رئيس التحرير
عصام كامل

أول إضراب للعمال فى التاريخ

أول اضراب للعمال
أول اضراب للعمال في التاريخ - صورة ارشيفية

كانت أول مظاهرة في تاريخ العمال في مصر القديمة في قرية دير المدينة، الواقعة الآن غرب مدينة الأقصر، حيث عرف عمال مصر القديمة المظاهرات العمالية والفنية في عهد تشييد وتزيين المقابر.


وكانت أسباب ودوافع تلك المظاهرات هى نفسها فى عصرنا الحالي، وإن كان الذي تغير هو أسلوب التظاهر والتعبير عن الغضب، وذلك وفقاً لما خلصت إليها دراسة الباحث الأثري أحمد صالح، التي أثبتت أن المظاهرات والاعتراضات سمة ارتبطت بالعامل المصري منذ قرون، حيث أنه في الشهر السادس من عام 29 من حكم رمسيس الثالث، تظاهر العمال على نقاط حراسة المقبرة ومن أمام أعين الحراس الموجودون واعتصموا خلف معبد الملك تحتمس الثالث، وحاول مسئولو إدارة "جبانة" طيبة الغربية إقناع العمال المتظاهرين وإدخالهم داخل المعبد لمناقشة مطالبهم ولكن العمال المتظاهرين رفضوا.

وفي اليوم التالي دار العمال المتظاهرين حول السور المحيط بمعبد "الرامسيوم" ووصلوا إلي السور الجنوبي، وجاء لهم الكاتب بنتاورت لكي يسكتهم وأعطاهم خمس وخمسين كعكة، إلا أن العمال جاءوا إلي معبد الرامسيوم ثانية واعتصموا بعد جدالهم مع كهنة المعبد.

واستمر العمال المتظاهرون يعرضون مطالبهم في توفير المأكل والمشرب والملبس وطالبوا بعرضها علي فرعون مصر رمسيس الثالث أو وزيره "تو"، إلي أن طلب رئيس الشرطة "منتومس" من العمال المتظاهرين التجمع من أجل قيادتهم للاعتصام في معبد سيتي الأول بالقرية.

وبعدها قررت الإدارة صرف نصف "زكيبة قمح" لكل فرد من العمال المتظاهرين، كما أعطت لهم خمسين إناء "بيرة"، ولكن هذا لم يف بحاجة العمال فلجأوا إلي طريقة جديدة وهي المظاهرة والاعتصام في الليل باستخدام أسلوب جديد تعبيرًا عن التظاهر والاحتجاج وهو حمل المشاعل.

وبعد محاولة رئيس الشرطة الجديد "نب سمن" مقابلة الوزير "تو" أثناء مروره بالأقصر من أجل عرض مطالب العمال المتظاهرين عليه، غير أنه لم يستطع سوي إيجاد حل مؤقت وهو صرف نصف أجر من المتأخر، وطلب من الكاتب "حوري" توزيعه عليهم، وقام العمال المتظاهرون بالاعتصام بمعبد الملك مرنبتاح.

وقد تركزت مطالب العمال في صرف الأجور المتأخرة، ومحاربة الفساد الذي تفشي بين رؤسائهم، وإيصال صوتهم إلي فرعون مصر ووزيره.
الجريدة الرسمية