تعظيم سلام لمجلس الإعلام ولكن!
قرر المجلس الأعلى للإعلام أمس -أخيرا- بعدم السماح بعرض أي مسلسل في رمضان إلا بعد موافقة الرقابة المختصة.. القرار جيد جدا لكن تبدو بعض الملاحظات الأساسية المتصلة بالقرار.. إذ ينبغي أن يقدم المجلس لائحة مبادئ تلتزم بها الرقابة في قراراتها بالموافقة أو بالرفض في التعامل مع ما يعرض عليها.. إذ إن الرقابة الموجودة هي نفسها التي وافقت في السابق على معظم العك والقرف الذي شاهده وتابعه قطاع كبير من المصريين.. وكان مخزيا وبشعا في زعمه وزعم أصحابه الكاذب بالتعبير عن المصريين..
وهو ما كان يتطلب معه محاسبة هؤلاء وليس مخاطبتهم.. لكن وإن كنا بصدد فتح صفحة جديدة في هذا الملف الملتهب فعلينا إذن وضع أسس جديدة للتعامل يمنح فيها الأعلى الإعلام لنفسه- واعتقادنا أنه سيكون على مستوى المسئولية- بأن يظل هو نفسه مسئولا عن مراقبة الرقابة نفسها.. وأنه مرجعية عليا للفصل والنظر في كل ما يعرض عليها من شكاوى أو أضرار..
نقطة أخرى تستوقفنا في قرار الأعلى للإعلام.. إذ لا نعرف معنى "المسلسلات في رمضان" ! فما نعرفه أن يتحدث القرار عن المسلسلات عموما سواء في رمضان أو غيره.. فمثلا المسلسل الخارج عن كل قيم المصريين المعروف بـ"سابع جار" وهو عمل بذيء شكلا ومضمونا.. كان حسب علمنا في غير رمضان، وبالتالي فلا نريد ثغرات يتسلل منها أصحاب هذا النوع من الأعمال!
القرار جيد وندعمه وندعم أصحابه يتبقى القول إنه في كل الأحوال أن شرفاء الشعب المصري سيبقون في حالة رقابة دائمة على الجميع.. على الأعلى للإعلام والرقابة والمسلسلات وعلى الرقابة عليها.. وأقلام كثيرة جاهزة عند الضرورة أن تطلق رصاصها على كل من يسيء إلى قيم المصريين.. أو يسهم بقصد أو دون قصد في المخطط الكبير وجزء منه تفكيك مجتمعنا بكل وسيلة ممكنة والدراما لتأثيرها الطاغي في المقدمة..
المصريون.. أو تحديدا الشرفاء منهم وهم الأغلبية الكاسحة في حالة استنفار دائم.. أو هكذا نعتقد!