طارق شوقي: ٢٠١٨ يشهد انطلاق نظام تعليمي جديد
قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إن عام 2018 سيشهد انطلاق نظام تعليمي جديد، ومتوقع أن ينطلق في سبتمبر المقبل، ويبدأ من مرحلة رياض الأطفال لا سيما أنها الاستثمار الأكبر، مشيرًا إلى أنه يقوم على أساس "الفكرة"، حيث المتعلم والمتدرب القادر على التفكير.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، لمناقشة دور وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في تطبيق معايير حقوق الإنسان في ضوء توصية مجلس الوزراء في اجتماعه الذي عقد بتاريخ 15 نوفمبر 2017 بإنشاء وحدة لحقوق الإنسان بكل وزارة ومحافظة، وكذلك دور الوزارة في نشر ثقافة حقوق الإنسان في مرحلة التعليم قبل الجامعي.
واستعرض شوقي، الملامح الكاملة للنظام التعليمي الجديد، الذي سيبدأ من مراحل رياض الأطفال، ومن المتوقع أن ينطلق في سبتمبر 2018، مشيرًا إلى أن البناء المعماري للمناهج به سيختلف كثيرًا، ففي المرحلة الابتدائية لن يكون هناك مواد عملية كما هو الوضع الحالي، إنما "موضوعات" تكون أشبه بالرحلة متعددة الفوائد ويضطلع الطالب من خلالها على معلومات مختلفة في مجالات شتى، ضاربًا مثلا أن بموضوع عن البحر، حيث سيقف خلاله الطالب على تركيبة المياه وهي شق كيميائي، وكذلك الموج وهو الشق الفيزيائي، والوقوف على الكائنات البحرية حيث الأحياء.
قال وزير التربية والتعليم، إن هذا الأمر سيستمر على مدار 6 سنوات، وسيتم تعليم الطالب للغات، مشيرًا إلى أنه منذ بداية مرحلة الإعدادية سيتم تدريس "الرياضيات والعلوم" باللغة الإنجليزية، وخلال المراحل السابقة جميعها فإن اللغة العربية ستكون الأصلية ويحصل على اللغة الإنجليزية منذ اليوم الأول بشكل حرفي، وسيكون هناك لغة ثالثة في المرحلة الإعدادية إجباريا.
وأضاف شوقي، أنه في المرحلتين الإعدادية والثانوية ستكون المواد التعليمية اختيارية، مشيرًا إلى أن بناء الشخصية جزء أصيل في هذا النظام الجديد، وهو المأخوذ من النموذج الياباني، ويهدف إلى بناء شخصية الطفل، والاستثمار الأصلي فيه، تقوم على أساس قبول الآخر والتنوع.
ولفت شوقي، إلى أنه يُجري بالتوازي محاولة ضبط المنظومة التعليمية القائمة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتم بدأ ذلك برصد الإشكاليات القائمة وفي مقدمتها أزمة الدرجات لدخول "كليات القمة" الأمر الذي ساعد بدوره على انتشار الدروس الخصوصية خاصة بمرحلة الثانوية العامة التي تحدد المصير، وبناء عليه كان النظام المقترح أن تكون نتيجة الثانوية العامة بشكل تراكمي على مدار الـ3 سنوات، بواقع 12 امتحانا ليستطيع الطالب تحسين درجاته من امتحان لآخر دون أن يكون هناك امتحان واحد فقط مصيري كما يحدث سابقا.
ونوه شوقي، إلى أن البعض تخوف من أن هذا النظام سيؤدي إلى إطالة أمد الدروس الخصوصية لمدة 3 سنوات، لكني أؤكد أن مدرس الفصل لن يكون مسئولًا عن وضع الأسئلة أو التصحيح، حيث سيتم وضع الأسئلة مثل نظام "بنك الأسئلة" داخل الوزارة، وعندما تطلب منا المدرسة الامتحان نرسله للطلاب مباشرة، لمنع وجود عنصر بشري في النصف، مشيرًا إلى أن هذا النظام يواجه مقاومة هائلة في القبول، لتخوف البعض من جانب، ولوجود آخرين لديهم مصالح من جانب آخر، لكن بالتأكيد الوضع سيكون أفضل من النظام الحالي.
وحول إشكاليات النظام الحالي، أوضح أن الوزارة الطلاب الذين سيلتحقون بمرحلة الابتدائي العام الجديد، يقدرون بـ2 مليون، وهناك إشكالية في أن هذا يزداد سنويا بسبب الزيادة السكانية بواقع 700 ألف، مضيفًا: إذا توقف الزمن، فإننا بحاجة إلى 256 ألف فصل لتكون الكثافة بالفصول مطابقة للخارج الأمر الذي يتطلب ما يزيد على 100 مليار جنيه، وفي الحقيقة ليس معنا منهم أي مليم، لا سيما أن موازنة هيئة الأبنية التعليمة لا تتجاوز 7 مليار، والقدرة الفعلية على البناء لا تتجاوز 20 ألف فصل في السنة الواحدة".
ولفت شوقي، إلى أن أعمق مشكلة تواجه التطوير بشكل عام هي الزيادة السكانية، علاوة عن عدة ظواهر مجتمعية أخرى، مثل التحرش "فلم نكن نعرفه سابقا وهو أمر جديد على المجتمع"، وكذلك البلطجة والصوت العالي، وفيما يخص التعليم سنجد ظاهر الغش التي تكلف الوزارة مليار و300 ألف جنيه، تذهب لكل من "الداخلية، وفالكون، والطيران الحربي، وهي أموال ضائعة"، قائلًا: "ونجد أيضا الأهالي الذين أصبحوا يجلسون على فيس بوك 24 ساعة.. ومش عارفين مين بيربي العيال".
وقال: "الأجيال اللي عدت باظت، وكل واحد نسي يربي عياله، وافتكر يربيهم في ثانوي، الأهم الأجيال اللي جاية".