رئيس التحرير
عصام كامل

على هامش أكبر حدث ثقافي .. بطولة «بلاي ستيشن» لرواد معرض الكتاب (صور)

فيتو

في "ركن بعيد هادئ" بالدور الثاني من مبنى الصندوق الاجتماعى بمعرض الكتاب.. يجلس محمد إبراهيم ذو الـ 12 عامًا على كرسى ملون مريح، عيناه يملؤها تركيز شديد، ووجهه ثابت في اتجاه شاشة تليفزيونية يجلس أمامها.. وفى يديه ذراع البلاي ستيشن، جسده يتحرك لا إراديًا متفاعلًا مع أحداث المباراة التي انخرط فيها وانغمس في أحداثها حتى النخاع، أما عقله فيحلم بالفوز على منافسيه لكى يحقق حلم السفر إلى الإمارات.


جناح الاتحاد وجهة لعشاق البلاي ستيشن

منذ أن دله والده الذي يعمل سائقًا على أحد المسئولين بالهيئة العامة للكتاب على جناح الاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية بالمعرض، وحينما علم بتفاصيل بطولة البلاي ستيشن التي ينظمها الاتحاد في لعبة "فيفا 2018".. وأصبح حلم تخطى مرحلة التصفيات اليومية والوصول إلى النهائى يراوده.. ولم لا؟ فهو يثق في خبرته التي تتخطى العامين في لعب البلاي ستيشن، والتي يمكنها أن تشفع له أمام فطاحل اللعبة الذين سيأتون بلا شك إلى جناح الاتحاد في المعرض لاستعراض مهاراتهم في إطار هذه البطولة الفريدة من نوعها، والتي تم تنظيمها على هامش معرض الكتاب.

فيفا 2018.. اللعبة الرسمية للبطولة

لم يكن محمد الوحيد الذي راوده حلم السفر إلى الإمارات بمجرد أن خطت أقدامه جناح اتحاد الألعاب الإلكترونية في معرض الكتاب، فها هو محمد السيد، الذي يبلغ من العمر 14 عامًا، راوده الحلم ذاته، لذا لم يفكر كثيرًا في أمر الاشتراك في البطولة حينما وجد الجناح صدفة، ودخل مباشرة في المنافسة، معتمدًا على ما يملكه من خبرة في "فيفا"، فهو يلعب منذ أن كان في الثامنة من عمره، ويتمنى من كل قلبه أن يحالفه الحظ، وأن يكون من الفائزين في لعبته التي يعشقها.

حلم الفوز يراود كل مشترك

الجناح لا يخلو من الزوار.. رجال وأطفال وشباب وبنات.. من عشاق الـ "فيفا".. فالفكرة تلقى استحسانًا من كل الذين قادهم القدر أو دلتهم الصدف أو حتى قصدوا هذا المكان عمدًا.. ففكرة استغلال اللعب والترفيه في إطار بطولة أمر غير معتاد على المصريين.. فقد كان الجميع يتعامل من قبل مع البلاي ستشين باعتباره مجرد لعبة يحبونها، والأهالي عادة ما يعتبرونه "صداعًا" بلا فائدة.. والزوجات يكرهونه "عمى"؛ لأنه يبعد عنهم أزواجهم.. ولكن الـ"فيفا" في معرض الكتاب وبفضل الاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية اكتسبت بُعدًا آخر.
الدكتور هيثم الحاج علي.. رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب يلعب البلاي ستيشن في جناح الاتحاد

لطالما اعترضت والدة الطفل محمد أيمن على الساعات التي يقضيها صغيرها مسحورًا أمام شاشة التليفزيون وهو يلعب البلاي ستيشن، ولكنها لا تملك منعه عنه لأنه يعشق اللعبة.. ومع انطلاق معرض الكتاب.. أخذته كعادتها للتجول في قاعات وأروقة المعرض.. فوجدت هذا الجناح المميز الذي جذب صغيرها ليشترك في البطولة.. "أنا عارفة إنه بيحب البلاي ستيشن وطول الوقت بيلعب في البيت.. لما لقيت الجناح وعرفت أنه هيلعب في بطولة مع ناس لقيت إن الفكرة حلوة وتنظيمها وتنفيذها أحلى واشتركت ليه.. وأتمنى أن البطولة دى تكون موجودة كل سنة".

