رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 42


مع مراقبة ما حدث يوم 28 يناير 2011، شعُرت بعدوى وليس مجرد خصمي الأساسى يُحاول تدمير بلادي!! شعُرت بالإخوان أعداء الوطن وأي مواطن يعشق مصر، وفقاً لأدبياتهم وانتظرت يومها رد فعل النظام ضدهم، فلم يأت!! أصابني وقتها الخوف الشديد على مصر، لأنني كنت قد تنبأت بصعودهم للسلطة في 2009. فأي متابع ولو دون خبرة، كان على علم بذلك!!


لم يكن الأمر طبيعياً وفقاً للموروث المصري الذي لم يعرف ثورات حقيقية على مدى تاريخه الحديث!!

ولكن هذا الحديث أصبح الآن تحت المِجهر والأغلبية تتكلم عنه، ولذا أكتب ولو من بدايات الحدث، مُساهماً مع من هم أعلم مني، للكشف عن تلك المأساة التي تعرضت لها مصر!!

إلا أننا علينا أن نعترف، بأن تلك النكسة وكما كان لها سلبياتها الكثيرة، كان لها إيجابياتها أيضاً!!

فلأول مرة منذ زمن طويل للغاية وربما منذ هزيمة يونيو 1967، نقف كمصريين أمام مرآة كاشفة لعيوبنا الفجة. إلا أن نكسة يناير 2011 أسوأ بكثير من نكسة يونيو. فنكسة يناير صدرت لنا عدو يحيا بيننا وليس مجرد عدو خارجي. عدونا يتعاون مع الخارج لمصالح غير مصرية، بينما خدع الناس لسنوات مُتاجراً بالدين وهو أبعد ما يكون عنه!!

كما أن العيب تجسد فيمن يحلمون وأرجلهم غير ثابتة على الأرض المصرية. فلا علم لديهم بتاريخ مصر ولا علم لديهم بحاضرها وما مرت به خلال العقد الأخير ومنذ الحادث الأليم بالولايات المتحدة الأمريكية يوم 11 سبتمبر 2011، والذي وضع المنطقة في مواجهة مع الإدارات الأمريكية المُتعاقبة والتي تريد السيطرة على الشرق الأوسط من أجل إعلاء قدرات إسرائيل، وبناء الشرق الأوسط الجديد من أجل هيمنتها عليه!!

لم يكن لديهم العلم بأن ما يحدث فيما أُطلق عليه "ربيعاً عربياً" هو استكمال لما بدأ بالحرب على العراق. فهو مشروع متكامل للقضاء على جيوش المنطقة من أجل إعلاء أمن إسرائيل. ولن ينال أحد في النهاية ما يحلُم به من أي شيء، سواء حكم الإخوان أو عادوا إلى السجون، إلا لو سُلمت البلاد لمن هو قادر على حمايتها حقاً!!

ففي النهاية، لن يستطيع حكم مصر، إلا من يمتلك علاقات "ممتازة" بالمنظومة الأمنية المصرية وتحديداً في هذه الأوقات العصيبة، وهذا لا يتوفر في أي شخص ممن كانوا بميدان التحرير فيما عُرف إعلامياً "بثورة 25 يناير" بينما هي نكسة مُدبرة من الخارج!!

إلا أن هناك مدنيين كانوا على علم بكل ما يحدث وما سيؤدي إليه الحدث منذ اللحظة الأولى، وهؤلاء خونة دونما أي تردد في هذا القول!! وهم على علاقة جيدة بالإخوان. وبالتأكيد يعرف الكثيرون اليوم أن حركة 6 إبريل وصفحة خالد سعيد على فيس بوك، كان يتم إدارتهما من البداية من قبل الإخوان. وبالتالي، فإن من دعى من اليوم الأول للنكسة المصرية كان من الإخوان ولم تُسرق أي ثورات بالأساس من أي شخص، بل إنها "إخوانية" من أول يوم لها بواجهة مدنية ساهمت في الخداع الإخواني، دون علم من أغلب من كان فيها!!

ورغم أن من أهم الإيجابيات لما حدث هو "بعث الانتماء الوطني" لمصر، فإن هناك من صدقوا أن تلك النكسة كانت "ثورة"، وأصبحت بالنسبة لهم أهم من مصر كلها، فرفضوا الاعتراف بكل ما يتكشف من حقائق، مُفضلين "الحلم الضائع" على مصر!!
ولكن لن تسقط مصر!!
وللحديث بقية..
والله أكبر والعزة لبلادي
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية.
الجريدة الرسمية