رئيس التحرير
عصام كامل

مصر اللي مش عجبانا!


بعيدا عن الإعلانات المدفوعة للشحاذة لمستشفيات مصر، وبعيدا عن برامج الطبخ على القنوات المصرية والتي أصبحت برامج للشحاتة والتسول أيضا، وبعيدا عن استجداء بعض المذيعين لرجال الأعمال، واستخفاف آخرين بمشكلات المصريين إن لم يكن عدم الاكتراث بها، فما زالت مصر فيها حاجات حلوة.


فبالأمس تحديدا هالني هذا الحب المصري الذي يتباكى عليه بعض إعلاميينا على الفضائيات وأخلاقيات المصريين التي تغيرت كثيرا وأسلوب اللا مبالاة الذي بات سمة من سماتهم بحسب رأي بعض السادة الإعلاميين ولا مجال لذكرهم، حيث حدثت أمامي العديد من المواقف التي تثبت اصل هذا الشعب وعراقته بل وحتى تدينه الذي صاروا يدعون أنه تدين شكلي.

فبالأمس وأثناء ركوبي المترو دار الحديث بين بعض الراكبين حول كنوز مصر المنسية، وكالعادة سخر بعض الشباب من هذه الكلمة وراحوا يطلقون الضحكات، ومنهم من راح يتندر على ما وصل إليه حالنا، وحينها تعصب أحد الرجال من كبار سنة وراح يعلق على كلام هؤلاء الشباب: إيه هو أنتم حتعارضوا كلام ربنا؟!

ولأننا شعب لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم، فقد راح هؤلاء الشباب يستغربون هذه المقولة، إلا أن الرجل فأجاهم بما رواه القرآن على لسان سيدنا يوسف عليه السلام " قال اجعلني على خزائن الأرض"، حينها صمت الجميع ولم تنبس لهم شفاه.

موقف آخر حدث مع إحدي السيدات القبطيات المحترمات، التي رأت شيخا أزهريا يرتدي جلباب الأزهر فهمت بالوقوف لتجلسه مكانها تقديرا له ولعلمه، بعيدا عن المشاهد السينمائية التي تزدري كثيرا رجال الدين، وهو الموقف الذي يكشف عظمة هذا الشعب!

موقف آخر استرعي انتباهي، حيث رأى بعض هؤلاء الشباب صغير السن (قليل الأدب عديم التربية بحسب البعض أيضا) بمساعدة سيدة دخلت العرب لتبتاع شيئا إلا أنها لم تستطع الحركة، حينها قام هؤلاء تطوعا بمساعدتهم من خلال بيع أغراضها ولم يكتفوا بذلك بل إن بعضهم كاد أن يقرضها بعض أمواله القليلة، فهل بعد ذلك ما زالت مصر مش عجبانا!
الجريدة الرسمية