البحث عن منقذ
حسنا فعلت الجهات المختصة عندما قررت حظر النشر في قضية الفريق سامى عنان، خاصة وأن النشر كان من شأنه تناول تفاصيل لا يجب تناولها، غير أنه وبعد القبض عليه لاح في الأفق أزمة حقيقية لم يكن بطلها عنان، فالسيد عنان لم يكن ليحصل على أكثر من صوته وربما فقد أصوات أسرته، ومع ذلك فقد كان له أهم دور في العرض -دور المنقذ- الأزمة أن مخرج المشهد السياسي فوجئ بأنه وحده في البلاتوه، لم يجد حوله ممثلين، ولا إضاءة، ولا مهندسى ديكور، ولا كاتب سيناريو.. خلا الموقع تماما من أدوات إنتاج فيلم يبدو أمام العامة شبه منطقي.
لم ييأس الرجل.. وبنفس الأدوات بحث في دفاتره القديمة فوجد أحزابا مشوهة بعد العديد من عمليات الإخصاء السياسي لها.. قلب أوراقه.. اتصل ببعضها وتواصل مع آخرين بحثا عن رواية يقدمها في موسم المناسبة.. يبدو أن صقيع الطقس أخفى الناس.. تمادى الرجال في إمعان التخفي.. المسرح خال تماما من الرواد.. لا جمهور ولا ممثلين ولا رواية!!
وحذرت كتيبة المدمرين، الذين يتصورون أنهم يدافعون عن تجربة السيسي، من التورط في عمليات تصفية معنوية لكل من يعلن نفسه مرشحًا، وحذرت أيضًا من خلو الساحة ومن عدم الاستفادة من تجربة التعددية في واحدة من أهم ملامح الممارسة الديمقراطية في البلاد، غير أن تحذيراتى ذهبت أدراج الرياح، وبدأ السادة أصحاب الرؤى الضيقة في ممارسة هواية قديمة للغاية في عصر لم يعد تصلح فيه هذه الأدوات العفنة.
عدد من هواة التصفية فاجأنا بالنداء على الأحزاب السياسية، وكان الاختيار على حزب الوفد الذي أعلن من قبل تأييده للسيسي مرشحًا وبدأ إطلاق «تويتات وبوستات» على صفحات التواصل الاجتماعى تسأل أين حزب الوفد؟ هذه الحملة الساذجة لم تنطل على شباب الوفد، وأكدوا بشجاعة تأييدهم للسيسي رئيسًا ورفضوا الالتفاف على موقفهم الثابت، وهكذا خلت الساحة ووجدنا أنفسنا في موقف صعب بعد أن رفض شباب حزب الوفد تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية القادمة.
وخلت الساحة إلا من مرشح وحيد لتنتقل المعركة إلى فكرة الانفراد بالمشاركة وحصوله على ٥٪ من أصوات الناخبين.. في ذات المكان ويوم أن أعلن الفريق أحمد شفيق عن نيته في الترشح كتبت أننا يجب أن نساهم في التجربة الديمقراطية بتشجيع هذا المنحى بعيدًا عن رؤيتنا لكونه يصلح للمرحلة من عدمه.
ليس بعيدًا أن يحاول البعض تصوير الأمر على أن ذلك نوعٌ من الاصطفاف الوطنى حول شخصية الزعيم دون حسابات للصورة العامة في الداخل المصرى قبل الخارج ومنحنا أعداءنا سيفًا للطعن فينا؛ بسبب رداءة الإخراج، والهواة الذين يحيطون بالممارسة السياسية في البلاد.. أقول ودون مبالغة منى إن تجربتنا في ٣٠ يونيو لا تستحق منا كل هذا الهوان.
فكان لا بد من نداء واستغاثة ورجاء.. على كل من يرى في نفسه مجرد هاوٍ أو غاوٍ أو حتى له ظل يظهر على العامة، أن يتقدم إلينا لأداء دور البطولة.. الفرصة متاحة لمن لا تتوفر فيه أي شروط سوى شرط واحد «أن يجيد التعامل مع الملقن»!
وأخيرا تم المطلوب!
ليس بعيدًا أن يحاول البعض تصوير الأمر على أن ذلك نوعٌ من الاصطفاف الوطنى حول شخصية الزعيم دون حسابات للصورة العامة في الداخل المصرى قبل الخارج ومنحنا أعداءنا سيفًا للطعن فينا؛ بسبب رداءة الإخراج، والهواة الذين يحيطون بالممارسة السياسية في البلاد.. أقول ودون مبالغة منى إن تجربتنا في ٣٠ يونيو لا تستحق منا كل هذا الهوان.
فكان لا بد من نداء واستغاثة ورجاء.. على كل من يرى في نفسه مجرد هاوٍ أو غاوٍ أو حتى له ظل يظهر على العامة، أن يتقدم إلينا لأداء دور البطولة.. الفرصة متاحة لمن لا تتوفر فيه أي شروط سوى شرط واحد «أن يجيد التعامل مع الملقن»!
وأخيرا تم المطلوب!