رئيس التحرير
عصام كامل

«القضية 23».. لبنان على أعتاب الأوسكار

القضية 23
القضية 23

للمرة الأولى في تاريخ لبنان سيكون لها فيلمًا سينمائيًا ينافس على جائزة الأوسكار ضمن القائمة النهائية التي تضم 5 أفلام فقط، وذلك من خلال الفيلم اللبناني الناجح "القضية 23" أو كما يعرف باسم آخر "الإهانة".


وهو الفيلم الذي حقق نجاحات عديدة ونال عدة جوائز في مهرجانات سينمائية دولية وغير دولية عُرض بها العام الماضي، وهذه ستكون المرة الأولى للبنان التي يصل عمل يحمل جنسيتها للقائمة النهائية، حيث ينافس الفيلم على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي "غير أمريكي".

في البداية لابد أن تعلم أنه سيفوتك الكثير إن لم تشاهد "القضية 23"، الفيلم وحده يمثل مهرجانا خاصا له جوائز بداخله، وتحديا خاصا بين الممثلين والمخرج ومدير التصوير على جائزة الأفضل داخل الفيلم، جميعهم أبدعوا وتعاونوا لرسم لوحة سينمائية جميلة قلما تراها في السينما العربية، والمباراة الكبرى كانت بين الممثل اللبناني عادل كرم والممثل الفلسطيني كامل الباشا الذي حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا عن دوره في هذا الفيلم.

الفيلم تدور قصته حول مشادة حدثت بين لبناني ينتمي لتيار سمير جعجع الرافض للوجود الفلسطيني في لبنان، وآخر فلسطيني يعمل كمهندس ويعيش في أحد المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأثناء عمل الفلسطيني تحت منزل اللبناني تحدث بينهما مشادة، فيقوم الفلسطيني بسب اللبناني، الأمر كان يمكن أن ينتهي إذا اعتذر الأخير عن الأمر، وهو ما كان سيحدث فعلًا، عندما ذهب الفلسطيني للشاب اللبناني ليعتذر له ولكن تجدد الاشتباك بينهما بعد استفزاز الأخير للأول، ليصل الأمر إلى المحكمة ومنها إلى الإعلام الذي يؤجج الصراع ويشعله أكثر، ليتطور الأمر ليشعل فتنة في المجتمع اللبناني.

يعرض الفيلم تفاصيل الاختلاف الكبير داخل المجتمع اللبناني الذي يشهد وجود صراعات داخلية بسبب وجود تيارات مختلفة، ويأخذ تلك المشكلة للتدليل على ذلك، فهو يوضح أن الأمر كان يمكن أن ينتهي بسهولة لكونها مجرد مشادة عادية، ولكن بسبب التكبر والعناد و وجود رواسب تاريخية قديمة بين الفلسطينيين واللبنانيين لم ينته الأمر بسهولة وتضخم، ليصل إلى المحاكم ومنه إلى الإعلام ووصل الأمر لحرب شوارع في بعض الأحيان بين اللبنانيين الرافضين للوجود الفلسطيني في لبنان ومؤيدينهم من جهة، وبين الفلسطينيين والمتعاطفين معهم من اللبنانيين من جهة أخرى.

العمل يكاد يكون من أفضل الأفلام في تاريخ السينما العربية، فهو على كافة المستويات رائع جدًا، ولكن يؤخذ على مخرج وكاتب العمل زياد دويري أنه لم يعرض الكفتين بتساوي، ففي حين أنه أوضح أن اللبناني يكره الوجود الفلسطيني في لبنان بسبب المجزرة التي وقعت في بلدته وهو طفل وشارك فيها لبنانيون ومعهم فلسطينيون، إلا أنه لم يعرض أن الفلسطيني هو الآخر عانى من مجازر تعرض لها على يد الجيش اللبناني وتيارات وأحزاب لبنانية في فترات تاريخية أخرى، وهي وقائع تاريخية مذكورة تم تجاهلها.

وبالرغم من جودة الفيلم إلا أنه واجه حركة مقاومة ومقاطعة من جانب فلسطينيين ولبنانيين بسبب اتهامات سابقة للمخرج زياد دويري، بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ظلت تلاحقه حتى الآن، وذلك على خلفية تصويره لفيلم "الصدمة" داخل أراضي الكيان الصهيوني عام 2013، وتم منع عرض الفيلم في لبنان وفلسطين بعد مظاهرات خرجت ضد عرض الفيلم في البلدين، قبل أن يتم إعادة عرضه في لبنان، وامتد الأمر إلى تونس حيث طالبت أحد المنظمات هناك بمنع عرض الفيلم ضمن دورة مهرجان قرطاج الماضية.

الفيلم من بطولة عادل كرم، كامل الباشا، ريتا حايك، دياموند بو عبود، كميل سلامة، كريستين شويري وكامل سامح، من تأليف زياد دويري وزوجته جويل توما، وأخرجه زياد دويري.
الجريدة الرسمية