رئيس التحرير
عصام كامل

أسرار رحلة لندن.. سفر 9 قيادات من التعليم يثير اللغط داخل الوزارة.. حكاية مايكروسوفت في فندق بارك بلازا.. «البوكت ماني» يحرج مسئولي الوزارة.. سيارة فارهة لتنقلات حبيبة عز ودينا البرعي والمتر

الدكتور طارق شوقي
الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني

تتواصل ردود الأفعال حول زيارة وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي إلى العاصمة البريطانية لندن للمشاركة في المنتدى العالمي للتعليم الذي يقام في لندن كل عام ويشارك فيه نحو 80 وزيرًا للتعليم حول العالم.


عدد المشركين
اللغط المثار حول المشاركة في المنتدى ومؤتمر بيت أووردس المعروف بـ "BETT" والذي يُعقد في أعقاب مؤتمر وزراء التعليم على مستوى العالم، كان سببه الرئيسي هو عدد القيادات الذين سافروا كوفد من الوزارة للمشاركة في المؤتمر.

بداية الرحلة
بدأت رحلة قيادات التربية والتعليم من دعوات السفر، حيث تعددت الجهات الداعية للمؤتمر، فسافر كل من ياسر عبدالعزيز مدير عام التعليم الثانوي والمشرف على الإدارة المركزية للتعليم الثانوي والخاص وعبير إبراهيم مدير عام التعليم الخاص بالوزارة بدعوات من المجلس الثقافي البريطاني British Council.

في حين سافر كل من الدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام بالوزارة، والدكتور محمد عمر مدير مركز دعم وتمويل المشروعات التعليمية، وشيرين حمدي المشرف على الإدارة المركزية لمكتب الوزير، والدكتورة إيناس صبحي مدير عام التعليم الإلكتروني، ووليد الفخراني مدير إدارة للمعلومات والحاسب الآلي بالوزارة عن طريق دعوات من شركة مايكروسوفت.

فندق بارك بلازا ويست منيستير
جاء سفر وزير التعليم وبرفقته حبيبة عز معاونة الوزير للتعليم الفني، والدكتورة دينا البرعي مستشارة الوزير للتقويم والامتحانات سابقًا على سفر بعض القيادات بـ24 ساعة، وسابقًا على سفر آخرين بـ48 ساعة.

وغادر الوزير القاهرة يوم الأحد الماضي الموافق 21 يناير، وكان برفقته معاونته ومستشارته بالإضافة إلى وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار، ورئيس لجنة التعليم بمجلس النواب الدكتور جمال شيحة، ووكيل اللجنة اللواء هاني أباظة، وكانت أجندة هؤلاء تتعلق بالمنتدى العالمي للتعليم ولا ترتبط بمؤتمر ومعرض "bett".

كما سافر فريق من قيادات الوزارة يوم الإثنين الموافق 22 يناير، وهؤلاء الذين سافروا بدعوات من مايكروسوفت، أما الفريق المسافر برفقة المجلس الثقافي البريطاني فقد غادر القاهرة يوم 23 يناير، ومؤتمر الـ bett كان انعقاده في الفترة من 24 إلى 26 يناير إلا أن شركة مايكروسوفت كانت قد حددت الحجز للفريق المسافر بدعوات منها في فندق بارك بلازا ويست منيستير، ويقع في بداية كوبري لندن حتى يوم الخميس ظهرًا الموافق 25 يناير أي قبل اليوم الختامي للمعرض والمؤتمر.

لندن
وصل قيادات الوزارة إلى لندن يوم 22 وكان باقي يوم على بدء المؤتمر، وكانت شركة مايكروسوفت قد رتبت للمسافرين بدعوات منها زيارة لمدرسة إنجليزية. الرحلة إلى تلك المدرسة تستغرق ساعتين ونصف ذهابا ومثلهم في الإياب الأمر الذي دفع معظم الفريق إلى عدم المشاركة في الزيارة، خاصة أن أجندة الفريق المسافر مع المجلس الثقافي البريطاني كانت متخمة بالزيارات للمدارس البريطانية، خاصة أن إقامة هذا الفريق بعيدة عن مقر إقامة فريق مايكروسوفت.

المشاركة في المؤتمر
تجمع كل القيادات في اليوم الأول لمؤتمر "bett" وحضروا فعاليات المؤتمر في يومه الأول فقط، ولم يحضر باقي الفعاليات سوى الدكتورة إيناس صبحي ووليد الفخراني، في حين غاب عن الفعاليات كل من الدكتور رضا حجازي والدكتور محمد عمر، وشيرين حمدي وانشغلوا بزيارات خارجية.

