ابعدوا الدين عن الانتخابات!
مع احترامى لفضيلة مفتى الديار المصرية، فإننى لا أوافق أو أقبل بتلك الفتوى الصادرة عنه، والتي تحرم مقاطعة الانتخابات، رغم إدراكنا للدوافع الوطنية له في هذا الصدد، وأيضًا رغم أننى ارى دوما أن المقاطعة في الأغلب الأعم خلال العمل السياسي هي فعل سلبى يعبر عن ضعف.. فإن الانتخابات هي فعل أو عمل مدنى ودنيوية بحت اخترعته البلاد لتنظيم الوصول سلميا إلى الحكم وتداول السلطة سلميا، وبالتالى لا علاقة للمشاركة أو عدم المشاركة في الانتخابات بالدِّين وتعاليمه، رغم تلك التخريجات التي استندت عليها الفتوى.
ونحن إذا سمحنا لأنفسنا باستخدام الدين في حث الناخبين على المشاركة في الانتخابات، فإننا بذلك نحض الراغبين في مقاطعة الانتخابات على استخدام الدين أيضا لتبرير دعواتهم، خاصة وأنهم جاهزون لذلك. وسبق لهم أن استخدموا الدين في الانتخابات بشكل صارخ وفج، وهو الأمر الذي كنّا نشكو منه، لأنهم بذلك كانوا يغررون بالناخبين البسطاء، وبهذا الخداع تمكنوا مع وسائل أخرى من الوصول إلى السلطة، وأقاموا حكما فاشيا مستبدا.
هناك طرق وأساليب عديدة لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات لا علاقة لها بالدِّين يمكننا من استخدامها لجذب الناخبين إلى صناديق الانتخاب.. كما أن أصحاب الدعوة لمقاطعة الانتخابات سبق أن تبنوا دعوات من قبل مشابهة، ولم يكن لدعواتهم إلا القليل جدا من التأثير.
نحن نستهدف إقامة دولة ديمقراطية مدنية حديثة، ولذلك لا يجب أن نفعل أحيانا ما يتناقض مع ذلك.. اللهم قد بلغت
