لمثل هذا الاكتشاف الكبير".

وأكد الرئيس أن إيطاليا أقرب بلد لمصر في البحر المتوسط، معربا عن تعازيه باسم مصر لأسرة ريجيني كما أكد أن الدولة ستواصل العمل حتى يتم القبض على الجناة الذين ارتكبوا هذا الأمر وتقديمهم للعدالة لمحاسبتهم.

شركة إيني
ووجه الرئيس السيسي اليوم الأربعاء الشكر لشركة (إيني) الإيطالية العملاقة ولرئيسها كلاودي على ما قدموه لمصر في تنفيذ مشروع حقل (ظهر) للغاز الطبيعي، حيث إنهم كانوا على قدر المسئولية في تنفيذ وإنهاء المشروع في الوقت المحدد.

وقال السيسي: "لا بد أن أوجه الشكر والتقدير والاحترام لشركة إيني وللصديق العزيز كلاودي؛ لأنه تحمل معنا الكثير وأثبت أن العلاقات بين مصر وإيطاليا أقوى بكثير، كما أننا لم نطلب منه طلبا إلا كان هو وشركته قدر التحدي، وكل الالتزامات التي طلبت منه عملها بمنتهى الكفاءة وفي التوقيت المطلوب وهذا يعد تحديا ضخما جدا على مستوى هذا العمل كون التكنولوجيات المستخدمة متقدمة جدا وفيها أعمال كثيرة معقدة".

وأكد الرئيس أن شركة (إيني) العملاقة كانت على قدر المسئولية ونفذت وعدها معنا، قائلا: "إنني لم أشكره باسمي فقط ولكن أيضا باسم الشعب المصري".
الجريدة الرسمية