معرض الكتاب في أرض المعارك
استطاعت الوزيرة الدكتورة إيناس عبد الدايم، أن تقدم نفسها من جديد إلى الجماهير كإنسانة.. مواطنة راقية فعلت ما لم يفعله الرجال.. احتفت بالزميل الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، في بادرة تكريمية لم يفعلها زملاؤها الوزراء الجدد مع من سبقوهم.. قيمة جديدة أضافتها إيناس إلى المنصب.. لم تكلف بها ولم تنتظر أن يكلفها أحد للاعتراف بما قدمه الوزير السابق، أعادت إلى ذهني عبارة يقدمها شعب سلطنة عمان لأى وزير قادم بالقول: «اللهم اجعلك خير خلف لخير سلف».
الوزيرة افتتحت يوم الجمعة معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ ٤٩ بصحبة وزير الثقافة الجزائرى الدكتور عز الدين ميهوبى، وهو واحد من رموز الكشكول.. فنان، كاتب مسرحي، روائي، صحفي، واحد من جيل العباقرة المهمين في الثقافة العربية.. كان بصحبة الدكتورة إيناس عدد من الوزراء المصريين، وكان المرور على جناح الأزهر المبهر أكثر من غيره حضورا أزهريا يعيد الصورة الذهنية الراقية للأزهر الشريف.
المهندس مصطفى مدبولى القائم بأعمال رئيس الوزراء لم يحضر، فالرجل ليس من هواة الثقافة وربما لا يحب المثقفين.. هو وثيق الصلة بالأسمنت والخرسانات وأعمال المقاولات، وشتان الفارق بين من يبنى بشرًا ومن يعانق حجرًا.. مدبولى كان مشغولا، غير أنى لا أعرف فيما كانت المسألة التي شغلته عن واحد من أهم الأحداث الثقافية العربية.. واحد من أدوات مصر وقوتها الناعمة.. الرجل الذي يقوم بدور رئيس الوزراء في غفلة من الزمن منشغل.. فعلا «زمان منكوس يرفع الرجول ويخفض الرءوس»!!