موقف محرج
واجه الفريق المسافر برفقة شركة مايكروسوفت موقفًا مسيئا، بعدما اكتشفوا أن حجز الفندق يتضمن وجبة الإفطار فقط، وأنه لا يغطي كل أيام المؤتمر، حيث إن اليوم الختامي للمؤتمر كان مقررا له الجمعة 26 يناير في حين أنه كان عليهم مغادرة الفندق ظهر الخميس.

كما خلت غرفهم من أي مشروبات أو مأكولات أخرى، وأخبرتهم مسئولة الشركة المرافقة أن من يتناول باقي الوجبات يمكنه إحضار فاتورة وأن يحصل على مقابل ما أنفقه من الشركة بعد العودة إلى القاهرة، وهو ما اعتبره القيادات موقفًا مسيئًا من الشركة.

لم تجهز الشركة أيضا سيارة أو أتوبيس خاص للتنقلات، بل اكتفت بكارت لكل ضيف يعاونه في ركوب المترو والتنقل عبر العديد من المواصلات عند الانتقالات في حين أن المرافقين لوزير التعليم، خصصت لهم سيارة فارهة لاستخدامها في التنقلات داخل العاصمة البريطانية.

مصروف جيب
تحمل الفريق الذي سافر برفقة شركة مايكروسوفت معظم نفقات إقامته، فلم يكن هناك "بوكت ماني" أو مصروف جيب مخصص من الشركة، كما أن غالبية المسافرين رفضوا أسلوب الشركة في أن يقدموا لها فواتير لما يأكلونه أو يشربونه أثناء الرحلة.

لقاءات شوقي في لندن
اقتصرت لقاءات الوزير الدكتور طارق شوقي طوال فترة الرحلة على حبيبة عز ودينا البرعي ورافقته الاثنتان في اللقاءات التي عقدها مع مشاركين آخرين في المنتدى، ولم يلتق أيا من الفريقين الآخرين، ولم يدر أي حوار بينه وبينهم فيما يتعلق بفعاليات المؤتمر، وما الذي يمكن أن يستفيده التعليم المصري من المشاركة في المنتدى والمؤتمر.

ممنوع السفر
الجدير بالذكر أن العام الماضي لم يسافر من الوزارة للمشاركة في المؤتمر سوى الدكتور الهلالي الشربيني وزير التعليم السابق والدكتورة رشا سعد شرف من قيادات الوزارة فقط، وعندما طلبت أماني الفار المسئولة عن المشروع القومي للاستثمار في التعليم السفر والمشاركة في المؤتمر، رفض الوزير السابق سفرها على نفقة الوزارة أو بدعوة من شركة مايكروسوفت ووافق على سفرها على نفقتها الخاصة.

كلمة الوزير
يذكر أن أدبيات مشاركة الوزراء في المنتدى العالمي للتعليم تنص على وجود كلمة لكل وزير يطرح خلالها مشروع التعليم في بلاده، ورؤية دولته للارتقاء بالمنظومة، وبعد ذلك يتم تنظيم جلسات مع أصحاب الشركات العالمية العاملة في مجال الخدمات التعليمية سواء أكانت إعداد امتحانات أو تدريب معلمين أو تأليف مناهج، ويتم تسويق منتجات تلك الشركات إلى الدول المشاركة في المؤتمر.

عادة مايكروسوفت
وجرت العادة بالنسبة لاشتراك وزارة التربية والتعليم المصرية في ذلك المؤتمر أن تقوم شركة مايكروسوفت بدعوة أشخاص بعينهم وبدعوات بأسمائهم للمشاركة في المؤتمر، وكذلك الأمر بالنسبة للمجلس الثقافي البريطاني، وقد رفض وزير التعليم السابق مثل هذا الإجراء وطالب تلك الجهات بتحديد عدد تريده أن يشارك، على أن تحدد الوزارة أسماء من ترغب في سفرهم.

كما رفضت الوزارة العام الماضي إرسال خطاب للشركة، يفيد بسفر عدد من القيادات للمشاركة في المؤتمر، باعتبار أن ذلك الخطاب تستخدمه الشركة في تسويتها المالية، وهو ما اعتبره وزير التعليم السابق إهانة للوزارة، أن تضع شركة مايكروسوفت في تسويتها، أنها قدمت "إكرامية" لمسئولي التعليم عبر تسفيرهم إلى لندن.
الجريدة الرسمية