«بن شيخ»: مصر تفقد ملايين الدولارات سنويا من عدم وجود هيئة لحقوق المؤلف
قال الدكتور سامي بن شيخ الحسين المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف، إن الجزائر تحتفل هذا العام بمرور 45 عاما على إنشاء الديوان الوطني لحقوق المؤلف.
وأضاف أن هذه الهيئة الوطنية حققت هذا العام 52 مليون دولار، وضبطت في 2016 مليوني قرص مدمج مزور، موضحا أن بدون الابتكار لا يتطور المجتمع، ولابد أن يكون لدى أصحاب الإبداع حماية وحقوق لملكيتهم الفكرية.
وأكد "بن شيخ"، أن الكتاب في الجزائر محمي بصفة رسمية وأكيدة، و بينما يكون نشر الكتاب هو مسئولية مشتركة بين المؤلف والناشر، تتمثل مهمة الديوان الوطني في حفظ الحقوق الفكرية للمؤلف والناشر، وضمان عدم النسخ بشكل غير رسمي، مشيرا إلى أن مصر لها أموال في الديوان مقابل حقوق فكرية لبعض المبدعين المصريين.
وأضاف أن مصر هي أكبر بلد عربي لديه موروث ثقافي وفكري، والحفاظ على هذا الإنتاج والملكية الفكرية يعد قضية اقتصادية من الطراز الأول.
وتابع:" في حين أن الديوان الجزائري حصل هذا العام على 52 مليون دولار؛ فإن مصر قادرة على تحصيل أضعاف أضعاف هذا المبلغ لو أن لديها هيئة مثل الديوان الوطني لحقوق المؤلف".
ومن جانبه علق الفقيه الدستوري الدكتور محمد نور فرحات أستاذ فلسفة القانون وتاريخه بكلية الحقوق جامعة الزقازيق على تصريح "بن شيخ"، وقال : " الواضح أن البرلمان له مسئوليات كثيرة وآخرها تطبيق ما جاء في الدستور المصري، فحقوق الملكية الفكرية منصوص عليها في الدستور ولكن ليست مُفعلة على أرض الواقع".
وأضاف أن الملكية الفكرية هي حق للفرد المبدع وللمجتمع، وهي منظومة معقدة ذات أبعاد دولية وقومية، مشيرا إلى أنه يتذكر أنه فوجئ ببعض كتاباته في معرض دمشق الدولي للكتاب دون أن يعلم، وأكد أن التجاوز في هذا الوضع من انتهاك الحقوق الفكرية يحتم وجود تكتل من المبدعين ينوب عنهم بالمطالبة بحقوقهم.
وأوضح أن المؤسسات المطالبة بحق المؤلف من الممكن أن تكون بأحد شكلين، الشكل الأول أن يكونوا وكلاء قانونيين لرصد المخالفات والمطالبة بالحقوق القانونية، وهذه المؤسسات موجودة بقوة في دول المغرب العربي ولاسيما الجزائر.
وأضاف أننا نعيش عصر المعرفة، فهناك دول لا تنتج إلا المعرفة، فإذا لم ندخل في عالم المعرفة لن نتطور مهما أنشأنا مهرجانات، ولابد أن تقتنع الدولة بذلك ولنا في دول المغرب العربي أسوة في ذلك ولاسيما في الجزائر.
واقترح "فرحات" أن حماية الملكية الفكرية والمطالبة بالحقوق المالية للمبدعين يكون بأحد وسيلتين، أولهما تكوين جمعية أهلية ولكنه أشار إلى أنها ستكون ضعيفة، إذ يتحتم على من يريد حقه القانوني أن يذهب للشهر العقاري لكي يسترجع حقه الضائع، والحل الثاني وهو الحل الأكثر واقعية يتمثل في إنشاء ديوان أو هيئة وطنية لرصد الحقوق الفكرية تأخذ نسبة لا تتعدى واحد في الألف لرصد انتهاكات حقوق الملكية الفكرية.
وأعرب الفقيه الدستوري، عن استعداده للمشاركة في هذه الهيئة بخبرته القانونية والدستورية.
جاء هذا في ندوة «الملكية الفكرية.. ظاهرة القرصنة» والتي شارك فيها الدكتور سامي بن شيخ الحسين المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف، والفقيه الدستوري الدكتور محمد نور فرحات، وإدارة الدكتور جمال فوعالي، ضمن فعاليات قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب والتي تحل جمهورية الجزائر ضيف شرفه، والكاتب الروائي الراحل عبد الرحمن الشرقاوي شخصية المعرض في دورته التاسعة والأربعين.