رئيس التحرير
عصام كامل

تاريخ المحروسة.. «مانشيتات للبيع في سور الأزبكية» (صور)

فيتو

في ركن معزول، بساحة الأزبكية في معرض الكتاب، وقف معلقًا بضاعته الثمينة، التي لا تشبه شيئًا آخر حوله، معلنًا شروطه للبيع "كل ما الجرنال يقدم في تاريخه، كل ما سعره يكون أعلى".


يقول "محمود"، بائع المانشيتات والجرائد التراثية بسور الأزبكية: إن الشباب لم يعد مهتما بتراث الأجداد، فيقرر التخلص من "الخردة" الموجودة بركن غرفته، وحينما يحاول الحفاظ على تاريخ أجداده وبقاء سيرتهم، فلا يجد من يساعده سوى في سور الأزبكية، المعروف باحتفاظه بالتراث القديم وبيعها للطلاب والباحثين.

وتابع: كلما كان المانشيت المباع أقدم أو أقيم في أخباره، يكون سعره أكبر، لأنه يعتبر آثارا قيِّمة لمحبي القراءة والصحافة الأصيلة.

وتراوحت أسعار المانشيتات والمجالات المصرية ما بين خمسة جنيهات لخمسين جنيها، ويتوقف السعر على قيمة الأخبار المطروحة في العدد، فالأعداد المعروضة تتناول قضية اغتيال الرئيس الراحل السادات، ورحلة عبد الناصر للبحرين، وغيرها من الموضوعات الشيقة، الممزوجة بروائح جيل الخمسينيات والستينيات.

ليست المانشيتات للعرض والبيع فقط، فقط استخدمها الطلاب والباحثون عن التاريخ، كمرجع دراسي، للبحث عن القيمة الزمنية التي يبحثون عنها وعن أحداثها، فلديهم مرجع حي يروي التاريخ بتفاصيله وأركانه، ليس فقط البحث، بل يتهافت على الشراء محبو الأنتيكات النادرة، والاستمتاع بما يختلف عن الكتب القراءات التقليدية.

فأصبح سور الأزبكية، ليس مجرد مكان يحطم أسعار دور النشر بمعرض الكتاب، وإنما أصبح تُباع على أعتابه، كتبا وأعمالا تروي تاريخ وطن بأكمله، مدون على ورقات هشة من زمن عتيق، يتسابق محبو التاريخ للحصول عليه، ليُشهد أبناؤه على عراقة التاريخ المحروسة.
الجريدة الرسمية