رئيس التحرير
عصام كامل

جناح خيري إيراداته لمرضى السرطان وأبو الريش.. معرض الكتاب «مش ثقافة وبس»

فيتو

"أنا كنت معدي صدفة من أمام الخيمة لقيت اليافطة دي، شدتني عبارة: جميع مبيعات الكتب لصالح مستشفى 57357"، بلكنة صعيدية، وكلمات مفعمة بالحيوية والتفاؤل، يتحدث العامل بمأمورية ضرائب جرجا بسوهاج، أسامة محمد، عن الجناح الخيري القائم بجوار الركن الخاص بجامعة الأزهر الشريف.



يجد الزائرون للمعرض أنفسهم أمام هذه الخيمة الصغيرة، يصوبون نظراتهم إلى هذا الركن الفريد من نوعه، وفي خاطرهم تتردد عبارة: "لماذا لا نقرأ ونتصدق في الآن ذاته؟"، ففي هذه الخيمة الصغيرة يمكنك الدخول إلى عَالَمَي غذاء العقل والنفس معًا.



لم يكن هذا العام هو الأول الذي تلجأ فيه إحدى دور النشر الخاصة، إلى استغلال أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب، التي تشهد ازدحامًا وكتلا بشرية لا حصر لها، إلى استثمار الأموال التي تحصلها نظير بيع الكتب في مستشفيات سرطان الأطفال وأبو الريش للأطفال.



"المستشفيات دي دائمًا في حاجة للمساعدات حتى لو كانت رمزية، وإحنا عاملين خصم 60% على الكتب علشان نشجع القراء والفكرة نجحت بالفعل بالرغم من إنها استمرت أربع أيام فقط السنة اللي فاتت" تتحدث منى العاملة بدار "العبيكان" التي تولت الفكرة منذ ولادتها العام الماضي.

"السنة اللي فاتت كانا حاطين خيمتنا في آخر المعرض ومحدش حس بوجودنا"، تتحدث رؤى التي اتخذت أحد صناديق الكتب مقعدًا لها، لتشرح فكرة الدار، والدور التي لحقت بها لتأخذ من الأجر نصيبها، "الكل راهن على عدم نجاح الفكرة، لكن بعد أربع أيام بس حققنا مبيعات هائلة"، أصبحت الخيمة الخيرية وفي خلال عام واحد الركن الأكثر نشاطا وحركة في مساحات المعرض مترامية الأطراف.



تقول منى: "ممكن حد تعجبه الفكرة ييجي يدفع فلوس وميشتريش أصلًا الكتب، ففكرة عمل الخير مسيطرة على القارئ أكثر من الكتب نفسها"، وتقطع منى حديثها متجهة إلى أستاذة جامعية، جاءت لأخذ كرتونتها المكتظة بالمجلدات والكتب متنوعة الأطياف، "كل فلوس الكتب دي رايحة للمستشفيات الخاصة بالأطفال، 100% من الربح"، تشير رؤى إلى الساحة المخصصة للكتب قائلة: "السنة اللي فاتت كان المكان صغيرا محدش مهتم بيه، الوضع اختلف السنة دي".



لم يأت أسامة من جرجا إلى معرض الكتاب خصيصا إلا لكي يشتري أشياء خاصة بالأطفال، ولم تكن الكتب في قائمة أولوياته، ولكن لافتة الجناح الخيري كانت كفيلة بأن تقلب حساباته كلها رأسا على عقب، وأن تغير رأيه كليا: "دخلت اشتريت كتب مخصوص بسبب فكرة الجناح"، وتمنى من قلبه أن تنتشر هذه الفكرة القيمة والناجحة الهادفة إلى الخير، وأن يتم تعميمها على مستوى المعرض، وكذلك على مستوى محافظات مصر كلها لعلها تكون سببا في انتهاء هذا المرض الخطير الذي تفشى بين الأطفال.



أما عائشة، معلمة اللغة العربية وشقيقتها رحمة، الطالبة بالثانوية العامة، فلم يكن الجناح الخيري وجهتهما الأساسية، ولكن الصدفة قادتهما إليه، "الأجنحة كتير، والكتب كمان، لكن هنا لقينا الجناح مميزا"، فالفكرة جذبتهما ودفعتهما أيضا إلى الشراء، وهذا ما أكدته عائشة: "المكان والفكرة شجعوني إني أشتري كتب، ولقيت إن المكان هنا متنوع وبيشبع رغبات كل الميول"، واختتمت رحمة الحديث: "جينا اشترينا الكتب اللي نفسنا فيها وكمان عملنا خير".



ولم يختلف رأي خالد عمن سبقوه في تجربة "الجناح الخيري" بمعرض الكتاب، والذي تمنى نجاحها لما تهدف إليه من مساندة الأطفال الأبرياء الذين وقعوا فريسة للأمراض.

وأكدت الدكتورة إيناس درويش، الأستاذة بمعهد الخدمة الاجتماعية ببنها، أنها لم تكن تعرف في البداية فكرة الجناح، فدخلت واشترت ما رغبت فيه من الكتب، ولكنها اكتشفت فيما بعد التخفيض الكبير الذي خضعت له الكتب التي اشترتها، وازدادت فرحتها بعدما علمت أن السعر سيتم التبرع به لصالح مستشفى 57357 ومستشفى أبو الريش: "ساعتها لقينا إن الموضوع مفيد من كل الجوانب.. بنشتري الكتب بتخفيض حقيقي وفي نفس الوقت بنعمل خير".
الجريدة الرسمية