رئيس التحرير
عصام كامل

جاسوسيات إسرائيل من أصل عربي.. شولا كوهين «أخطر امرأة في الشرق الأوسط».. و«رندا» كلمة السر في حياة «إيلي كوهين».. الحب سبب تمرد «أمينة».. و«كاميليا» ض

فيتو


تكاد تكون دولة الاحتلال الوحيدة في العالم التي تستغل النساء أسوأ استغلال من أجل تحقيق أغراض الكيان الصهيوني، وإسرائيل لها باع طويل منذ نشأتها في توظيف النساء في أغراض دنيئة ولم تعتمد فقط على النساء الإسرائيليات بل يدها طالت بعض العربيات اللواتي وقعن في وحل الجاسوسية الصهيونية أو حتى من كن يحملن جنسيات عربية ويدين باليهودية.


شولا كوهين



تأتي على رأس القائمة «شولا كوهين» التي صُنفت كأخطر جاسوسة عرفتها منطقة الشرق الأوسط، وكانت ملقبة بلؤلؤة الموساد الإسرائيلي لعملها لسنوات في لبنان كجاسوسة لهذا الجهاز.

ولم تكن «شولا» جاسوسة عادية، فهي تمكنت في خلال عملها من الوصول إلى مراكز القرار ونسج علاقات مع شخصيات سياسية وأمنية بينها وزراء ونواب إلى أن تم كشف أمرها وسجنها ثم سلمت إلى إسرائيل بعد حرب 1967 في إطار عملية تبادل اعتبرت الأولى من نوعها قطعا بين البلدين.

شولا كوهين هي يهودية كانت تحمل الجنسية اللبنانية، تزوجت تاجرًا يهوديا لبنانيا ثريًا هو جوزف كوهين والذي كان يعمل في أحد أقدم أسواق بيروت العتيقة، وقد سكنا وادي أبو جميل أو ما كان يعرف بحي اليهود.

وصفتها الكثير من الروايات المحكية عنها جميلة، سمراء، ذكية، محدثة وتعرف كيف تنسج العلاقات، وكشف أمرها بمحض صدفة وبعد سنوات عدة على عملها كجاسوسة، بعد أن باشرت الدولة اللبنانية التحقيق في عملية تزوير طوابع بريدية، فتوصلت التحقيقات إلى اسم اللبناني محمود عوض، ووضع عوض تحت المراقبة، فتبين أن له صلات متكررة بسيدة من سكان وادي أبو جميل تدعى شولا كوهين.

وضعت الأجهزة الأمنية هاتف شولا تحت المراقبة فتبين أن اتصالات عوض معها مشفرة مما أثار المزيد من الشكوك، ثم طورت أجهزة المراقبة بأن وضعت جهاز تنصت في المنزل العلوي لمنزلها لتسجيل ما كان يدور من أحاديث بحضور شخصيات سياسية رفيعة، وبعد أسابيع من المراقبة، داهمت القوى الأمنية منزلها في صيف عام 1961 وألقت القبض عليها وصادرت جهاز إرسال مشفر كان صلة وصلها مع الموساد الإسرائيلي.

راندا



«رندا» اسم لم يسمع عنه كثيرون رغم أنها كانت حبيبة أشهر جاسوس في العالم العربي، إيلي كوهين، وهى التي ساعدته في الحصول على معلومات مهمة حين وصوله من إسرائيل قادمًا من مصر في عام 1962.

«إيلي» الذي كان مرشّحًا لأن يكون وزيرًا للدفاع السوري في عهد الرئيس أمين الحافظ بعدما انتحل لسنواتٍ شخصيّة رجل أعمالٍ ثري يُدعى أمين ثابت، وفي الواقع لم يكن سوى جاسوس عمل ضد بلده مصر، ثم تدرب في إسرائيل وتجسس على الجيش السوري قبل القبض عليه وإعدامه في ساحة المرجة بدمشق في العام 1965.