التعليق: والدة محمد أيمن: الفكرة حلوة وتنظيمها وتنفيذها أحلى

أما الصغير، محمد، الذي بدأ لعب البلاي ستيشن منذ عامين، فلمح في ثوانٍ الشاشات التي تعتليها لعبة الـ«فيفا».. وكأنه وجد ضالته، فاتخذ مكانه وأكمل اشتراكه ودخل في المنافسة بفريقه المفضل ريـال مدريد، واثقًا في قدرات كريستيانو رنالدو، وفى قلبه الصغير أملًا في الفوز "لو كسبت هفرح جدًا وهجيب لماما هدية لأنها هي اللى اشتركت ليا في البطولة".

التعليق: محمد: لو كسبت هفرح وهجيب لماما هدية لأنها اشتركت ليا

"أنا سمعت عن الفكرة دى بره.. وأول مرة أشوفها في مصر.. أنا بلعب من صغري.. و"ليفربول" هو اللى هيكسبني"، كلمات قالها أحمد رفعت، طالب هندسة الزقازيق، الذي أشاد بما يقدمه الاتحاد من فكرة يراها مبتكرة، واشترك معه في الرأى نادر محمد الغنام طالب الحاسبات والمعلومات ذو الـ 20 عاما، والذي يرى في هذه البطولة مراعاة لاهتمامات الجيل الجديد.

 نادر الغنام: البطولة بتراعى اهتمامات الجيل الجديد

وفى أحد أركان الجناح يجلس، عمرو الشوربجي، المدير الفنى للبطولة، الذي يبذل جهدًا كبيرًا يوميًا مع فريق مصاحب له للتعريف بالاتحاد ولشرح تفاصيل البطولة للزوار من الكبار للصغار، ويحكى عن تفاصيلها "الاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية تم إنشاؤه عام 2017، وهو اتحاد نوعى من وزارة الشباب والرياضة ومهتم بكل الألعاب الإلكترونية Wii وXboxو Play Station، ودى بطولة بينظمها الاتحاد للبلاي ستيشن فقط ولعبة الـ«فيفا» بس، وهى بطولة مؤهلة لبطولة الإمارات العربية وجوائزها تصل إلى 125 ألف درهم اماراتي".

عمرو الشوربجي وفريق جناح الاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية

"في المسابقة دى بيتنافس الزوار يوميًا من وقت انطلاق البطولة ولحد آخر يوم في المعرض.. وكل يوم هيتم تصفية المشتركين لـ 3 فائزين.. وفى آخر يوم هيبقوا 32 فائزا.. هيدخلوا في تصفية جديدة مع 9 فائزين من بطولة الأندية و9 فائزين من بطولة القرن.. في الآخر 3 هيكسبوا وهيتأهلوا لبطولة الإمارات"، يستكمل عمرو الذي يوضح تفاصيل الاشتراك "البطولة مالهاش شروط.. أي حد في أي سن ممكن يلعب.. بس يملى أبليكيشن ويدفع اشتراك رمزى 20 جنيها".

الاشتراك في البطولة متاح للجميع

يؤكد عمرو الشوربجي أن سر اقتصار البطولة على "فيفا" فقط أن "الكورة" تسري في دم كل إنسان، وكما أنها سر تجمع الكثيرين حولها لمتابعة مباريتها على شاشات التليفزيون وفى النوادى فإنها حتى في صالات البلاي ستيشن سر تجمع الأصدقاء الذين يلتفون حول الجهاز للعبها.

كرة القدم تسري في دم المصريين.. لعبة ورياضة

وعن السبب الذي دفع الاتحاد للاشتراك في معرض الكتاب هذا العام، أكد عمرو أن التعريف بالاتحاد ودوره كان على رأس قائمة الدوافع، بالإضافة إلى توضيح إجراءات الاشتراك في عضوية الاتحاد بالنسبة للأفراد وللشركات والفائدة التي ستعود من هذه العضوية، ويستكمل عمرو "الاتحاد كمان بيسعى إنه يعرف جمهور المعرض إن الألعاب الإلكترونية مش تفاهة زى ما ناس كتير بتبقي شايفة.. لأ دى ممكن يبقى ليها أبعاد ثقافية وذهنية وبيها كمان هنمثل اسم مصر في الإمارات".

عمرو الشوربجي: البلاي ستيشن له أبعاد ثقافية.. وبه سنمثل اسم مصر في الإمارات.
الجريدة الرسمية