أحدث صيحات الطعام المستقبلي.. تحويل الفضلات البشرية لمواد غنية بالبروتينات.. «الفاو»: الحشرات مصدر غذاء غني لسكان الأرض.. و«الطعام الجزيئي» يتم بتفاعلات كيميائية

تقف البشرية على أعتاب مرحلة صعبة من تاريخها، بزيادة عدد سكان الأرض مع نقص الموارد الغذائية، يجعل موضوع توفير الطعام للكرة الأرضية التي تفيض بالبشر مسألة ملحة، فائض الاستهلاك في بعض الدول والمجاعات المتأزمة في بعض الدول الأخرى، يحس العلماء على إيجاد بدائل تسمح بالحصول على النسبة المطلوبة من العناصر الغذائية للإنسان، دون الاعتماد على الأراضي الزراعية.

الفضلات البشرية
توصل بعض العلماء إلى طريقة جديدة لتحويل الفضلات البشرية إلى مصدر غذائي محتمل، وتمكن العلماء من إنشاء البروتين والمواد الغنية بالدهون، باستخدام الميكروبات القادرة على تحطيم النفايات الصلبة والسائلة.

وقال البروفيسور "كريستوفر هاوس"، الباحث في مجال الميكروبات بجامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية، إن هذا المفهوم الغريب سيؤدي إلى إنتاج مواد "حلوة الطعم" أو "ما يشبه الخضار"، موضحا طريقة إنتاج مادة غنية بالمغذيات من النفايات البشرية، باستخدام الميكروبات، في الدراسة المنشورة في مجلة Life Sciences in Space Research.

ويمكن لرواد الفضاء استخدام تلك الطريقة في بعثات المريخ المستقبلية، حيث يمثل الإمداد الغذائي عقبة رئيسة عند تخطيط الرحلات الفضائية الطويلة.

ويتطلب الطعام المنقول من كوكب الأرض، مساحة على المركبة الفضائية، وبالتالي زيادة تكاليف الوقود؛ لذا فإن إعادة تدوير النفايات وتحويلها إلى غذاء جيد، هو الحل لهذه المشكلة.

وتتضمن الطريقة عملية الهضم اللاهوائي (تحطيم المواد الغذائية في غياب الأكسجين)، حيث تعد وسيلة فعالة لكسر المادة القابلة للتحلل، وأدت عملية الهضم اللاهوائي البشري إلى إنتاج غاز الميثان، الذي استخدمه العلماء بعد ذلك في زراعة نوع آخر من الميكروبات يسمى "Methylococcus".

وتستخدم هذه السلالة الميكروبية حاليا كأعلاف للحيوانات، ومع وجود نسبة 52% من البروتين و36% من الدهون، يمكن استخدامها كمصدر غذائي للبشر أيضا، وقال العلماء إن أسلوبهم الجديد ليس جاهزا للتطبيق في الوقت الحالي، ولكنه يوفر نموذجا جديدا لإنتاج الغذاء على متن المركبات الفضائية.

ويذكر أنه تم بالفعل إعادة تدوير بعض النفايات البشرية على متن المحطة الفضائية الدولية، حيث يتم استخراج المياه من بول رواد الفضاء، ومن ناحية أخرى، يتم طرح الفضلات الصلبة في الفضاء.

الحشرات
هل تتخيل أن الحشرات ستكون طعاما مفضلا لبعض الشخصيات في المستقبل؟ وسيسألك المطعم هل تريدها مشوية أو مسلوقة؟! هذا ما أشارت إليه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، مؤكدة أن "الحشرات قد تشكل مصدر غذاء غني لسكان الأرض في المستقبل"، لافتةً وفق تصريح المدير العام للمنظمة، إلى أن "الحيوانات البرية والحشرات غالبًا ما تشكل مصدر البروتين الرئيسي لسكان الغابات، بينما توفر أيضًا الأوراق النباتية، والبذور، والفطر، والعسل، والثمار، والمعادن الدقيقة، والفيتامينات لضمان حمية مغذية".

وأضافت: "مع ذلك يندر أن توضع الغابات ونظم الزراعة الحرجية موضع الاعتبار في سياسات الأمن الغذائي واستخدام الأراضي وفي أغلب الأحيان، لا يملك سكان الريف حقوقًا مأمونة في الإفادة من الغابات والأشجار، مما يعرض أمنهم الغذائي إلى الخطر"، كاشفة عن "دراسة تشير فيها إلى أن الحشرات هي بين الموارد الرئيسية المتوافرة بسهولة في الغابات، كمصدر غذائي غني بالبروتين".

الطعام الجزيئي
وأضاف إلى ذلك، "الطعام الجزيئي" حيث العمل على تطوير طرق الطهي من خلال معادلات كيميائية وفيزيائية، تتضمن إضافة مواد كيميائية في أوقات غير تقليدية أثناء عملية الطهي، مما يؤدي إلى نتائج مختلفة لشكل الطعام وتكوينه ولونه؛ لتخرج منتجات مثل "جيلي الخضراوات" و"رغاوي اللحم" و"آيس كريم نقانق اللحم".

يعتمد الطعام الجزيئي على استخدام بعض المواد والعناصر في الوجبات الغذائية، مثل النتروجين السائل الأكثر استخداما في وصفات الطعام الجزيئي، وغيره من العناصر الكيميائية، ويعد الطاهي الإسباني العالمي فيران أدريا من أشهر مطبقيه على مستوى العالم.