وكان «كوهين» متزوّجًا وعائلته تقيم داخل إسرائيل حين تعرّف على فتاةٍ دمشقيّة تُدعى «رندا»، لم يستطع أحد بعد ذلك معرفة كامل اسمها الحقيقي أو مكان تواجدها بعد تواريها عن الأنظار لحظة وقوعه في شرك المخابرات.

أني موشيه



وشملت القائمة «أني موشيه» المولودة لأسرة أردنية شركسية مسلمة محافظة ذات مركز اجتماعى مرموق، وبدأت القصة بحبها لشاب فلسطيني الأصل أثناء مرحلة الثانوية لكنه سرعان ما تركها وأحب غيرها لأنها كانت تسخر من تقاليد الشرق وقيوده، وكان هذا الفراق بمثابة ضربة قاضية لها حيث صدمها الموقف فكادت أن تخفق في دراستها الثانوية لذا سافرت إلى النمسا لاستكمال دراستها والتحقت بجامعة فيينا بقسم الطب النفسى، وهناك تعرفت على طالبة نمساوية شاذة ذات خبرة كبيرة بالحياة الأوروبية والحرية اللا نهائية التي كانت تحلم بها أمينة.

وتعرفت في النمسا على «سارة بيراد» اليهودية ووقعت في حب أخيها «موشي» الذي ابتاع لها شهادة دكتوراه في علم النفس المرضي وعادت إلى الأردن واستأجرت مستشفى حكوميًا وبعد 6 أشهر تم إقفال المستشفى لوجود تجاوزات وتشكيك في شهادتها.

بعد ذلك تعرفت على شاب يهودي ولأجله اعتنقت اليهودية وغيرت اسمها من أمينة إلى «آني موشي» وتزوجته وطلبت منه العودة إلى إسرائيل والعمل في الجيش وهكذا أصبحت جندية عربية في الجيش اليهودي وأعطت اليهود كل ما تعرفه عن الأردن وعن أهلها وعن الشركس.

وفي طلعة جوية لزوجها على الجولان أسقط الجيش السوري طائرته وأعلن مقتله وأقسمت أن تنتقم من العرب جميعًا وأدخلت دورات جاسوسية عالية المستوى ثم أرسلت لبيروت تجمع المعلومات حول المخيمات والفرقاء الفلسطينيين ورصد تحركات رجال فتح وكانت ترسل لإسرائيل كل المعلومات.

الفنانة كاميليا



وكانت الأشهر في هذا المجال «كاميليا»، الفنانة الاستعراضية التي لمع نجمها في فترة منتصف الأربعينات، ووصفها الكاتب حنفي المحلاوي في كتابه فنانات في الشارع السياسي بأنها عميلة من الدرجة الممتازة للمخابرات الإسرائيلية، ولم يكن ارتباطها بالموساد عاطفيا ولكن باعتبارها يهودية، وقد لعبت دورا خطيرا منذ عام 1948 حتى 1950، ولو امتد بها العمر لهاجرت إلى إسرائيل كما أشارت أكثر من رواية.

واستغلت كاميليا علاقتها بالملك فاروق، وكانت تمد إسرائيل بالأسرار التي كان يبوح بها فاروق وحينما اتهمتها الصحافة بالتجسس لصالح إسرائيل، أعلنت أنها لم تسافر لإسرائيل أو القدس، وقامت بجمع تبرعات للجيش المصري المحارب في فلسطين.

سحر إبراهيم



ولدت بقرية بشبين الكوم بالمنوفية، وكانت تعمل بجريدة إقليمية مغمورة تحمل اسم المحافظة التي تقيم بها، وتم القبض عليها في فبراير 2014 وقد اعترفت أنها كانت تعمل لصالح المخابرات الإيطالية ولم تكن تعرف أنها تعمل لحساب الموساد الإسرائيلي وكانت تتلقى تكليفات برصد المشروعات التي يمتلكها الجيش المصري من أندية، وفنادق، ومصانع حربية، ومشاريع.
الجريدة الرسمية