رئيس التحرير
عصام كامل

مكتبة المخطوطات متحف لمقتنيات «الأوقاف» الأثرية.. تضم 12 ألف مخطوطة نادرة.. نسخة أصلية من «مصحف عثمان».. 7 ملايين جنيه للصيانة.. وأجهزة إنذار وتكييفات لحماية الكنز الثمين

فيتو

في حي السيدة زينب، ذلك الحي الشعبي الذي يمتاز بعبق التاريخ وسحر القصص والحكايات الخالدة على مر العصور، تقبع العشرات من الآثار الإسلامية والقبطية، على رأسها مسجد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، استمدت المنطقة اسمها من اسم المسجد الذي يحرص على زيارته الآلاف من المصريين نظرًا لتعلقهم بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.


المكتبة المركزية
على بعد خطوات قليلة من المسجد الزينبي.. تقع المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية، والتي تحتوي بين جنباتها على أهم المخطوطات الأثرية والكنوز الإسلامية في التفسير والحديث والقرآن والفقه، والتي تزيد على الـ12 ألف مخطوطة جمعت من مكتبات المساجد بمختلف أنحاء الجمهورية، مثل مكتبة مسجد الإمام الحسين ومكتبة مسجد سيدي أحمد الدرديري بالغورية، والمرسي أبو العباس بالإسكندرية، ومكتبة السيد البدوي بطنطا.

التلف والتآكل
تعرضت تلك المخطوطات النادرة للتلف والتآكل داخل تلك المكتبة بعد افتتاحها في عام 2004، وعدم الاهتمام بها بالشكل الذي يليق مع مكانتها ومع ما تحتويه من كنوز تراثية ومخطوطات وحجج وخرائط نادرة لملكيات الأوقاف، وعلى رأس تلك المخطوطات مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو من أهم المخطوطات النادرة بالمكتبة وأحد 6 نسخ تم كتابتها خلال القرن الأول الهجري بدون ترقيم في مجلد يضم "1087" صفحة ويزن 80 كجم ومقاسه 80 × 40 سم، وتمت كتابته بالحجازية وهي الكتابة غير المنقوطة ويوجد منه نسخة أيضًا في تركيا حسبما أكد الدكتور ماهر جبر، مدير المكتبة.

بمجرد أن تطأ قدماك المكتبة ستجد الأمن والاستعلامات ثم القاعة الرئيسية التي زودت بأحدث أجهزة الكمبيوتر للبحث والاطلاع التي تتيحه المكتبة للباحثين المترددين عليها، فضلا عن إقامتها دورات تدريبية في مجال ترميم وتعقيم وحماية المخطوطات لحفظها، وهو ما عكفت عليه وزارة الأوقاف مؤخرًا.

يقول الدكتور ماهر جبر: إن المكتبة جهزت بـ6 أجهزة تكييفات وشراء أجهزة إنذار حديثة من ألمانيا وإمداد تلك المكتبة بـ9 أجهزة كمبيوتر حديثة، بالإضافة إلى 2 ماكينة تصوير، وتقسيم المكتبة إلى أقسام خاصة بالإعداد الفني والحاسب الآلي، وقسم التصوير الرقمي، وقسم الصيانة والتعليم، وقسم الترميم اليدوي وقسم خدمات المعلومات.

الصيانة
7 ملايين جنيه.. هي تكلفة أعمال الصيانة والترميم والتجهيز في المسجد والمكتبة التي تعرضت المخطوطات بداخلها للتلف نتيجة الاعتماد على وسائل قديمة وترك المسجد مباحًا للباعة الجائلين، حتى تدخلت اللجنة الدينية بالبرلمان، وقدمت عدة ملاحظات للوزارة التي تحركت لتطوير المكتبة والاهتمام بالمخطوطات النادرة، وعثر على ما يزيد على 120 مخطوطة نادرة أثناء التفتيش والتنقيب في مكتبات المحافظات، ومن بين المخطوطات الأثرية النادرة "مصحف الإمام أبو الريش" الذي يعد تسجيلًا فريدًا للملكية المصرية في علم التفسير والنص القرآني بمكتبة مسجد سيدي عطية أبو الريش بدمنهور بمحافظة البحيرة، والذي كتب بماء الذهب وعلى الهوامش كلمات القرآن وعدد الحروف بشكل لا مثيل له.

تعددت وتنوعت الحجج والمخطوطات الأثرية في المكتبة كأطلس الوجه البحري الذي يوثق أملاك الأوقاف في الوجه البحري، ومصحف الإمام علي بن أبي طالب، والذي كان محفوظًا بالمسجد الحسيني، وكتاب وصف مصر، وكتاب التلمود باللغة العبرية والألمانية، وبعض اللوحات الخطية لآيات قرآنية وأحاديث نبوية معلقة على أحد الحوائط كل هذا وأكثر جعل وزارة الأوقاف تدرس إنشاء متحف لعرض تلك المخطوطات النادرة.
الجريدة الرسمية