مصر من تجميد عضويتها بالاتحاد الأفريقي إلى رئاسته!
قبل مرور أربع سنوات تنتقل علاقة مصر بالاتحاد الأفريقي من تجميد عضويتها عقب ثورة يونيو إلى رئاسة الاتحاد في أوائل 2018!
إن كانت العبارة السابقة أشبه بعناوين الأخبار إلا أن التفاصيل كثيرة قدمت فيها مصر أداء سياسيا دبلوماسيا رفيعا، بذل فيه أبناؤها العرق والجهد من صحتهم ووقتهم في سباق مع الزمن ليس للعودة إلى المنظمة الأفريقية وإنما للعودة إلى أفريقيا نفسها!
مصر التي أسست منظمة الوحدة الأفريقية وسبقته بتأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وعدد من المنظمات الفرعية الأخرى في الخمسينيات، وتركت مقراته تذهب هنا وهناك وعيا باحتياجات دول تتحرر أخيرا من استعمار بغيض، تؤسس وقتها لعلاقات واسعة منعت حتى أعداء مصر من الاقتراب من القارة البكر التي تعج بالخيرات، والتي لا أول لها ولا آخر.
وتكبر المنظمة ويتحول اسمها إلى الاتحاد الأفريقي، إلا أن دور مصر يتراجع في وقت كانت القارة تنتظر مصر.. وبغير تفاصيل كثيرة كان على الجمهورية الجديدة في 2014 أن تنظر وهي تؤسس لدولة جديدة تصحيح ما فات كله، وأن تنظر إلى أفريقيا ثم تتخذ قرارها بإعادتها بأي ثمن وبأسرع ما يمكن، حتى بلغ ذلك حد أن لا يمر الآن أسبوع بلا زيارة لمسئول أفريقي للقاهرة أو زيارة لمسئول مصري إلى دولة أفريقية.
وقد يبدو المهندس إبراهيم محلب كمفوض لهذه العلاقات حتى يبدو وكأنه متفرغا لها يذهب كل حين في جولة أفريقية يوصل ما انقطع ويعود ليقدم للرئيس تقاريره عن النتائج استعدادا لجولة جديدة، حتى إنه عاد من إحداها بينما كان الرئيس يغادر إلى إثيوبيا!
اليوم مصر موجودة في أغلب دول القارة.. تعيد أمجاد شركة النصر بالستينيات بوسائل أخرى.. توفر خبراء الري مرة وتبني مجمعات صحية مرة ثانية لتؤدي دورا صحيا واجتماعيا، وتقرب مصر للمواطن الأفريقي مباشرة، وتساند قضايا أفريقية مرة ثالثة وتنظم مؤتمرات نوعية أفريقية كل حين، وتعيد منح الطلاب الأفارقة منح الدراسة، ويستقبل معهد إعلام الوطنية للإعلام طلبه من كل مكان لنبني باستقبالهم جسور الثقة مع المواطن الأفريقي في أقصى مكان في قارتنا!
مبروك لمصر ولشعبها.. ولا تقل إنهم انتخبوا مصر رئيسا للاتحاد الأفريقي هكذا.. آسف جدا.. بل قل انتخبوها بالإجماع.. وما لذلك من دلالة مهمة عن مهمة شاقة نسير فيها بنجاح كبير، وأمامنا الكثير بعد أن تسلل أعداء مصر في غفلة كبيرة إلى أفريقيا، ويعبثون بكل أسف هنا.. وهناك!